هناك عرفٌ سائد في الأوساط الرياضية الإنكليزية يُفيد بوجود ستة فرق كبرى أساسيّة هي مانشستر يونايتد، وليفربول، وتشيلسي، ومانشستر سيتي، وآرسنال، وتوتنهام. يقتحم أحياناً القائمة فريق من خارج السرب، دون أن يتمكن من انتزاع أحد المراكز الستة الأولى.صراع الموسم الماضي فاز بهِ مانشستر سيتي على حساب آرسنال، فيما حلّ مانشستر يونايتد ثالثاً. تمثّلت المفاجأة باحتلال فريق نيوكاسل يونايتد المركز الرابع على حساب ليفربول وتوتنهام وتشيلسي.
هذا الأخير كان أسوأ فرق النخبة، إثر إنهائه استحقاق الدوري في المركز الثاني عشر. العديد من الأسباب أدت إلى ذلك خلال الموسم الكامل الأول للملّاك الجدد، أبرزها عدم الاستقرار على مدرب محدد مع وجود فائض في التشكيلة.
كثرة اللاعبين المستقدمين خلال السنوات الأخيرة بطلبٍ من مدربين مختلفين، أدّت إلى حصول «طفرة بشرية سلبية»، مع تشتت في المراكز. أكثر من لاعب انتهى بهم المطاف في مراكز لا تتوافق مع مكامن قوتهم، ما انعكس سلباً على المجموعة ككل. ومع افتتاح «الميركاتو» الصيفي، حُلّت أغلب المشكلات خلال أسبوعٍ واحد، وسط ترقب للمزيد من الإيجابيات قبل انطلاق الموسم.
تعاقدَ النادي مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الذي سرعان ما أعطى الضوء الأخضر للتخلي عن بعض الأسماء. هكذا، انتقل الألماني كاي هافيرتز إلى آرسنال في صفقة لامست الـ65 مليون جنيه إسترليني، في حين سافر مايسن ماونت نحو مانشستر يونايتد مقابل مبلغ قريب من سلفه الألماني، وقامت الإدارة قبل ذلك بالتخلي عن ماتيو كوفاسيتش مقابل 30 مليون لصالح مانشستر سيتي وروبن لوفتس تشيك إلى ميلان مقابل 16 مليوناً، كما الحارس إدوارد ميندي والمدافع خاليدو كوليبالي لأندية سعودية مقابل 40 مليوناً تقريباً للاعبين، مع سماحها للاعب أنغولو كانتي بالانتقال مجاناً إلى السعودية أيضاً مقابل أجر شخصي ضخم. هناك رغبة بالتخلي عن أكثر من 5 لاعبين إضافيين قبل انطلاق التحضيرات في الولايات المتحدة الأميركية، وسعي لاستقدام لاعبين يناسبون فلسفة بوكيتينو، بعد التوقيع سلفاً مع المهاجمين كريستوفر نكونكو ونيكولا جاكسون.

دكة البدلاء
كان النادي اللندني الآخر آرسنال قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري الأول له منذ عام 2004، غير أن تعثره في بعض مباريات آخر الموسم حال دون ذلك. ظهر جلياً حاجة الفريق إلى دكة بدلاء متينة، وهو ما يعمل على تحقيقه المدرب ميكيل أرتيتا. وقّع «المدفعجية» مع المهاجم الألماني كاي هافيرتز، كما أنه قريب جداً من استقدام متوسط ميدان وست هام، الإنكليزي ديكلان رايس، ما سوف يعزز تباعاً المنظومة ويعطيها العمق والتوازن وإمكانية التداور دون انخفاض المردود.
بالنسبة إلى ليفربول، ينصبّ تركيز المدرب يورغن كلوب على تدعيم خط الوسط بالدرجة الأولى، خاصةً بعد التخلي عن الثلاثي جيمس ميلنر ونابي كيتا وأليكس أوكسليد تشامبرلين. مقابل ذلك، دعم كلوب وسط الميدان بالأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر كما المجري دومينيك سوبوسلاي. يبدو محور الفريق أفضل عما قبل وقادراً أكثر على خلق الفرص، وهو ما افتقده ليفربول خلال الموسم الماضي. فبعد انخفاض مردود الخط الأمامي بعد رحيل ساديو مانيه، أصبح الفريق يعتمد على خط وسطه أكثر لخلق الفرص، لكن ذلك لم يثمر نظراً إلى اتصاف لاعبي وسط الميدان بالنزعة الدفاعية.
وفي مانشستر يونايتد، لا يزال الفريق يسعى لحل مشكلة حراسة المرمى التي كلّفته العديد من النقاط سابقاً بفعل تذبذب مستوى ديفيد دي خيا. يحاول المدرب إريك تن هاغ إضافة عناصر حيويّين أيضاً إلى المنظومة، بتوقيعه مع مايسن ماونت ورغبته بالحصول على لاعبين آخرين.
سوف يكون مرتقباً موسم كل من نيوكاسل وتوتنهام أيضاً. ينشط الأول في السوق من خلال أفضل صفقاته حتى الآن ممثلةً بوسط الميدان الإيطالي ساندرو تونالي مقابل 70 مليون يورو، كأغلى لاعب إيطالي في التاريخ. أما فريق «السبيرز» فقد برز بتوقيعه مع جيمس ماديسون.
السوق لا يزال في أوله. فرق القمة المعتادة، مع الذين تألقوا أخيراً، هم حاضرون وبقوة من خلال الصفقات اللافتة. يبقى السؤال يتمحور حول ما إذا كانت تلك التعزيزات قادرة على كسر سطوة مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنكليزي في نسخه الثلاث الماضية، وصاحب الخمسة ألقاب من آخر 6 ممكنة في البطولة؟