لم يتردّد آرسنال الإنكليزي في دفع 137 مليون دولار أميركي ليجعل من لاعب الوسط الدولي ديكلان رايس أغلى لاعب في تاريخه، وأغلى إنكليزي في تاريخ اللعبة.انتقال لا شك في أنه كبير بالنسبة إلى متابعي كرة القدم الإنكليزية، ليس لأن رايس هو أحد أفضل لاعبي البلاد، لكن لأنه انتقل من نادٍ لندني غريم إلى جاره في محطةٍ هي الأولى لها بعيداً من نادي نشأته وست هام يونايتد.
كان «بوفو» أول لاعب في التاريخ يرتدي رقماً ثلاثياً (أرشيف)

محطةٌ من المفترض أن تحمل كل جديد بالنسبة إلى النجم الإنكليزي في مسيرته التي يريد شقّ طريقه فيها إلى أعلى مستوى. لكن الرجل لا يزال متمسّكاً بكل جوانب نجاحه وبينها رقم قميصه! بالفعل كانت مفاجأة عندما احتفظ رايس بالرقم 41 ليكون على ظهر قميصه الجديد، معللاً السبب بأنه يخشى أن يؤثّر تغيير رقمه على مستواه، وهو الذي لم يرتدِ رقماً مغايراً منذ رحلته الأولى مع الفريق الأول لوست هام عندما منحه مسؤول التجهيزات هذا الرقم، فأصبح مرادفاً لاسمه.
رايس ليس الوحيد الذي احتفظ برقمه منذ أيام الشباب وتعلّق به ولم يجد مانعاً لإبقائه بسبب تفاؤله به، فهناك لاعب مانشستر سيتي الدولي فيل فودن الذي لا يزال محتفظاً بالقميص الرقم 47، وزميله في المنتخب نجم ليفربول ترينت ألكسندر – أرنولد صاحب القميص الرقم 66، والذي أكد مقولة أن اللاعب هو الذي يصنع الرقم لا العكس بحيث أن الكثير من اللاعبين الصغار الذين ينشطون في مركز الظهير الأيمن يطلبون اليوم الرقم نفسه لقمصانهم.
الرياضيات حاضرة أيضاً
الدوري الإنكليزي شهد بالفعل الكثير من الأرقام غير التقليدية على قمصان النجوم، ومنهم مهاجم مانشستر سيتي السابق الإيطالي ماريو بالوتيللي الذي التصق به الرقم 45، حيث أشار إلى أن اختياره هذا الرقم كان خلال نشأته، لأنه يعني مجموع الرقم 9 الذي ارتداه الهدافون غالباً.
تمسّك رايس بالرقم 41 بعد انتقاله الى أرسنال (إنترنت)

وعن مجموع الأرقام كان الطلب الأغرب للمهاجم التشيلياني السابق إيفان زامورانو، إذ عند وصول «الظاهرة» البرازيلي رونالدو إلى إنتر ميلانو الإيطالي، اضطر «الرهيب»، بحسب ما كان يلقّب، إلى الاستغناء عن القميص الرقم 9 بسبب العقد التسويقي الذي ربط النجم الكبير مع شركة التجهيزات الرياضية «نايكي». هنا طلب زامورانو قميصاً يحمل رقماً غير اعتيادي وهو (8 + 1) للدلالة على رقمه الأصيل الذي رافقه طوال مسيرته في الأندية ومع منتخب بلاده. هناك في إيطاليا اعتدنا رؤية النجوم بالأرقام التقليدية، لكن البرازيلي رونالدينيو اتخذ وجهةً مغايرة عندما وصل إلى ميلان حيث طلب القميص الرقم 80، وهي السنة التي ولد فيها، وذلك بسبب ارتداء النجم الهولندي كلارنس سيدورف للرقم 10. لكن الغرابة ليست في استذكار رونالدينيو سنة ولادته لاختيار رقمه بل لما أقدم عليه الفرنسي بيشنتي ليزارازو عندما عاد الى بايرن ميونيخ الألماني، إذ طلب الرقم 69 ليس لأنه ولد في عام 1969 فقط بل لأن وزنه عامذاك كان 69 كيلوغراماً، وطوله أصلاً 1.69 م!
اختار زامورانو قميصاً مجموع رقميه 9 بعد تنازله عن رقمه لرونالدو (أرشيف)

أكثر من مجرد رقم
كما حضرت الغرابة في أرقام قمصانٍ للاعبين في غير المراكز التي ظهرت فيها هذه الأرقام تاريخياً، ففي كأس العالم عام 1982 ارتدى أحد أفضل لاعبي الوسط عبر تاريخ المنتخب الأرجنتيني أوسي أرديليس القميص الرقم 1، وذلك بسبب توزيع القمصان وقتذاك بحسب الأحرف الأبجدية لأسماء شهرة اللاعبين. وللمصادفة كان حصول «الأسطورة» دييغو أرماندو مارادونا عبر هذا التوزيع على القميص الرقم 10 الذي لازمه حتى اعتزاله اللعب.
بدوره، ارتدى حارس مرمى المنتخب المكسيكي «الاستعراضي» خورخي كامبوس الرقم 9، والسبب أنه بدأ مسيرته في مركز المهاجم قبل أن يتحوّل للوقوف بين الخشبات الثلاث.
وفي المكسيك أيضاً، أصبح المهاجم أدولفو باوتيستا أول لاعب في تاريخ اللعبة يرتدي قميصاً يحمل رقماً ثلاثياً، وذلك عندما وضع الرقم 100 على قميصه مع فريق تشيفاس دي غوادالاخارا، وهو الذي عُرف بأزيائه الغريبة وقصات شعره وألوانه غير الاعتيادية، وحتى باسمه على القميص الذي اختُصر بكلمة «بوفو».
لعب ليزارازو بالقميص الرقم 69 للاشارة الى سنة ولادته ووزنه وطوله(أرشيف)

وحذا حذو باوتيستا المهاجم البرازيلي لويزاو الذي ارتدى قميصاً حمل الرقم 111 للاحتفال بالعيد الـ111 لناديه فلامنغو.
هي قصصٌ غريبة بالفعل، وهناك الكثير منها حول العالم، إذ إن رقم القميص يحمل معانٍ كبيرة بالنسبة إلى صاحبه، وتحوّل أيضاً أداةً تسويقية في الكثير من الحالات، وعامل نجاحٍ بالنسبة إلى اللاعبين أو حتى نحساً لأولئك الذين طلبوا تغيير أرقامهم في ظل عدم التوفيق الذي لازمهم، تماماً كما يلازم الحظ والخرافات عالم الكرة ونجومه.