على الرغم من عودة نادي برشلونة الإسباني إلى منصات التتويج، بعد فوزه بالدوري المحلي للموسم المنصرم، وكأس السوبر الإسباني، إلا أن الفوز بالبطولات محلياً، لم يكن كافياً لعشاق النادي الكاتالوني، وإدارته.«البلوغرانا»، الذي تعاقد مع أسطورته تشافي هيرنانديز كمدرب للفريق عام 2021، خلفاً للهولندي رونالد كومان، ينتظر المزيد من المدرب الإسباني (43 عاماً)، الموسم المقبل. فبعد صيام العملاق الإسباني عن الفوز بالدوري لأربع سنوات، كان على تشافي بأن يعيده إلى المنافسة محليّاً، بعد أقل من عامين من عودته للنادي، كخطوة أولى. هذا الأمر تحقق، أما الآن، المطالب والرهانات أصبحت أكبر، والمنافسة محلياً فقط، لم تعد مقبولة من إدارة النادي، خاصة في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها الغريم التقليدي ريال مدريد على الساحتين المحلية والأوروبية في السنوات القليلة الماضية. وأبرز ما قد ينتظر تشافي من رهانات الموسم المقبل سيكون بلا شك المنافسة على دوري أبطال أوروبا.
عام 2015، كان آخر صفحة من كتاب أمجاد برشلونة في «أمجد الكؤوس الأوروبية». النادي الكاتالوني الفائز بالبطولة 5 مرات بتاريخه، لم يرفع الكأس «ذات الأذنين» منذ ذلك العام، وكان تشافي حينها لاعباً لبرشلونة.
وفي المواسم الثلاثة الأخيرة، فشل النادي في اجتياز دور الـ16 من البطولة نفسها. هبط في الموسمين الأخيرين إلى الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» مع تشافي، ولم يستطع تحقيق البطولة المصنفة ثانية أوروبياً أيضاً على صعيد الأندية. لكن ما كان يشفع للمدرب الإسباني حينها، أنه كان في مرحلة بناء فريق جديد قادر على المنافسة محليّاً على الأقل، خاصة بعد رحيل نجم الفريق الأول ليونيل ميسي في عام 2021، متجهاً نحو الدوري الفرنسي.
«البلوغرانا»، الذي كان مهدداً بعدم المشاركة في الموسم المقبل بدوري أبطال أوروبا بسبب قضية نيغريرا (دفع رُشى لاتخاذ قرارات تحكيمية لصالح برشلونة)، تبلغ بشكل رسمي من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بالسماح لكتيبة تشافي هيرنانديز بالمشاركة في البطولة بشكل طبيعي، بعد عدم توفر أدلة كافية تدين الفريق، بحسب صحيفة «ماركا الإسبانية».
وانطلاقاً من هذا الأمر، لم يتبقَّ على تشافي إلا المنافسة على البطولة الموسم المقبل، ومحاولة استرجاع مقعد النادي الكاتالوني بين كبار أندية «القارة العجوز». فإدارة النادي برئاسة خوان لابورتا، تعتبر بأن موسمين يشكلان مدة كافية لبناء وتحسين الفريق، والآن حان الوقت لتحقيق الألقاب والإنجازات قارياً وأوروبياً.
تحقيق البطولات ليس الهدف الوحيد، بل هناك تحدٍّ حقيقي لتشافي هيرنانديز وهو إدارة غرفة الملابس بالشكل الصحيح. فمع رحيل اللاعبين سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا هذا الصيف، بعد انتهاء عقديهما مع النادي الكاتالوني، انتهت حقبة «الأبقار المقدسة» التي دامت لسنوات طويلة. هذا الأمر، يضع تشافي أمام امتحان صعب، وموقف لا يُحسد عليه. فكتيبة المدرب الإسباني التي تعج بالشباب، قد تكون عائقاً أمامه لاختيار التشكيلة المناسبة، وإرضاء اللاعبين بالوقت نفسه.
وأولى تبعات هذا الأمر، وصول الألماني إيلكاي غوندوغان، إلى نادي برشلونة هذا الصيف. حيث ذكرت صحيفة «ذا ناسيونال» الإسبانية، أن لاعب وسط برشلونة، غابي، غير سعيد بالصفقة، وبأنه قلق بشأن الوقت الذي سيقضيه في الملعب الموسم المقبل، حيث يعتقد أن المدرب قد يجلسه على دكة البدلاء.
وكان المدرب الإسباني، قد واجه المشكلة ذاتها الموسم الفائت، مع اللاعب الشاب أنسو فاتي، بعد أن تعقّدت وضعيته داخل التشكيلة في «كامب نو». حينها خرج والد اللاعب بتصريحات مثيرة لصحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية، وقال بأنه حث نجله على مغادرة الفريق؟
مشكلات كثيرة، وتحديدات ليست سهلة، ونجاح الفريق محلياً وأوروبياً يحتاج إلى انسجام كبير بين اللاعبين، وتعاون كامل من الإدارة. الأشهر القليلة المقبلة ستعطي صورة واضحة عن مستقبل النادي.