عرفت كرة السلة عند السيدات عودةً كبيرة إلى الساحة الدولية من خلال المنتخب الأول الذي وضع نفسه في المكان الذي يستحق وفي المستوى الذي اعتاد لبنان أن يتواجد فيه آسيوياً في مختلف الفئات.منتخبنا سيشدّ الرحال يوم الجمعة المقبل إلى أوستراليا لخوض نهائيات كأس آسيا (26 حزيران حتى 2 تموز)، وذلك في مهمةٍ صعبة، لكن أهدافها محددة بالنسبة إلى هذا المنتخب الذي سيلعب ضمن المجموعة الأولى الصعبة التي تضمه إلى جانب الصين، كوريا الجنوبية، ونيوزيلندا.
مجموعةٌ من دون شك دفعت القيّمين على المنتخب إلى وضع خطة إعدادٍ استثنائية مع مدربٍ متخصّص إذا صح التعبير، ومميّز عندما يرتبط الأمر بسلّة السيدات، وهو جورج جعجع، إذ صحيحٌ أن منتخبنا هو ثامن التصنيف الآسيوي (44 عالميّاً)، لكنه سيواجه الصين المصنفة ثانية عالمياً والأولى آسيوياً، ومن ثم كوريا الجنوبيّة المصنفة 4 آسيوياً، وبعدها نيوزيلندا المصنفة 5 آسيوياً، علماً أن المنتخبين الكوري والصيني هما الأفضل تاريخيّاً على صعيد البطولة القارية، إذ تنفرد كوريا الجنوبية بالرقم القياسي للألقاب بـ12 لقباً تليها الصين بـ11 لقباً.

تحضيرات للحاضر والمستقبل
من هنا وبعد تحضيرات مكثفة منذ أسابيع، دخل المنتخب في معسكرٍ مغلق في نهاية الأسبوع الماضي، ينتهي عشية مغادرته إلى سيدني، ويشكّل الحلقة الأخيرة من خطةٍ شاملة ترمي إلى أبعد من المشاركة الآسيويّة، إذ إن المدرب جعجع كان قد فتح الباب لمدّة أسبوعين لانضمام أي لاعبة، وخصوصاً ممن لم تُجاوز أعمارهن سن الـ18، وذلك لخوض تجارب بغية الدخول إلى التشكيلة النهائيّة، لا بل إنه ترك البعض منهنّ الانضمام إلى التمارين بعدها بهدف اكتساب الخبرة والاحتكاك مع أفضل اللاعبات، وقد كان لافتاً عدد الراغبات بخوض التجارب، إذ وصل العدد إلى 34 لاعبة.
المهم أن المنتخب اليوم جاهز على مختلف الأصعدة، وهو ما أشار إليه جعجع في حديثه مع «الأخبار»، قائلاً: «هناك كيميائيّة تخلق بطريقة سريعة بين لاعباتٍ يمكن أن أصفهن بالجيل الذهبي. هنّ يتمتعن بقلوبٍ قوية وروحٍ قتالية عالية رغم إدراكهن للصعوبات التي ستكون في الانتظار في كأس آسيا، لكن الطموح المشترك في هذه المشاركة هو البقاء في المستوى الأول».
يلعب لبنان في مجموعة صعبة تضمّه إلى منتخبين عريقين في آسيا


وينكب جعجع ومساعدوه حالياً على متابعة كل ما يرتبط بالمنتخبات المنافسة، ومشاهدة مبارياتها لوضع آلية العمل الفنية حيث التركيز الأكبر على كيفية الخروج من الضغط الذي تعتمده المنتخبات الثلاثة، وعلى التعامل مع الفوارق في الطول «وهو ما سيدفعنا إلى اللعب بنسق سريع ودفاعات مفاجئة وتغييرات كثيرة في الأسلوب الدفاعي. علينا أن نعمل كمجموعة، إذ في حالة الواحد على واحد سيعقّد خصومنا الأمور علينا»، يعقّب جعجع.

