يوم الاثنين في الثامن عشر من أيلول المقبل، من المفترض أن يفتتح فريقا العهد والنجمة منافساتهما في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. يلعب العهد في المجموعة الأولى، حيث من المفترض أن يستضيف فريق النهضة العماني، أما النجمة فيلعب في المجموعة الثالثة وأيضاً من المفترض أن يستضيف فريق الرفاع البحريني. لكن كلمة «يستضيف» هي فقط بالشكل كون المباراة مجدولة على أرض العهد والنجمة. لكن «على الأرض» ليس هناك «أرض» ولا ملعب لاستضافة المباراتين حتى كتابة هذه السطور. مسار طويل من المحاولات من قبل الناديين لتأمين ملعب يستضيف مبارياتهما البيتية انطلاقاً من عدم وجود ملعب في لبنان مؤهّل لإقامة مباريات آسيوية عليه. في الاتحاد اللبناني، هناك ما يشبه «حالة طوارئ» على صعيد المراسلات والاتصالات لمساعدة الناديين لإيجاد ملعب يحتضن المباريات المصنفة على أرضهما.مسار النجمة على هذا الصعيد يختلف بعض الشيء عن مسار العهد، لكن «المصيبة» تجمعهما. أيضاً يجمعهما قرار من الاتحاد الآسيوي بضرورة إيجاد بلد واحد لاستضافة المباريات الثلاث، وهو أمر عجز عن تأمينه الناديان.

ماذا حصل؟
من اللحظة التي أيقن فيها ناديا العهد والنجمة عدم إمكانية تأمين ملعب في لبنان قادر على استضافة مبارياتهما البيتية ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، توجهت الأنظار نحو الخارج. عدد من الأندية سبق أن اختار بلداً لاستضافة مبارياته التي من المفترض أن تقام على أرضه، سواء لأسباب أمنية أو لأسباب قانونية. السوريون والعراقيون والفلسطينيون وحتى الإيرانيون والسعوديون وجدوا أنفسهم في موقف مشابه، لكن ليس للسبب عينه الذي يمنع النجمة والعهد من اللعب في لبنان. فالسبب هو ممكن أن يحصل فقط في لبنان. بلد الفساد والهدر والاستهتار. السبب هو عدم وجود ملعب صالح للاستضافة في ظل غياب الدولة وإفلاسها وعدم قدرة الاتحاد اللبناني (ولا حتى مسؤوليته) على تأمين ملعب، في حين أن الناديين غير قادرين على تأهيل ملعب نظراً إلى الكلفة العالية لملعبَي المدينة الرياضية وصيدا الوحيدين المؤهّلين لاستضافة مباريات آسيوية وفق معايير الاتحاد القاري.
العهد، من جهته، توجّه نحو العراق، وقام بمراسلات عبر الاتحاد اللبناني لتأمين استضافة مباريات العهد الثلاث ضمن المجموعة الأولى. وافق العراقيون على استضافة بطل لبنان في البصرة، لكن الاتحاد الآسيوي لم يوافق. السبب مشاركة ناديين عراقيين في المسابقة، ما يصعب لوجستياً استضافة نادٍ ثالث، وخصوصاً أن بعض الملاعب فقط حصلت على موافقة من الاتحاد الآسيوي لاقامة مباريات عليها.
سُدّت جميع السبل في وجه الناديين بانتظار «معجزة» ما


