مع توقّف منافسات بطولة الدوري العام حتى 22 أيلول المقبل، يعود منتخب لبنان ليكون العنوان، وذلك من خلال تكثيف استعداداته من أجل الظهور بأفضل صورةٍ في كأس آسيا التي تستضيفها قطر في كانون الثاني 2024.المنتخب الذي يغادر مساء اليوم إلى تايلاند بعدما انخرط لاعبوه في حصصٍ تدريبية في اليومين الأخيرين على ملعب العهد، يدخل مرحلةً جديدة مبنية على آخر ظهورٍ له في الهند، حيث خاض عدداً من المباريات الودية التي كشفت عن نقاط القوة والضعف لديه، فكان تحرّك المدير الفني الصربي ألكسندر إيليتش باتجاه خيارات مختلفة عن المرحلة السابقة ترمي إلى سدّ الثغرات عبر خليطٍ يجمع بين الخبرة والشباب.
فكرة إيليتش الأولى كانت نقل المنتخب إلى المستقبل من خلال عملية تجديدٍ شاملة، محورُها اللاعبون الصاعدون المدعّمون بعناصر من المغتربين. لكنّ الواقع أن النتائج لم تصبّ في الاتجاه المأمول، إذ تبيّن أن التطوّر يحتاج إلى وقت، والمدة الحالية غير كافية للوصول إلى كأس آسيا بمنتخبٍ جاهز من أصحاب الأعمار الصغيرة.
هؤلاء الذين مرّوا بالمنتخب في الفترة الأخيرة لا شك في موهبتهم، لكن لصقل قدراتهم يفترض إضافة الخبرة الدولية إليها، وهي مسألة تحتاج أقله إلى عامين لكي يختبر كل منهم الساحة الخارجية التي تحمل تحديات مختلفة بشكلٍ كبير عن تلك التي تفرزها نظيرتها المحلية.

دعوة لمستحقّيها
من هنا، ذهب إيليتش إلى إعادة النظر في تشكيلته ليستدعي أسماءً تملك الخبرة والقدرة على القيادة في كل الخطوط، محاولاً أيضاً تعويض عددٍ من الغائبين بسبب الإصابة، وهم الذين أدّوا أدواراً أساسية في المراحل الماضية، أمثال محمد الدهيني، فيليكس ملكي، زين فران، خليل خميس، محمد الحايك وغيرهم.
كما لحظت التشكيلة لاعبين قدّموا مستوى ثابتاً في مباريات الدوري التي يتابع غالبيتها الجهاز الفني أسبوعياً، علماً أن الظروف الحالية المرتبطة بالغيابات واللاعبين المتوفّرين ستفرض إعادة توزيع المراكز بحسب مقتضيات المرحلة، ما يعني أن لاعبين مثل وليد شور وجهاد أيوب يُنتظر أن يجدوا أنفسهم في مركزٍ جديد مثل قلب الدفاع الذي عاد إليه قاسم الزين وماهر صبرا الذي قد يُشغل مركزاً أيضاً على الجهة اليسرى.
عادت أسماء خبيرة إلى منتخب لبنان ضمن خطة لتثبيت صورة التشكيلة النهائية


عودة الثنائي الخبير كانت منطقية انطلاقاً من المستوى الدفاعي الجيّد الذي قدّمه فريقهما النجمة حتى الآن، وهو ما كوفئ عليه عبدالله مغربي بحصوله على دعوة إلى المنتخب، حيث يمكن أن يلعب دور «الجوكر» على اعتبار أنه يجيد شغل مركزين على طرفَي الملعب.

صفحة جديدة
بطبيعة الحال، يبدو أن إيليتش فتح صفحة جديدة بحيث وردت في تشكيلته أسماء سأل عنها الجمهور في مرحلةٍ سابقة، أمثال باسل جرادي وماجد عثمان، فالأول سجّل انتقالاً لافتاً إلى الدوري التايلاندي حيث قُدّم من قبل فريقه كنجمٍ من الصف الأول، بينما يتابع الثاني تألّقه في الدوري الإندونيسي.
هذان الاثنان سيعززان خط الوسط بلا شك، وهو الخط الذي لحظ عودةً مهمة لمحمد حيدر لكي يحصل المنتخب على لاعبٍ بنوعيةٍ مختلفة عن كل الموجودين، لأن نجم فريق العهد هو صانع ألعاب متميّز وضابط إيقاع استثنائي سيحتاج إليه إيليتش حتماً في محطاتٍ معيّنة وأوقاتٍ حساسة من المباريات.
هذه الأسماء العائدة ليست الوحيدة التي عرفها المتابعون بألوان المنتخب، إذ سُجّلت أيضاً عودة لافتة للمهاجم هلال الحلوة بعدما تابعه إيليتش في الدوري المحلي مسجّلاً 3 أهداف في 4 مباريات خاضها مع البرج، وهو بدا في التمارين متحمّساً لكسب ثقة المدرب كما هو حال كل اللاعبين الذين سيقاتلون من أجل مراكزهم، خصوصاً أن المرحلة المقبلة قد تدخل إليها أسماء جديدة، بينها أسماء لاعبين مغتربين يتمّ التواصل معهم من أجل تعزيز التشكيلة اللبنانية في الاستحقاق الآسيوي.
هذا الاستحقاق الذي دفع اتحاد اللعبة إلى البحث في اتجاهاتٍ مختلفة من أجل تأمين المعسكرات والاحتكاكات المختلفة النوعية للمنتخب، إذ إنه سيلعب في تايلاند مع صاحب الضيافة في دورة كأس الملك الرباعية، على أن يواجه الفائز بين العراق والهند لاحقاً. لكن هذه المحطة ليست الأخيرة قبل انطلاق التصفيات الآسيوية المونديالية في شهر تشرين الثاني المقبل، إذ تشير المعلومات إلى رحلةٍ أخرى باتجاه مونتينغرو لمواجهة منتخبها الذي يشرف عليه مدرب لبنان السابق ميودراغ رادولوفيتش.