خسارة قاسية تعرضت لها المصنفة سادسة عالمياً أنس جابر (28 عاماً) يوم السبت الفائت في نهائي بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، على يد التشيكية غير المصنفة ماركيتا فوندروشوفا، لتفشل في أن تكون أول عربية وأفريقية تحرز لقباً كبيراً. الخسارة في ثالث نهائي لجابر ضمن منافسات الـ«غراند سلام» فتح الباب واسعاً للحديث عن إمكانية النجمة التونسية الصمود تحت الضغوط. وكان لافتاً خلال بطولة ويمبلدون أن جابر تعرضت لضغط إعلامي كبير عربي وعالمي، حيث أجرت عدداً كبيراً من المقابلات الإعلامية في أيام قليلة، كما عقدت لقاءات مع نجوم رياضة حاليين وسابقين، بينهم نجم كرة القدم الإنكليزية السابق ديفيد بيكهام، الأمر الذي سلط عليها الأضواء أيضاً.وبحسب مراقبين فإن هذا الضغط الإعلامي الكبير، والآمال التي عقدت على جابر، أفقدها تركيزها وجعلها عرضةً للضغوط، ما أدى إلى خسارتها نهائي البطولة التي تعتبره حلماً بالنسبة إليها، بنتيجة قاسية هي (2 ـ 0).
وسبق لجابر خسارة نهائي ويمبلدون العام الماضي أمام الكازاخية إيلينا ريباكينا، ثم نهائي الولايات المتحدة المفتوحة بعدها بشهرين ضد البولندية ايغا شفيونتيك الأولى عالمياً. هذه الخسارات تؤكد أن جابر بحاجة إلى معدٍّ نفسي على أعلى مستوى، خاصة وأن الإعداد الذهني في الرياضة ـ خاصة على هذا المستوى العالي من الاحتراف ـ يكون بقدر أهمية الإعداد البدني.
والأكيد أن المستوى الضعيف الذي قدمته «وزيرة السعادة» التونسيّة في النهائي هو ما أكد تأثرها نفسياً، في وقت كانت منافستها تمتلك الحظوظ الأضعف للفوز.
ما حصل مع جابر أعاد إلى الأذهان الظروف النفسية الصعبة التي مرّت بها اليابانية نعومي أوساكا، المتوجة ببطولة أستراليا المفتوحة عامَي 2019 و2021، والولايات المتحدة المفتوحة في عامَي 2018 و2020، والتي كانت أيضاً أعلى رياضية أجراً في العالم عام 2022 بحسب مجلة «فوربس»، حيث بلغت أرباحها 51.1 مليون دولار. أوساكا صرحت عام 2019 أنها تعاني من مشكلات نفسية، كما كانت تشكو دائماً من فرط التفكير بكيفية المحافظة على مستواها كما على صدارة التنصيف العالمي، والبقاء على أعلى مستوى، الأمر الذي أدخلها في حالة من الكآبة. تراجع مستوى «الأميرة اليابانية» لفترة من الزمن، قبل أن تعود إلى منصات التتويج بعد أن خضعت للتأهيل الذهني الخاص بالرياضيين، ووضعت نفسها بعيداً عن أضواء الشهرة. هذا المسار بين عامَي 2018 و2022 جعل اليابانية اليوم أكثر هدوءاً، وهي صرحت أنها ستعود إلى الملاعب العام المقبل، بعد أن أعلنت أنها حامل وستغيب عن الملاعب عام 2023.
إذاً ربما تكون جابر مشتّتة بسبب الضغوط الإعلامية، والآمال الكبيرة التي وضعت عليها، فخسرت ثالث بطولة كبيرة بالنسبة إليها.
خسرت جابر ثالث نهائي كبير في مسيرتها


وبعد الخسارة الأخيرة طالب العديد من المراقبين اللاعبة التونسية بتغيير جهازها الفني، والاستعانة بأشخاص على مستوى أعلى من الاحترافية، كما التعاقد مع معدّ ذهني يساعدها على الصمود أمام الضغوط، ويبعدها عن الإفراط بالتفكير بالفوز في البطولات.
والأكيد أن فوز فوندروشوفا غير المصنفة على جابر في ثالثة البطولات الكبرى بومبلدون، سببه الأول أن اللاعبة التشيكية تلعب بعيداً عن الضغوط وبراحة تامة، بعكس جابر التي قالت بعد المباراة: «سيكون يوماً صعباً لكني لن أستسلم. إنها أكبر خسارة مؤلمة في مسيرتي. لكننا سننجح في يوم من الأيام. أعدكم بأني لن أستسلم».
لا تزال جابر تمتلك وقتاً كافياً لحصد البطولات الكبرى، ولتكون أول عربية وأفريقية تفعل ذلك، والموعد المقبل سيكون بعد حوالي شهر ونصف الشهر في أميركا «بطولة أميركا المفتوحة»، وحتى ذلك الحين يجب على النجمة التونسية أن تتحضر بدنياً وذهنياً، لتكسر جميع الحواجز وتتوج بلقب تستحقه.