لا الانهيار الاقتصادي ولا نهب أموال المودعين ما يهمّ سعيد ومجلسه «الوطني». فهذا، أساساً، كله «نتاج الهيمنة الايرانية». الأهم اليوم هو منع توسّع هذه الهيمنة إلى بلاد جبيل. فـ «دخول حزب الله من بوابة جبل لبنان يعني إدخاله إلى إدارة المنطقة السياسية والاقتصادية والسياحية »، ويعني أن هناك خطراً على «الواقع العقاري المتمثل بـ200 مليون متر مربع غير ممسوحة في جرد العاقورة وأفقا ولاسا وجوارها»! و«عدم التصدّي لهذا المشروع جريمة موصوفة سندفع ثمنها بعد الانتخابات»، مشيراً إلى «خطة لإعادة النظر في كل أعمال المسح والأحكام العقارية الصادرة في زمن الانتداب الفرنسي والتي أمّنت أرجحية عقارية للمسيحيين». فانتخاب نائب لحزب الله «سيمسّ بالسجل العقاري ويبدأ بقضم المساحات ليس في جرد جبيل فحسب بل في كل لبنان.
تداعيات استراتيجيّة عسكرياً وأمنياً ومائياً وعقارياً لترشيح رائد برو
وسيتمكن الحزب من زرع مرجعية لحماية مخالفات بيئته بعدما كانت تفتقد للمرجعية السياسية في الأعوام الفائتة»، كما سيؤثر على الوضع المائي، إذ «سيعمد الى توزيع مياه النبع باستنسابية كما تفعل قوى الأمر الواقع (عشيرة زعيتر) اليوم»، وكذلك «ينسحب تأثيره على الوضع الأمني العسكري المرتبط بطريق البقاع - بعلبك وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط بما سيورّطنا بمشكلات لا تُعد ولا تُحصى»! مرشح حزب الله، رائد برّو، يشير إلى نوعين من المنافسين في دائرة كسروان- جبيل: «منافس في الانتخابات ومنافس في السياسة». النوع الثاني «لا يملك سردية لمواجهة مرشح الحزب إلا سياسياً لأنه يعجز عن انتقاد أداء الحزب في البرامج والوزارات والحضور الاجتماعي. لذلك يلعب على الوتر الطائفي والشيطنة»، إذ إن «دخول الحزب إلى كل المناطق وعمله على تقليص الخلافات ومنها العقارية بوضعها في إطارها العقاري لا السياسي والعمل على حلّ هذا النزاع، كل ذلك سيرفع الصفة المذهبية عن هذه المشكلات وسيفقد الخصم سبب وجوده وكل موجبات برنامجه السياسي التحريضي. فإذا تمكنّا من حلّ المشكلة العقارية في لاسا ماذا يبقى لديه ليقول يومياً؟». ويؤكد برّو أن «ترشحنا ليس استفزازاً أو تحدّياً بل سيساهم في كسر الصورة المشيطنة للحزب».