علي صفا
اختُتم موسم كرة القدم في لبنان، بفوز الأنصار بلقب الكأس بعد الدوري، لكنه ختام لم يمرّ مرور الكرام بل فُتحت فيه وعليه ملفات أخرى ملطخة بنقاط تعليب نتائج وشائعات رشوة تتطلّب تحقيقات جادة من أطرافها وصولاً الى اتحاد اللعبة ؟


يدور كلام وشائعات عن حصول «رشوة» مؤثرة في مسابقة كأس لبنان وتحديداً في لقاء الأنصار والمبرة في الدور نصف النهائي؟
شائعات تطاول نادياً محترماً كالأنصار ونظيفاً كالمبرة، ما يستوجب وقفة جادة للتحقيق وكشف الحقائق، حفاظاً على نظافة اللعبة وعلاقة الأندية ودور الاتحاد وسمعته ومبرر وجوده.
لقاء الأنصار والمبرة
وينصبّ الكلام على دور حارس مرمى المبرة مهدي درويش أمام ثلاثة أهداف مريبة (!!) أحدها من بُعد خمسين متراً للمدافع (داني نحلة) واثنان من 25 متراً (لمصلحة سدير ومالك حسون)، بعدما كان الحارس نجم فريقه في إياب الدوري والكأس.
سقوط اللاعب النجم في مباراة حساسة يحصل، لكن السقوط مع شائعات وكلام مؤكد عن «رشوة» يستوجب التوقف والتحقيق، حيث لا دخان بلا نار. وبالعودة الى المباراة، فقد تقدم المبرة بهدف لعلي الأتات، وبعدها كرّت ثلاثة أهداف أنصارية بعضها مشتبه به فعلاً! ما يستوجب تحقيقاً رسمياً حفاظاً على اللعبة وطرفيها المحترمين الأنصار والمبرة.
الكأس بعد الدوري !
وهكذا، تنضم قضية رشوة الكأس الى قضايا ترتيب وتعليب نتائج في مباريات حساسة في الدوري تداركاً للسقوط، حيث وقع فيها الريان أخيراً ورافق السلام الى الدرجة الثانية (وقدّم رئيسه ملفاً إلى وزير الشباب والرياضة معززاً بوثائق) وعن تلك النتائج علت أصوات عدة: لوليد قمرالدين رئيس نادي طرابلس، ونبيل قانصوه رئيس نادي الريان، وعزّزها شريف وهبي (رئيس نادي التضامن سابقاً) في لقاء تلفزيوني ووصفها بأنها «أكبرعمليات تلاعب صمت عليها الاتحاد الحالي فيما أخذ قرارات مصيرية (موسم 2001) حين كُشفت نتائج، وسحب الاتحاد اللقب من التضامن صور في 23 نيسان، بعد أسبوع واحد من تسليم كأس الدوري للتضامن). فماذا سيفعل الاتحاد حالياً؟.
المبرة والأنصار: كشف الحقائق
أمام الكلام والشائعات عن الرشوة المزعومة، لا بد لنادي المبرة من إجراء عملية تحقيق مع حارس مرماه المتهم، وتقديم دلائل وأسماء وإثباتات عن عروض الرشوة عليه، حفاظاً على سمعته العطرة كناد ملتزم قيماً وأخلاقاً.
ولا بد لنادي الأنصار«المتهم أيضاً» أن يتحرّى ويحقق مع أطراف لديه «متهمة» بالاتصال بالحارس وعرض وتقديم رشوة لتسهيل دخول أهداف، حفاظاً على سمعة «بطلاً للثنائية وممثلاً لبنان» (إذا تأكّد هذا).
وفي كل حال، لا يغيب السؤال الكبير: أين دور الاتحاد وماذا سيفعل؟
اتحاد الكرة: الصامت المتفجر
رغم كل شيء فالكرة ستكون في ملعب الاتحاد اللبناني، الصامت الأكبر حتى الآن. صمت لاعتبارات داخلية ـــــ توافقية، واعتبارات خارجية غارقة في وحول السياسة والأمن ومشاكل الأندية الخاصة، فيما يتحرك الإعلام الرياضي بأصوات خجولة وأقلام مربوطة مراعية.
أسئلة... للجميع
أمام قضايا التعليب وشائعات الرشوة لا بد من طرح جملة أسئلة:
ــــــ هل سيقدم نادي المبرة رسمياً دلائل ووثائق على رشوة حارسه وهل سيعترف الحارس شخصياً ويشير إلى الأسماء المتورطة؟
ـــــ وهل سيلاحق نادي الأنصار القضية دفاعاً عن سمعته، ويحقق رسمياً مع «المدّعى عليهم» وفي أسرع وقت؟
ـــــ هل سيتبنى الاتحاد العتيد القضايا المطروحة، ويشكل لجنة تحقيق لكشفها، ومعاقبة المتورطين وناديهم «حسب النظام العام للاتحاد»، أو لمعاقبة أصحاب الشائعات وحفظ حقوق الأنصار وسمعته؟
ـــــ هل سيفضل الاتحاد الصمت وتجاهل ما حصل وما يشاع حفاظاً على وحدته وبقائه أم يطرح القضايا بجرأة مهما كان الثمن؟
هذه أسئلة رياضية ـــــ إعلامية بحت نرفض إدراجها في وحول غير رياضية، لتبقى أجواء الرياضة ناصعة إذ يكفيها تلطيخاً ويكفي الاتحاد مشاكل ويكفي لبنان قضايا فساد وشائعات مغرضة تشوّش على كثير من الحقائق.
مؤتمر إعلامي لنادي المبرة
جاءنا: يدعو نادي المبرة الرياضي كل وسائل الإعلام لتغطية المؤتمرالصحفي، الساعة 12 ظهر غد الثلاثاء في مقر نقابة الصحافة اللبنانية، حيث سيعلن مواقف من أحداث ووقائع على قدر كبير من الأهمية تعني الأسرة الكروية في لبنان.