تكرّر سيناريو المباراة النهائية لمسابقة كأس لبنان، ففاز النجمة بلقب الكأس السوبر بفضل ركلات الترجيح التي وقفت عثرة أمام العهد، فخسر 1-4 بعد تعادل الفريقين سلباً في مباراةٍ كان يُنتظر أن تحمل مستوى فنياً أعلى، لكنها اكتفت بالمضمون المذكور أعلاه، وهو أمرٌ طبيعي على اعتبار أن الفرق لا تزال في مستهل الموسم الصعب والطويل، وتحتاج إلى فترةٍ أطول بين التحضير ولعب المباريات لتكشف عن وجهها الحقيقي.وبالحديث عن الصعوبات فقد واجه النجمة الكثير منها عند بداية اللقاء بعد استحواذ العهد في الشوط الأول ومنعه منافسه من صناعة الخطورة، لا بل إنه كان قريباً من افتتاح التسجيل لولا تصدّي الحارس علي السبع لمحاولتَي السوري محمد المرمور والأسكتلندي لي إيروين.
إنذاران عكسا انطباعاً بأن العهد يمكنه الفوز بالمباراة وتكرار ما فعله قبل أسبوعين عندما أسقط النجمة (3-1) في نصف نهائي كأس الاتحاد ليقبض بعدها على اللقب، فالفريق الأصفر أظهر مجدداً سلاسةً جماعية في تناقل الكرة، وثباتاً في الخط الخلفي رغم غياب خليل خميس المصاب حيث عوّضه «الصاحي» دائماً فيليكس ملكي.

عقمٌ تهديفي
لكن ما افتقده النجمة هجومياً افتقده العهد أكثر، خصوصاً أنه يحوي لاعبين مميّزين هجوماً، أضيف إليهم أحد أبرز نجوم الموسم الماضي زين فران، لكن عدم فعالية إيروين الذي اعتاد التسجيل من أنصاف الفرص، أربك بطل لبنان، الذي لو تمكّن من افتتاح التسجيل في وقتٍ أبكر لاستطاع كسب الأفضلية على منافسه
وتعقيد مهمته على اعتبار أن النجمة بدا عديم الحلول هجومياً، مستعيضاً عن عقمه التهديفي بروحٍ قتالية انطلقت من الجمهور الذي واكبه، ومرّت باللاعبين، وخصوصاً ثنائي الوسط بلال نجدي وحسن كوراني.
كل هذه النقاط كشفت مسائل عدة، منها أنه رغم الخسارة فإن العهد سيكون الخصم الأصعب للجميع، وخصوصاً أنه لم يكشف كل أوراقه أو مقاربته للمباريات، إذ غاب عنه أيضاً حسين زين الموقوف، وبقي النجم السوري محمد حلاق على مقعد البدلاء، تماماً مثل كريم درويش القادر على خلق التوازن الهجومي، وهو الذي سجّل هدفين في مرمى النجمة في آخر لقاءين جمعا الفريقين.
ظفر النجمة بلقبه السابع ونفّس التوتر الموجود في محيطه


سقط العهد ثانيةً بسبب «لعنة ركلات الترجيح» التي أصابته في الصميم مجدداً، وقد كان سقوطه بهذه الطريقة مفاجئاً هذه المرّة، إذ إن افضل لاعبيه من نقطة الجزاء أهدروا الفوز، بدءاً من محمد حيدر الذي سدّد بقوة فوق المرمى ووصولاً إلى نور منصور الذي تصدّى السبع لمحاولته قبل أن يسجّل علي الرضا إسماعيل الركلة الحاسمة ليهدي النجمة لقبه السابع، ففكّ ارتباطه مع غريمه الأنصار على اللائحة الذهبية وبات على بُعد لقبٍ واحدٍ من «الأصفر».

احتفالات لا توتّر
بطبيعة الحال، يُعدّ الفوز مهماً جداً للنجمة لاعتباراتٍ عدة، أوّلها أنه نفّس التوتر الموجود في محيط النادي ومدرجاته بعض الشيء، إذ بدا جليّاً أن النادي على أبواب خضّة عنوانها الأجانب بحيث إن قسماً من الجمهور لم يكن راضياً عن الملف الأجنبي، ولم يقتنع بأسماء أو مستوى الوافدين من الخارج بعدما تابعهم في فترة التحضير أو اطّلع على سيرتهم الذاتية.
لكن في النهاية الفوز والكأس يمكن أن يقلّصا من حجم أي احتقان أو توتر، وخصوصاً بعدما أظهر الجمهور وفاءه لفريقه مرّةً جديدة، وانتشر على امتداد الأوتوستراد من بيروت إلى جونية لمؤازرته بحسب الأعداد المسموح بها له في المدرجات، وقد ظهرت أهمية هذه المسألة في هذه الفترة بالذات من خلال احتفال حسن كوراني بالركلة الترجيحية الأولى التي سجّلها في مرمى الحارس مصطفى مطر حيث توجّه شاكراً إلى المشجعين.
خلاصة الحديث أنه لا يمكن الحكم على العهد نهائياً من خلال نتيجة السوبر، لا بل إن هناك قناعة بأن بطل لبنان قد يظهر بصورةٍ أفضل من تلك التي بدا عليها في الموسم الماضي.
أما النجمة فهناك عملٌ ينتظره في ملعب التمارين، وذلك لتمكين الفريق لناحية الربط بين الخطوط الثلاثة، وذلك وفق خيارات واضحة وشبه ثابتة. كما أن هناك أهمية قصوى لاكتشاف ما يمكن أن يقدّمه الأجانب لهذا الفريق الذي افتقد اثنين منهم عملياً ومن ثم ثلاثة بسبب ابتعاد الأفغاني أوميد بوبولزاي عن التشكيلة بداعي الإصابة التي أخرجت البرتغالي جيلسون كوستا من أرض الملعب باكراً، وأيضاً بحُكم المشاركة المتأخرة للمهاجم جوزيه ألبرتو إمبالو الذي سجّل إحدى ركلات الترجيح، لكنه بدا بحاجةٍ إلى إعداد بدني سريع لكي يصل إلى الجهوزية المطلوبة التي تمكّنه من تأدية المهمة التي قدِم من أجلها وهي تسجيل الأهداف التي يحتاج إليها النجمة أكثر من أي فريقٍ منافسٍ آخر، إذ إنه من بين هدّافيه الخمسة الأفضل في الموسم الماضي لم يبقَ سوى خليل بدر (8 أهداف) بعد رحيل البرازيلي جيفينيو (5 أهداف)، علي علاء الدين المنتقل إلى الأنصار (4 أهداف)، علاء عزّو الذي عاد معاراً إلى طرابلس (3 أهداف)، وأيضاً الكونغولي جان باليكي (3 أهداف) الذي ترك الفريق باكراً في الموسم الماضي، ليذهب بعدها إلى سيمبا التانزاني.
إذاً الموسم لم يبدأ بالنسبة إلى العهد والنجمة، لكنه لم ينتهِ أيضاً لأن الفريقين في معركة مفتوحة أصلاً منذ سنوات على كل الألقاب المحلية المتاحة.