أحداث رياضية كثيرة تُنظّم كلَّ عام حول العالم، ولكن ليست النتائج ما تبقى مطبوعة في الذاكرة، إنما اللقطات الإنسانيّة، وتلك المتعلقة بالروح الرياضية، وحتى القاسية التي تكون عبارة عن إصابات اللاعبين، وغيرها الكثير...الجماهير غالباً تنتظر التظاهرات الرياضيّة الكبرى، وخاصة كأس العالم في كل لُعبة، أو الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة والشتويّة، والتي تكون دائماً عبارة عن حدث رياضي ـ ثقافي سياسي، وليس رياضياً فقط مرتبطاً بالفوز والخسارة على أهميتهما.
عشاق ألعاب يتذكّرون لليوم سباق الـ 100 متر في بطولة العالم 2017. حينها فاز جاستن غاتلين وخسر أسرع عدّاء في العالم، الجامايكي يوسين بولت سباقه الأخير، ولكن غاتلين بعد نهاية السباق وتحقيق الفوز ركع أمام بولت، كتعبير منه عن عظمة العداء الجامايكي، رغم الخسارة. لقطة لا تزال مطبوعة في أذهان الكثيرين، لما فيها من احترام متبادل بين العدّائين.
الروح الرياضية حضرت أيضاً في مونديال 2022، عندما قدر نجم منتخب فرنسا كيليان مبابيه الأداء الكبير للمنتخب المغربي الذي وصل الى نصف النهائي، وقدم قميصه لزميله وصديقه أشرف حيكمي بعد نهاية المباراة التي فازت بها فرنسا. وحضرت خلال المونديال أيضاً لقطات اللاعبين المغاربة مع والداتهم، في صورة سبقى حاضرة طويلاً في أذهان عشاق اللعبة.
أما اليوم في مونديال السلّة الذي تستضيفه حتى 10 أيلول الجاري كل من إندونيسيا واليابان والفيليبين، هناك حدث طبع أكبر تظاهرة سلّوية، وسيبقى محفوراً في تاريخ اللعبة. نجوم منتخب لبنان الفائز على إيران (81 ـ 73) في مباراة تحديد المراكز، والتي تأهّلوا من خلالها إلى ملحق التصفيات الأولمبية، قدّموا الروح الرياضية على أي شيء آخر، مؤكدين أن الرياضة ليست فوزاً وخسارة فقط. وائل عرقجي ورفاقه، عند نهاية المباراة يوم السبت، قدموا تكريماً أكثر من رائع لنجم منتخب إيران، وواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ قارة آسيا، حامد أهدادي (38 عاماً ـ 2.18 سنتم) الذي لعب مباراة اعتزاله الدوليّة. اللبنانيون، ورغم أن أهدادي جعلهم يخسرون العديد من المباريات والبطولات مثل آسيا 2007 و2009 و2010 و2017، كرّموه كما يستحق، بعدما تجمّعوا حوله مع لاعبي المنتخب الإيراني، وقدموا له التحية والتقدير. بدوره، ردّ لاعب الـ NBA بين 2008 و2013 التحية بالمثل، وقدّم قميصه لأفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي، كتعبير عن مدى تميّز النجم اللبناني في الملاعب، وكونه سفير كرة السلة الآسيوية اليوم.
جميل جداً ما فعله اللبنانيون مع أهدادي الذي لعب في لبنان عام 2019، وهذه اللقطة لاقت تفاعلاً كبيراً حول العالم، وترحيباً من الاتحادَين الدولي والآسيوي لكرة السلة، وستحفر في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة السلة.