النجمة، من جهته، كانت مهمته أصعب. بذلت الإدارة وخصوصاً أمين السر أسعد سبليني جهوداً كبيرة لتأمين بلد يستضيف بطل كأس لبنان. تمت مراسلة الإمارات وقطر والسعودية عبر الاتحاد اللبناني، لكن لم يكن هناك أي جواب، لا سلبي ولا إيجابي.
وهذا ما دفع بإدارة النادي إلى الخطة «ب». خوض كل المباريات الثلاث مع الرفاع البحريني والعربي الكويتي والزوراء العراقي على أرض كل نادٍ. أي أن النجمة يلعب مع كل فريق مرتين على أرضه.
وبالفعل، قام السبليني، بدعم من الاتحاد اللبناني ومتابعة يومية من رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف، كما يقول أحد الإداريين لـ«الأخبار»، بمراسلة الاتحادات المعنية وحصل على موافقات وعقد اتفاقيات مع الأندية الثلاثة لاستضافة النجمة في مباريات المجموعة.
هذا الأمر لفت نظر أمين سر نادي العهد محمد عاصي الذي قام بمراسلة نادي النهضة العماني وحصل على موافقة بلعب المباراتين في مسقط. موضوع العهد مختلف بعض الشيء عن النجمة. فالعهد يلعب في المجموعة الأولى إلى جانب النهضة وجبل المكبر الفلسطيني والفتوة السوري. وفي هذه الحالة، فإن العهد سيضطر إلى استضافة النهضة فقط، كونه سيلعب مع جبل المكبر في بلد محايد نظراً إلى عدم إمكانية خوض المباراة على أرض فلسطين، علماً أن إدارة النادي الفلسطيني طالبت باللعب على أرضها، لكن القوانين اللبنانية تحول دون ذلك لعدم إمكانية أي لبناني من الدخول إلى الأراضي المحتلة وفقاً لقانون العقوبات.
المشكلة أن الاتحاد الآسيوي رفض مجدداً الحل الثاني في ما يتعلق بنادي العهد. ليس نكاية، لكن بسبب القوانين التي تفرض على كل نادٍ مشارك في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي تأمين عدد من المستلزمات والشروط ومنها وبشكل رئيسي ملعب لاستضافة المباريات، وإلا يعدّ منسحباً من المسابقة وتطاله عقوبات تصل إلى حرمانه سنتين من المشاركة الخارجية. فالاتحاد القاري يريد أن يستضيف بلد واحد جميع مباريات النادي غير القادر على اللعب على أرضه، لا أن يقوم النادي باللعب في ثلاث دول مختلفة.

.... ويلعب النجمة مع الرفاع البحريني في لبنان أيضاً في اليوم عينه (طلال سلمان)

هذا كان الجواب من قبل الاتحاد الآسيوي على طلب العهد لعب مباراتيه مع النهضة العُماني في مسقط. هذا الأمر قد ينسحب على النجمة الذي يطالب باللعب ثلاث مباريات في ثلاث دول مختلفة وهي البحرين والكويت والعراق وحصل على موافقة اتحادات هذه الدول.
ما يراهن عليه النجمة تجاوب الاتحاد الآسيوي مع كتاب مرسل من الاتحاد اللبناني يطلب فيه الحصول على استثناء والموافقة على لعب الأندية اللبنانية مع الفرق الأخرى، كلٌّ في بلده.
هناك خيار ثالث هو حضور موفد من الاتحاد الآسيوي لمعاينة أحد الملاعب الأخرى كجونية أو طرابلس البلدي أو زغرتا لمعرفة مدى إمكانية إقامة مباريات آسيوية عليه، لكن هذا صعب جداً نظراً إلى ظروف الملاعب من جهة، إضافة إلى موضوع آخر يتعلق بجدول المباريات.
فالنجمة والعهد سيلعبان على أرضهما في المرحلتين الأولى والأخيرة في اليوم ذاته، ما يعني أن الناديين سيحتاجان إلى ملعبين وليس إلى ملعب واحد. فإذا كانت هناك صعوبة في تأمين ملعب واحد، فكيف بالأحرى تأمين ملعبين. إلا إذا جرت جدولة المباريات بشكل مختلف أو أقيمت مباراتان على ملعب واحد وفي يوم واحد بحيث تكون واحدة العاشرة صباحاً والثانية الخامسة عصراً وهو أمر صعب. هذا إذا وافق الاتحاد الآسيوي على واحد من هذه الملاعب وهي جونية وطرابلس وزغرتا. كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بضيق الوقت. فالمباراتان بعد 11 يوماً وهي فترة غير كافية للعمانيين الذين سيلعبون مع العهد، وللبحرينيين الذين سيلعبون مع النجمة لإنجاز جميع المستلزمات اللوجستية من تذاكر سفر وإقامة وحتى تأشيرات دخول لمن يحتاج خلال ثمانية أيام كون الفريقين من المفترض أن يصلا في التاسع من أيلول الحالي.
حتى الآن، تبدو الصورة سوداوية، لكن ما هو معلوم أن جميع الأطراف تقوم باتصالاتها وخصوصاً الاتحاد اللبناني عبر الرئيس والأمين العام، على أملٍ بأن تحصل «معجزة» في اللحظات الأخيرة ويتصاعد الدخان الأبيض بحلّ يرضي جميع الأطراف ولو بنسب متفاوتة.