لم تشهد إحدى بطولات الفئات العمرية في كرة القدم اللبنانية إثارة كالتي عاشتها بطولة دوري الناشئين (دون 18 عاماً) التي اختُتمت أمس وأحرز العهد لقبها بفارق هدف عن الأنصار. أقيم أمس الأسبوع الثالث والأخير من الدورة الرباعية للبطولة حيث كان يتنافس العهد (4 نقاط)، الأنصار (4 نقاط) والشرق (3 نقاط) على اللقب في حين كانت حظوظ البرج الرابع معدومة لاحتلاله المركز الأخير من دون نقاط. لكنّ البرج هو تحديداً من أهدى العهد اللقب. فالأخير واجه الشرق على ملعب الصفاء وفاز عليه 2-0. حقّق المطلوب منه وكانت عينه على مباراة الأنصار والبرج على ملعب العهد في التوقيت عينه. غالبية المؤشرات كانت تشير إلى أن حظوظ الأنصار بإحراز اللقب أكبر نظراً إلى الفارق الفني بينه وبين البرج من جهة وبالتالي قدرته على تحقيق فوز كبير وبفارق أهداف يمنحه اللقب على حساب العهد الذي كان يواجه خصماً يوازيه قوة وهو الشرق.
أحرز العهد اللقب بفارق هدف عن الأنصار (حسن بحسون)

لكنّ البرج أسقط جميع التوقعات، وردّ على كل الهمس الذي كان يدور على أن فقدان الحافز لديه سيجعل الأنصار يفوز بنتيجة كبيرة. صحيح أن الأنصار فاز لكنه وجد صعوبة للخروج فائزاً
2-3.
سيناريو التشويق بدأ مع تقدم البرج بهدف رائع لعلي حداد قبل أن يعادل الأنصار عبر هادي ملك لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي، مقابل تعادل العهد سلباً مع الشرق في النصف الأول من المباراة.
في الشوط الثاني، نجح العهد في التسجيل عبر هدّافه كريم سليم وأصبح هو البطل في حال بقيت النتيجة متعادلة بين البرج والأنصار، لكنّ الأخير تقدم بهدف لهادي ملك مجدّداً نقل اللقب إلى الأنصار في حال بقيت نتيجتا المباراتين كما هما (1-0 للعهد و2-1 للأنصار). العهد ردّ من جهته وسجّل الهدف الثاني أيضاً عبر كريم سليم، فعاد اللقب إليه مؤقتاً، قبل أن ينجح الأنصار في تسجيل الهدف الثالث عبر ملك للمرة الثالثة. هدف صعق العهداويين الذين رأوا لقب الناشئين يذهب للأنصار وخصوصاً بعد انتهاء مباراتهم بفوزهم 2-0 وهي نتيجة لا تكفيهم. وقف لاعبو العهد يترقّبون ما ستنتهي إليه نتيجة الأنصار والبرج خصوصاً أن المباراة طال وقتها بعد توقفها لفترة بسبب إشكال من جمهور الأنصار. ثماني دقائق (وقت ضائع) شهدت المفاجأة البرجية بتسجيل هدف ثانٍ لعلي حداد الذي انتزع اللقب من الأنصار ومنحه للعهد.
لا شك أنه سيناريو لم تشهده بطولات الفئات العمرية منذ فترة طويلة، لكن ما يجب التوقف عنده هو الروح الرياضية والتنافس الشريف اللذان تحلّى بهما نادي البرج وفريق الناشئين فيه. فهم لعبوا لاسم النادي واسمهم فكانوا نجوماً بروحهم القتالية واستبسالهم وخصوصاً حارسهم حسين الحاج حسن الذي كان نجماً فوق العادة وأنقذ فريقه من أربع فرص خطرة جداً قبل أن يُصاب ويخرج في منتصف الشوط الثاني. اللافت أن بديله عبد الهادي شاهين أيضاً لعب واستبسل وكان له دورٌ في حرمان الأنصار من اللقب.
انتهت بطولة الناشئين وأحرز العهد لقبها، لكنّ الفائز الأكبر كان البرج وكرة القدم اللبنانية والنزاهة في التنافس بين الفرق.