إيجابية وأمل
طبعاً، يملك المنتخب أملاً لتحقيق نتائج إيجابية، وخصوصاً في مواجهة نيوزيلندا التي انخرطت في معسكرٍ لمدة شهرين، لكن تبقى اقل مستوى من الصين وكوريا الجنوبية، ولو أنها تعمل بشكلٍ حثيث لشقّ طريقها باتجاه دائرة أقوى منتخبات القارة، التي يسعى إلى بلوغها لبنان أيضاً مستقبلاً انطلاقاً من خلقه منتخباً متوازناً يرتكز على اللاعبات المحليات المميزات، واللواتي يحترفن في الخارج، وأيضاً المغتربات أمثال رنا الحسيني وزينة الياس، بينما كان يأمل أن تنضم إليهما سيريتا فرج، لكن أسباباً لوجستية ترتبط بجواز السفر حالت دون انضمامها إلى المنتخب الذي سيستفيد أيضاً من وجود المجنّسة ترينيتي بابتيست.
ويتحدث جعجع عن شكل تشكيلته وخياراته، قائلاً: «البطولة المحليّة ساعدتني لاختيار اللاعبات الأفضل، ولدينا عدداً من المميزات جداً، إذ إن كل الأسماء المتواجدة معنا سبق أن أكدت حضورها القوي على مختلف المستويات المحلية والخارجية، ويكفي أن نذكر أسماء ريبيكا عقل وعايدة باخوس وشيرين الشريف وليلى فارس وميرامار مقداد ونتالي سيفاجيان وقمر منصور ونارينه غيوكشيان ودانييلا فياض للدلالة على جودة هذا المنتخب».
وتابع: «الاتحاد اللبناني قام بعملٍ جيّد أيضاً، إذ أمّن كل شي مطلوب للقادمات من الخارج على أمل أن نستفيد من كل اللاعبات الموجودات في بلاد الاغتراب مستقبلاً، وعددهن ليس بالقليل، وخصوصاً ممّن لم يتجاوزن الـ18 من العمر، ومع انضمامهن إلينا سيرتفع مستوى منتخبنا اكثر».
أما في خصّ المباريات الاستعدادية، فقد كان المخطط أن يلتقي لبنان مع إيران وسوريا في بيروت، لكن الأولى اعتذرت لأسباب مجهولة، بينما وافقت الثانية على إرسال منتخبها قبل أن تبدّل رأيها فجأةً، ما دفع الجهاز الفني إلى إقامة مباريات ودية مع فرقٍ من فئة الشباب تتمتع بمواصفات بدنية وفنية يمكن أن تؤمّن الاحتكاك المطلوب لمواجهة الخصوم الآسيويين، وسط التركيز أيضاً على تكثيف المباريات المتتالية لتعتاد اللاعبات على ضغط اللعب اليومي.



مواعيد المباريات بتوقيت بيروت


تتألف بعثة منتخب لبنان للسيدات التي ستشارك في كأس آسيا من كارلا الترك غلمية (مديرة المنتخب)، جورج جعجع (مدرباً)، جيلبير نصر وزياد الناطور (مساعدين للمدرب)، كريستيان مجبّر (لياقة بدنية)، جو عرموني (معالجاً فيزيائياً)، ايلي نصرالله (لوجستياً). أما اللاعبات المختارات فهنّ: ريبيكا عقل وعايدة باخوس وشيرين الشريف وليلى فارس وميرامار مقداد ونتالي سيفاجيان وقمر منصور وزينه الياس ونارين غيوكجيان ورنا الحسيني ودانييلا فياض واللاعبة المجنّسة ترينيتي بابتيست.
ويستهل المنتخب مبارياته يوم الإثنين في 26 حزيران ضد الصين عند الساعة السادسة والنصف صباحاً بتوقيت بيروت، وضد كوريا الجنوبية الثلاثاء في 27 حزيران عند الساعة الرابعة فجراً، ويختتم مبارياته في الدور الأول بمواجهة نيوزيلندا الأربعاء في 28 حزيران الساعة 4:00 فجراً أيضاً.