لن تكون بداية مشوار العهد والنجمة في كأس الاتحاد الآسيوي سهلة لا لأنهما سيواجهان فريقين قويين فقط بل لأنهما خسرا أفضلية الأرض منذ بداية المشوار بسبب عدم التقاء أي ملعب في لبنان مع الشروط التي يفرضها الاتحاد القاري لاستضافة المباريات.الفريقان خسرا جمهوريهما، وكسب الخصمان هذه الميزة، لتضاف إلى تحدٍّ آخر سيواجهانه أيضاً وقد يؤثر عليهما سلباً، وهو المناخ، إذ إن العهد الذي يلعب أمام النهضة العُماني، والنجمة الذي سيلتقي الرفاع البحريني، عرفا معاناةً جراء الرطوبة العالية في عُمان والطقس الحار في البحرين خلال الحصص التدريبية في الأيام الأخيرة.
بكل الأحوال يؤمل أن يكون الفريقان قد اعتادا على الأجواء بعد 3 أيام على وصولهما إلى البلدين، وخصوصاً أن مجموعتيهما تضمان خصوماً أكفاء أيضاً، ففي المجموعة الأولى حيث يلعب العهد هناك أيضاً الفتوة السوري وجبل المكبر الفلسطيني، بينما يضاف إلى المجموعة الثالثة حيث يلعب النجمة فريقان قويان أيضاً هما العربي الكويتي والزوراء العراقي.

لاعبو النجمة خلال التمارين في البحرين (غيفارا عبود)


العهد بخبرته القارية
بطل لبنان الذي يلعب مباراته الأولى مع النهضة الليلة الساعة 19.00 بتوقيت بيروت على ملعب نادي السيب (بطل الموسم الماضي لكأس الاتحاد الآسيوي)، يدرك تماماً الصعوبات التي ستكون في انتظاره، لكنه يملك كل المقوّمات التي يمكن أن تمنحه نتيجةً إيجابية، إذ إن اكثرية نجومه سبق أن اختبروا اللعب على الساحة الآسيوية حيث فازوا بلقب كأس الاتحاد عام 2019.
أضف أن ما قدّمه العهد في غالبية مشاركاته الخارجية ترك انطباعاً جيّداً، ما يعطيه ثقةً بتحقيق ما يصبو إليه، وهو الذي يملك تشكيلةً متوازنة فيها عناصر الخبرة المحليون والأجانب، إذ أن ثلاثة من أجانبه الأربعة هم من العرب الآسيويين أي إنهم يدركون تماماً ماهية هذه اللقاءات، وهم الذين لعبوا في الخليج أصلاً ومعتادون على الأجواء هناك بحيث قَدِم الثنائي السوري محمد الحلاق ومحمد المرمور من المنامة البحريني، والأردني محمد أبو حشيش من الزوراء العراقي.
وعشية المباراة، اعتبر المدير الفني السوري رأفت محمد أن المواجهة الافتتاحية في أي بطولة تكون غالباً صعبة ويغلّفها الحذر «لكننا سنسعى لتحقيق نتيجة إيجابية لكي تكون الانطلاقة جيّدة». وأضاف: «يتفوّق النهضة علينا بنقطةٍ واحدة وهي عامل الأرض والجمهور الذي سنفتقده كثيراً».
يلتقي العهد مع النهضة الساعة 19.00، والنجمة مع الرفاع الساعة 21.00


هذا وقال المدافع خليل خميس في المؤتمر الصحافي الذي سبق اللقاء: «المباراة صعبة وقوية لأن الفريقين يملكان خبرة المشاركة في البطولة القارية. درسنا فريق النهضة جيداً، والجهاز الفني حلّل نقاط القوة والضعف لدى لاعبيه»، مشيراً إلى أن الوصول إلى مسقط قبل 3 أيام كان مهماً لمحاولة التأقلم مع الطقس والرطوبة العالية.

النجمة بحماسة العودة
بدوره، يحمل النجمة حماسته الكبيرة لتقديم موسمٍ جيّد إلى البحرين حيث يلعب مع الرفاع الساعة 21.00، متطلعاً إلى البناء على انطلاقته المثالية في الدوري اللبناني حيث تبوّأ صدارة الترتيب.
الفريق البيروتي الشعبي يضمّ كوكبةً من النجوم المحليين الذين يريدون أن يواصلوا تألقهم في الخارج لتأكيد عودتهم الكبيرة إلى دائرة الأقوياء في لبنان، إضافةً إلى عناصر أجانب تأقلموا تباعاً مع أسلوب اللعب الذي وضعه المدرب البرتغالي المميّز بأفكاره باولو مينيزيس.
الأخير سيكون أمام أول اختبارٍ خارجي حيث من الضروري تفادي الخسارة لأن المباراتين المقبلتين قد تكونان أصعب حتى، وهو عليه اللعب من دون خياره الأول في حراسة المرمى الدولي علي السبع، والجناح الشاب محمد صادق بسبب معاناتهما من الإصابة التي أبقتهما في بيروت.
استراتيجياً، لا يُستبعد أن يلعب النجمة بتحفّظ لكي يستكشف خصمه جيّداً ويتفادى أي مفاجآت مبكرة، وهو أمر مهم إلى حدٍّ كبير كون الفريق البحريني سيستفيد من أفضلية اللعب على أرض «استاد خليفة»، ويضم في صفوفه أسماءً محلية وأجنبية قادرة على إحداث الفارق، إذ غالباً ما شاركت الفرق البحرينية في كأس الاتحاد الآسيوي بغية المنافسة على اللقب، فذهبت إلى البحث عن أفضل العناصر الأجانب وتعزيز صفوفها بالشكل الذي يسمح لها بالذهاب بعيداً في البطولة التي أحرز لقبها فريق بحريني واحد وهو المحرق المتوّج في عامي 2008 و2021، إضافةً إلى حلوله وصيفاً لبطل المسابقة في عام 2006.