صنعاء | تحت وقع الضربات اليمنية التي تصاعدت خلال الأيام الماضية، انسحبت المدمّرة الأميركية «يو إس إس كارني» من البحر الأحمر، بعد أيام من عودتها إليه برفقة حاملة الطائرات «آيزنهاور». وأكد مصدر عسكري في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن انسحاب «كارني» جاء في أعقاب تعرّضها لهجمات متعدّدة من قبل القوات البحرية اليمنية، ولم يأت لأيّ اعتبارات أخرى، مشيراً إلى أن المدمّرة عادت قبل أيام فقط إلى نطاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر، واستُقبلت بهجمات عسكرية لم يُعلن عنها من قبل قوات صنعاء البحرية. ورأى المصدر أن انسحاب «كارني» يؤشر إلى استمرار تفكّك تحالف «حماية الازدهار»، وتراجع نفوذ البحرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل تصاعد عمليات القوات اليمنية ضد القطع البحرية الأميركية والبريطانية والأوروبية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.وفي هذا الإطار، اعترفت «القيادة المركزية الأميركية»، في أكثر من بيان صادر عنها أخيراً، بتعرّض السفن التابعة لها لعمليات هجومية متواصلة. وقالت إنها اعترضت عدداً من الهجمات، آخرها كان فجر أمس، في خليج عدن، متحدثة عن اعتراض المدمّرة الأميركية «يو إس إس ميسون» صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أُطلق من مناطق سيطرة حركة «أنصار الله». وزعمت البحرية الأميركية أيضاً تمكّنها من تدمير طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر، واصفة تصاعد الهجمات اليمنية بالتهديد الخطير لقوات تحالف «حارس الازدهار» والسفن التجارية في المنطقة. ووفقاً لأكثر من مصدر ملاحي يمني تحدّث إلى «الأخبار»، فإن البحرية الأميركية حاولت التصدّي لهجمات بحرية نفّذتها قوات صنعاء في خليج عدن خلال الساعات الـ 48 الماضية، إلا أنها لم تتمكّن من اعتراض عدد من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية البحرية التي أُطلقت ضد أهداف استراتيجية بالقرب من جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي، مساء أول من أمس، وصباح أمس. وفي هذا الشأن، قالت مصادر محلية في أرخبيل سقطرى إن دويّ انفجارات سُمع قبالة جزيرة سمحة التابعة للأرخبيل، ورجّحت أن الانفجارات تعود إلى اشتباك بحري.
وفي أعقاب تصاعد عمليات صنعاء في المحيط الهندي، طالبت المهمة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي «أسبيدس»، السفن التجارية المتّجهة نحو موانئ الكيان الإسرائيلي، والتي تبحر قبالة أفريقيا في المحيط الهندي، بالابتعاد شرقاً لتجنب هجمات قوات صنعاء البحرية، وأوصت السفن التجارية بالحذر، واقترحت أن تقوم السفن التجارية العاملة في المنطقة «بإنشاء طريق بحري بديل على بعد لا يقلّ عن 150 ميلاً بحرياً شرق طرق المرور الحالية». وتزامن ذلك مع إعلان المهمة الأوروبية انضمام السفينة الحربية «إتش إن أل إم إس كاريل درومان» الهولندية إلى عملياتها في خليج عدن.
وفي أعقاب تداول ناشطين موالين لحركة «أنصار الله»، صوراً لصواريخ جديدة، على أنها الأسلحة التي ستُفعّل في المرحلة الرابعة من عمليات الإسناد العسكري اليمني مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، توعّد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، خلال كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية لـ»الصرخة» ضد أميركا وإسرائيل في صنعاء، واشنطن وتل أبيب بعمليات ردع قاسية خلال الأيام القليلة القادمة. وأشار سريع إلى أن عمليات المرحلة الرابعة بدأت، وخلال الأيام القادمة سيتم الإعلان عن السفن التي خرقت الحظر اليمني المعلن هناك، مؤكداً أن العمليات القادمة استراتيجية وكبيرة. وكشف عن استكمال قوات صنعاء التحضير لمرحلتين خامسة وسادسة، وأنها جاهزة من حيث القدرات العسكرية لتنفيذ هذه المراحل في حال استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وفي المقابل، شنّ طيران العدوان الأميركي - البريطاني سلسلة غارات، مساء أمس، استهدفت مطار الحديدة، لليوم الثاني بعد قصف مماثل، مساء أول من أمس، بحسب ما ذكرت مصادر محلية.