ابراهيم وزنه
تصوير: محمد علي
بعدما ارتبط اسمه بنادي الحكمة 41 عاماً، وصل الى قناعة الانسحاب من الصرح الذي عاش فيه «الحلو والمر»، فالأجواء غير العائلية والطعن من الخلف، كما قال، أمران دفعاه الى اتخاذ القرار الصعب، فماذا يضيف «العميد» إميل رستم؟


  • بداية نعود الى ذكرياتك وإنجازاتك مع الحكمة؟

  • - فعلاً اصبحت ذكريات. لعبت اول مباراة مع الفريق عام 1966، وفزنا يومها على انترانيك (1 ـــــ 0)، ولعبت آخر مباراة في 18/10/1988، وحملت شارة الكابتن عام 1972، وفي عام 1980 أصبحت مدرباً ولاعباً بطلب من رئيس النادي المرحوم هنري اسمر. وبسبب الحرب الأليمة حينها، لم يتسنّ لفريق الثمانينيات الذهبي خوض بطولة لبنان الموحدة، فأحرز بطولة المنطقة الشرقية مرتين وكأس الاستقلال 3 مرات، وفي عام 1971 فزنا بكأس «ادمون ربيز» وكان معنا المصري ميمي الشربيني وهو صاحب الفضل في توجيهي كروياً، واللاعبون النجوم عهدي ايوب وابراهيم عبد الصمد وسامي نهرا وغي حلو وسمعان حطاب وطوني ابي راشد.
    وتنهّد رستم وقال: عشت اجمل ايام حياتي مع عائلتي الحكموية، ولما تبدّدت الاجواء العائلية فكّرت جدياً بترك النادي، علماً أن أخي طوني كان يضغط علي منذ سنوات (2003) لنترك النادي معاً، الا أن طبعي المقاوم لم يسمح لي بأن اخرج والنادي في أزمة، ولما نجحنا في تجاوز التحدي الأخير قرّرت التضحية والانسحاب من النادي.

  • وما الذي دفعكم إلى اتخاذ قرار الانسحاب؟

  • - مع بداية الموسم الاخير تعرّضت الى طعن في الظهر، لكنني، حفاظاً على مسيرة الفريق عضضت على الجرح، وقبلت بتسوية، فقط خوفاً على الفريق، وقد صارحت نائب الرئيس سامي برباري بنيّة الانسحاب فيما لو استمر راعي النادي في موقعه، ولما سنحت الفرصة انسحبت بهدوء مع أخي طوني وابني بول.

  • لكن جورج شهوان استقال قبلكم؟

  • - السبب يعود الى «شيك» النقل التلفزيوني الذي طالب به مكتب شهوان رغم توقفه شخصياً عن الدفع منذ 31 أيار، وبعدما أجبر اللاعبين على التوقيع على براءات ذمة عن الموسم قبل انتهائه، ولما سألني بعضهم عن الأمر، طلبت ان يوقعوا وأكدت الوفاء لهم بالالتزامات المادية، ولما أخبرت شهوان بأن الشيك سيصرف لسداد مستحقات اللاعبين (حزيران ضمناً) ثارت ثائرته، ولاحقًا ظهر الخلاف الى العلن، واستقال شهوان.

  • يتهمك شهوان بأنك تعوق عمله في تحويل النادي الى مؤسسة؟

  • - دعا شهوان 25 شخصية الى اجتماع البريستول ليؤلفوا مجلس الأمناء فلم يحضر سوى 5 منهم، فهل أنا من منع الباقين من الحضور؟ وأسأل، هل العمل المؤسساتي يكون بإقصاء لاعب مميز مثل محمد قصاص عن الفريق دون علم الادارة (الرئيس غصوب ونائبه برباري قرآ الخبر في الجريدة) وبناء على إخبار وصله من أحد الوشاة من غير اللاعبين؟! وهل المؤسسة تلزم لاعبيها بتوقيع تنازل عن حقوقهم دون علم الادارة وقبل انتهاء الموسم؟!

