موسم استثنائي عرفه مانشستر سيتي. ثنائية دوري وكأس رفعها لاعبو المدرب بيب غوارديولا، عُزّزت بكأس دوري أبطال أوروبا عندما فاز الفريق في المباراة النهائية على حساب إنتر ميلانو (1-0). سيحاول مانشستر سيتي تكرار النجاح، لكن الأمر لن يكون سهلاً.سبق وأن فشل «السيتيزنز» بأولى اختبارات هذا الموسم قبل أيام، حيث خسر أمام آرسنال في كأس الدرع الخيرية عبر ركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة في وقتها الأصلي بهدفٍ لمثله. ومع ذلك، لا تؤشر الهزيمة على تراجع مستوى السيتي بالدرجة الأولى. صحيح أن الفريق خسر بعض اللاعبين المؤثرين، أمثال الجزائري رياض محرز والألماني إلكاي غوندوغان، غير أن حنكة غوارديولا بإدارته للفريق واختياراته للاعبين تُبقي السيتي في طليعة المرشحين للفوز بأي لقب.
من جهته، أعلن وصيف دوري النسخة الماضية، آرسنال، عن نواياه باكراً في المنافسة، عندما توّج بالدرع. استثمارات آرسنال نفسها في سوق الانتقالات الحالية تعكس رغبة الفريق في العودة إلى منصات الألقاب، حيث صرف «الغانرز» أكثر من 160 مليون يورو لاستقدام متوسط ميدان ويستهام ديكلان رايس ومهاجم تشيلسي كاي هافيرتز. سيكون منتظراً رؤية كيفية توظيف المدرب ميكيل أرتيتا لفريقه مع العناصر الجديدة، ومدى إمكاناته في بناء منظومة متوازنة قادرة على الذهاب بعيداً في كل المسابقات.
تغيرت العديد من القوانين ولا سيما تلك المتعلقة بإضاعة الوقت خلال المباريات


وعلى خطٍ موازٍ، فتح مانشستر يونايتد خزائنه وصرف أكثر من 100 مليون يورو للتوقيع مع بعض اللاعبين، أبرزهم الحارس الكاميروني أندريه أونانا، الإنكليزي مايسون ماونت والمهاجم الدنماركي الشاب راسموس هويلند. كان لافتاً تحسُّن الفريق في الموسم الماضي حيث احتل المركز الثالث في الدوري مع المدرب الهولندي إريك تن هاغ، وهو يسعى للاستمرار بالنسق العالي هذا الموسم. أما رابع الدوري، نيوكاسل، فقد نجح في الحفاظ على أبرز لاعبيه الذين قادوا الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، مع تدعيم المنظومة بأسماء لافتة أمثال متوسط الميدان الإيطالي ساندرو تونالي. وبالعودة إلى الفرق «الستة الكبار»، سوف تشكّل المباراة الافتتاحية لكل من ليفربول وتشيلسي مؤشراً على مدى الاستعداد للمنافسة، حيث يصطدم الفريقان الأحد، (18:30 بتوقيت بيروت). كان تشيلسي أبرز الناشطين في سوق الانتقالات الإنكليزي، والعالمي على حد سواء، حيث حصد أكثر من 200 مليون يورو جراء بيعه نصف لاعبيه تقريباً، قبل أن يعزّز تشكيلة المدرب الجديد ماوريتسيو بوكيتينو بمواهب شابة واعدة. امتحان كبير ينتظر بوكيتينو، وسط تساؤلات حول إمكانية منافسة «البلوز» في ظل امتلاكه أصغر معدل أعمار لاعبين في الدوري. من جهته، سيحاول ليفربول تعويض إخفاق الغياب عن دوري الأبطال بعد أن احتل المركز الخامس في الدوري الموسم الماضي، من خلال إعادة الهيكلة النوعية التي قام بها مدرب الفريق يورغن كلوب، فيما يسعى توتنهام للمنافسة على المقاعد الأوروبية أقله بهدف الحفاظ على مكانته بين الكبار، في ظل وجود تهديد من فرق تعاظمت قوتها أخيراً، مثل نيوكاسل.

حلّة جديدة
بعيداً من التغييرات الفنية التي شهدتها كبرى الأندية الإنكليزية، عرف الدوري قواعد جديدة تطال اللاعبين والمدربين بالدرجة الأولى. سبق وأن أعلنت لجنة حكام كرة القدم المحترفين في إنكلترا تطبيق قواعد مستحدثة، مثل تعديل قاعدة التسلل وتشديد الخناق على إضاعة الوقت.
ابتداءً من موسم 2023/2024، سوف يتم احتساب كل الوقت الضائع خلال احتفالات الأهداف، والتبديلات، الإصابات، وقت العلاج... وذلك بهدف زيادة وقت اللعب الفعلي سيراً على خطى كأس العالم 2022. وسيتعامل الحكام بصرامة أكبر مع التصرفات المتعمدة لإهدار الوقت، مثل عدم احترام المسافة القانونية قبل تنفيذ الركلات الحرة، أو رفض تلقي العلاج خارج الملعب، أو إهدار الوقت من قبل حرّاس المرمى...
من المنتظر أيضاً أن يتساهل الحكام في عملية احتساب التسلل أو عند ارتكاب اللاعبين خطأ «غير مقصود» خاصةً عندما يتعلق الأمر بآخر لاعب يسعى لمنع فرصة للتسجيل، وسوف تتم معاقبة الحراس إذا حاولوا تشتيت انتباه لاعب الخصم أثناء ركلات الترجيح.