ساد الارتياح في الشارع الكروي بعد سحب قرعة تصفيات كأسي العالم 2026 وآسيا 2027، حيث ابتسمت القرعة للبنان الذي وقع في المجموعة السابعة إلى جانب أستراليا وفلسطين والفائز من مواجهة المالديف وبنغلادش اللذين سيلتقيان في 12 و17 تشرين الأول المقبل.وكان لبنان قد دخل إلى القرعة مصنّفاً في المستوى الثالث بعد أن تخطّته الهند في التصنيف العالمي للفيفا عقب فوزها بالدورتين الوديتين اللتين نظّمتهما الشهر الماضي (لبنان في المركز 100 برصيد 1205.77 نقاط والهند في المركز 99 برصيد 1208.69)، لكن رغم ذلك تفادى مواجهة منتخبات أقوى من تلك التي وقع معها وتحديداً فلسطين والمالديف أو بنغلادش. هذا لا يعني أن مهمة التأهّل سهلة. فنظام التصفيات ينصّ على تأهّل أول منتخبين من كل مجموعة إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، وفي الوقت عينه تحجز تلك المنتخبات مقاعدها في كأس آسيا 2027 في السعودية. وعليه وإذا كان المنطق الفني يرشّح أستراليا لانتزاع بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة التاسعة، فإن الصراع مع فلسطين بشكل أساسي ومع المنتخب الرابع بشكل أقل سيكون قوياً. فالمنتخب الفلسطيني يتقدّم لبنان حسب التصنيف العالمي للفيفا محتلاً المركز 96 برصيد 1233.02 نقطة، وهو مصنّف في المستوى الثاني كما أنه يملك العديد من اللاعبين المحترفين وبالتالي فإنه سيكون خصماً عنيداً للبنانيين.
ومع سحب القرعة ووقوع منتخبَي لبنان وفلسطين في مجموعة واحدة قفز إلى الواجهة سؤال رئيسي: أين سيتواجه المنتخبان وعلى أي ملعب؟ فالمعلوم أن نظام التصفيات ينص على خوض كل منتخب ثلاث مباريات على أرضه وثلاث مباريات خارج أرضه. وإذا كان منتخب لبنان قادراً على القدوم إلى لبنان وخوض مباراته خارج أرضه مع المنتخب اللبناني في بيروت أو أي مدينة أخرى، فإن منتخب لبنان غير قادر على التوجه إلى فلسطين وخوض مباراته هناك جرّاء الأنظمة والقوانين التي تمنع أي لبنانيّ من زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
مشكلة لا تحصل للمرة الأولى، وهي حصلت سابقاً في كأس الاتحاد الآسيوي حين وقع النجمة وهلال القدس الفلسطيني في مجموعة واحدة، فكان الحل حينها بخوض المباراتين على أرض محايدة وكانت حينها السعودية.
اليوم قد يتكرر المشهد ويجد المنتخبان نفسيهما مضطرين للعب خارج أرضهما، سواء في الأردن أو في أي بلد خليجي، هذا إذا سلّمنا أن المنتخب اللبناني سيخوض مباراتيه الأخريين مع أستراليا والمالديف أو بنغلادش على أرضه، في ظلّ غياب الملاعب القادرة على استضافة مباريات دولية.
هي أزمة قائمة ويواجهها حالياً العهد والنجمة على صعيد كأس الاتحاد الآسيوي مع عدم وجود ملعب مُهَيَّأ للاستضافة، ما دفع العهد إلى مراسلة الاتحادين العراقي والآسيوي لمعرفة إقامة مبارياته في العراق، في حين أن النجمة ما زال حائراً بين ملعب طرابلس أو الأردن أو بلد خليجي قد يكون البحرين.