في السياق نفسه، تفيد مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن المقاومة استطاعت اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة، كانت تتنكّر بملابس المواطنين المدنيين، وحاولت التسلل إلى بلدة بيت لاهيا، حيث خاضت مع المقاومين اشتباكات وجهاً لوجه، ما دفع الدبابات الإسرائيلية إلى التقدم لإخلاء القوة. أما في حيّ التفاح، الذي سوّت قوات الاحتلال 80% من الكتلة العمرانية فيه بالأرض، فقد أعلنت «القسام» أيضاً تدمير ناقلة جند كانت ترابط في موقع الخليل العسكري شرق الحي، وتفجير فتحة نفق بقوة إسرائيلية راجلة. كما استهدفت «الكتائب» دبابة «ميركافا» يعتليها 3 جنود بقذيفة «الياسين 105». من جهتها، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها خاضوا، طوال نهار أمس، اشتباكات ضارية مع القوات المتوغّلة في شرق جباليا والتفاح.
كل فرصة للهدوء تستغلّها المقاومة لتجديد خلاياها وتوصيل الإمدادات
أما الزخم الأكبر في العمل الميداني، فكان من نصيب مناطق الجهد العملياتي الأساسي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. هناك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ سلسلة من عمليات التصدي النوعية، حيث تحدثت «القسام» عن تفجير منزل كانت تتحصّن فيه القوات الخاصة، في منطقة بني سهيلا شرق المدينة، ما تسبّب بوقوع 30 جندياً بين قتيل وجريح. أيضاً، أعلنت «القسام» تفجير ثماني آليات، تنوّعت ما بين دبابات وجرافات وناقلات جند، بقذائف «الياسين». مع ذلك، عاد غالانت، مساء أمس، إلى الادعاء بأن جيش الاحتلال استطاع تدمير الهيكلية التنظيمية لحركة «حماس» في شمال غزة، والقضاء على الآلاف من «المخربين». ولكنه أمام الوقائع الميدانية التي لا شك في أن المقاطع المصوّرة ستثبتها في وقت قريب، أبقى الباب موارباً لدرء الحرج بخصوص حضور المقاومة الذي يزداد زخماً، قائلاً: «لا يمكن القضاء على جيوب المقاومة بشكل كامل في شمال القطاع».
أمام ذلك كله، تؤكد مصادر في المقاومة، تحدثت معها «الأخبار»، أن العملية البرية في شمال غزة، ورغم التدمير الكبير الذي تسبّبت به في البنى التحتية للمنازل والشوارع، وعدد الشهداء الكبير من المدنيين، فإنها لم تحقّق، بأيّ شكل من الأشكال، الهدف الإسرائيلي المُعلن المتمثل في القضاء على المقاومة. وتتابع المصادر أن «حدّة الفعل العسكري قد تتراجع بشكل آني، بالنظر إلى الكثافة النارية الكبيرة، وبعض المعوّقات الميدانية واللوجستية، لكنّ العدوّ لا يستطيع، مهما أوتي من قوة، المحافظة على المستوى ذاته من الضغط طوال الوقت. ومعنى ذلك، أن كل فرصة للهدوء تستغلّها المقاومة لتجديد خلاياها وتوصيل الإمدادات. وبالتالي، فإن العدوّ سيبقى يدور في الدائرة المفرغة ذاتها طويلاً».