  • ولماذا أرغمت ابنك بول على الخروج معك؟

  • - لمّا استفحلت الاجواء السلبية في النادي، وغابت روح الألفة والمحبة، تأثر بول بما يحصل وخصوصاً أثناء المباريات، اذ طالما تعرض لإساءات لكونه ابني، فوصل الى قناعة الانتقال، علماً أنه تلقّى عرضاً من نادي اولمبيك منذ 5 سنوات ورفضه من منطلق تعلقه بالحكمة.

  • اليوم انت خارج أسوار الحكمة، فهل أسقطت 41 سنة من ذاكرتك الخضراء؟

  • - لم ولن تسقط الصفحات الخضراء من ذاكرتي، ولن اندم على شيء فعلته، وكيلا ازعج احداً لن اتابع احوال النادي لاحقاً، تاركاً المجال امام راعي النادي ومعاونيه لتحويله الى مؤسسة.

  • هل سترضخ لرغبة المرجعيات الحكموية فيما لو طلبت منك العودة الى موقعك؟

  • - للأسف المرجعية في وادٍ والنادي في وادٍ آخر، ونادي الحكمة بالنسبة لي اصبح من الماضي، متمنياً له كل التوفيق والازدهار.

  • الحكمة لكل لبنان، شعار لا يتناسب مع هتافات بعض جمهوره، فما رأيك؟

  • - الادارة مسؤولة عن هذا الواقع، وعليها أن ترشد رابطة المشجعين الى ضرورة فصل التوجّهات السياسية عن المواكبة الرياضية، فالحكمة يجب ان يبقى للجميع.

  • ما تعليقكم على ظاهرة تداخل الواقع الرياضي بالسياسي؟

  • - أمر سيئ جداً، فأسوأ ما يصيب الرياضة هو مرض السياسة، والمطلوب وضع سياسة رياضية لضبط الحركة الرياضية لا تسييس الرياضة كما هو حاصل.

  • بصفتك مدرباً متطوعاً للمنتخب الوطني، ألا تعتقد بأن التطوع يخفف المحاسبة وينعكس سلباً على عملكم؟

  • - لم أفكر يوماً بأخذ أجر مقابل خدمة الوطن، مع شكري للاتحاد على ثقته بنا، فنحن لا نوفر جهداً في سبيل اعلاء شأن المنتخب، ووصولنا مع المنتخب الاولمبي الى الدور الثاني هو انجاز بحد ذاته، وأنا مؤمن بقدرات اللاعب اللبناني، ولو توافرت لنا امكانات منافسينا والعناية اللازمة، لكان في النتائج كلام آخر.

  • هل لديك تصوّر للقضاء على معزوفة التلاعب في نتائج المباريات؟

  • - فاتت فرصة القضاء على التلاعب مرات عدة، وخصوصا سنة 2001، فلو عوقب الجميع حينها وكان القرار شاملاً لاستقامت الامور. وللتذكير، فإن فريق الحكمة سقط ضحية التلاعب مرتين.

  • ختاماً، ما هو تصوركم لإنهاض الرياضة اللبنانية؟

  • - يجب ان يكون وزير الشباب والرياضة ملمّاً بالشؤون الرياضية ومحاطاً بمساعدين مختصين بالرياضة، مهمتهم وضع برامج تطويرية، واعتماد مبدأ الثواب والعقاب في مراقبة الحياة الرياضية وإدارتها.

    هوية

  • إميل بولس رستم.

  • مواليد الاشرفية عام 1952.

  • متأهل من سلوى ابو سليمان وله منها 3 أولاد: بول ولورانس وإيلي.

  • حائز ماجستير في اللغة الفرنسية وآدابها.

  • لعب مع الحكمة 22 سنة، ومع المنتخب 9 سنوات.
  • يحمل شهادتي تدريب من الاتحاد الفرنسي (1981) ومن الاكاديمية البرازيلية (1984).