لاتفيا، كندا وفرنسا، هي المنتخبات الثلاثة التي سيواجهها لبنان في مجموعته ضمن مونديال كرة السلة. ثلاثة منتخبات بأساليب لعب مختلفة، لكنها تتقاطع مع شيءٍ واحد وهو حجم الصعوبات التي سيقف منتخبنا أمامها، وهو الذي يملك بدوره أسلحة مهمة يُنتظر أن يُستخدم كلّ منها بحسب متطلبات كل مباراة وما سيفرضه الخصوم الذين يتمتع كلٌّ منهم بمزايا استثنائية.
لاتفيا بسلاح الثلاثيات
بداية المشوار في جاكرتا الإندونيسية ستكون من خلال مواجهة المنتخب اللاتفي بعد غدٍ الجمعة (الساعة 12.15 بعد الظهر بتوقيت بيروت)، وهو أحد المنتخبات التي تشارك للمرة الأولى في النهائيات العالمية، لكن سمعته سبقته إليها. كيف لا وهو منتخب نجم الـ NBA كريستابس بورزينغيس الذي يدافع عن ألوان بوسطن سلتيكس بعدما سبق له اللعب في دوري العمالقة مع نيويورك نيكس، دالاس مافريكس وواشنطن ويزاردز.
لكن لحسن الحظ ستغيّب الإصابة بورزينغيس والنجم الآخر ريهاردس لوماش الذي سجّل 28 ثلاثية في التصفيات الأوروبية حيث كان التصويب الناجح من بعيد أقوى أسلحة هذا المنتخب المدجّج بالقنّاصين، والذي حقّق 11 انتصاراً متتالياً في التصفيات مسجّلاً ما مجموعه 134 ثلاثية بمعدل نجاح بلغ 37.5%، بحيث لم يتفوّق على هذه الأرقام أكثر من منتخبٍ واحد.
بالفعل وجود لاتفيا في مجموعة لبنان يجعلها صعبة، وهو ما عرفته فتحضّرت أمام منتخبات قوية مثل ليتوانيا، بويرتوريكو، جمهورية الدومينيكان وغيرها، لكن عليها الآن أن تجد الترياق لغياب أبرز نجمٍ في صفوفها، ما يترك الثقل على الشقيقين ديفيس وإديريس بيرترانس لتعويض النقص في الهجوم.
الثنائي الفرنسي غوبير ويابوسيليه

كندا بنجوم الـ NBA
أما ثانية المواجهات فستكون أمام كندا يوم الأحد (الساعة 12.45)، وهو المنتخب الذي تعيش بلاده على غيمة مشاركته المونديالية بشكلٍ غير مسبوق. كيف لا وهو واحدٌ من أبرز المنتخبات الـ 32 المشاركة التي تضم مجموعةً كبيرة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري الأميركي للمحترفين، وعلى رأسهم نجم أوكلاهوما سيتي ثاندر، شاي جيلجيوس - الكسندر، الذي لعب مباراة الـ«أول ستار» هذه السنة، ونجم النيكس، آر جاي باريت. لذا يمكن اعتبار أن نصف التشكيلة الكندية تقريباً مؤلّفة من لاعبي أفضل دوري في العالم، وتضاف إليهم نقطة قوة أخرى هي الأسماء التي خاضت غمار كأس العالم 2019، أمثال كيفن بانغوس، وفيل وتوماس سكراب.
كل هذا سيجعل من الكنديين منتخباً صعباً وصاحب قدرات هجومية رهيبة ظهرت خلال المباريات التحضيرية أمام منتخباتٍ قوية مثل نيوزيلندا، الدومينيكان، الصين، إسبانيا وألمانيا التي خسرت أمامها على أرضها في نهائي الكأس السوبر حيث سجّل باريت 31 نقطة ونجح بروعة في 13 من أصل 14 محاولة له خلال اللقاء.
يلعب لبنان في المونديال ضمن ما وُصف بـ«مجموعة الموت» أمام لاتفيا وكندا وفرنسا


ومن خلال الأداء في الفترة التحضيرية يبدو المنتخب الكندي منسجماً بشكلٍ كبير، وهو سيكون أخطر في حال كانت الخيارات الفنية دقيقة لناحية اختيار اللاعبين الذين يفترض أن يتواجدوا معاً على أرض الملعب لا الدفع بالأسماء الثقيلة من دون حساباتٍ تضرب الاستراتيجية العامة، وذلك وسط طموحات كبيرة لتحقيق نتيجة أفضل من تلك التي أصابها الكنديون في مونديالَي 1978 و1982 عندما حلّوا في المركز السادس.

لاعب لاتفيا ديفيس بيرتانس (موقع الفيبا)

فرنسا بخبرتها الكبيرة
ختام المباريات في ما وصفته الصحافة العالمية بـ«مجموعة الموت» سيكون أمام فرنسا يوم الثلاثاء المقبل (الساعة 12.45)، وهو المنتخب المتطوّر بشكلٍ دائم، والذي يقدّم كمّاً كبيراً من النجوم إلى الدوري الأميركي.
«الديوك» سيكونون بلا شك الخصم الأصعب في المجموعة، وهم الذين حقّقوا في الأعوام القريبة الماضية نتائج رائعة في مختلف البطولات التي شاركوا فيها، ولو أن الذهب بقي عصياً عليهم، إذ حلّت فرنسا وصيفة في بطولة أوروبا العام الماضي، وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بنسختها الأخيرة في طوكيو. كما أنها حضرت على منصة التتويج في آخر نسختين لكأس العالم بحلولها في المركز الثالث.
وما يميّز المنتخب الفرنسي عن بقية المنتخبات المنافسة لنا هو الخبرة الكبيرة التي يمتلكها لاعبوه على الصعيد الدولي بوجود لاعبين من طينة رودي غوبير، إيفان فورنييه، نيكولا باتوم، وناندو دو كولو، إضافةً إلى الثنائي الذي برز في الأولمبياد مصطفى فال وغيرشون يابوسيليه، حيث أظهر الفرنسيون روحاً قتالية عالية وذكاءً في طريقة اللعب وقدرة على تقديم أداءٍ ثابت المستوى.
كل هذا يجعل من الفريق قوياً ومرشّحاً للعب الأدوار الأولى في كأس العالم، وهو الذي يملك مدرّباً يشرف عليه منذ عام 2009 وهو فنسان كوليه الذي يبني منظومته حول الدفاع الصلب، مستفيداً من وجود اسمٍ هو الأفضل في العالم على هذا الصعيد في تشكيلته. وهنا الحديث عن نجم يوتا جاز السابق ومينيسوتا تمبروولفز الحالي رودي غوبير الذي اختير أفضل مدافع في الـ NBA ثلاث مرات، فهو الذي يحمي السلة، وهو ما يجعل الضغوط كبيرة على أي خصمٍ يواجهه بشكلٍ مباشر.