في السنوات الماضية، كان ثقل الفريق يُقاس بمديره الفني. أسماء كبيرة مثل السير أليكس فيرغسون، آرسين فينغر، يوهان كرويف، أريغو ساكي وغيرهم الكثير… أداروا الأندية التي أشرفوا عليها داخل وخارج الملعب. اليوم، يطغى على الوسط الكروي مصطلح «مدرب»، بعد أن تراجع «المدير الفني» بالمعنى الحقيقي للكلمة. باستثناء بعض الأسماء التي عاصرت «الحقبة الذهبية»، أمثال الإسباني بيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو أنشيلوتي… يظهر جلياً تقلّص صلاحيات الشخص الذي يُعنى بإدارة الفريق من خط التماس، وسط تصاعد ملحوظ لأهمية اللاعب على حسابه.وفي هذا الإطار يمكن تذكّر كيف كان لفيرغسون مطلق الصلاحيات في مانشستر يونايتد، وله سلطة على اللاعبين داخل وخارج الملعب، وصولاً إلى حياتهم الشخصية وكيفية عيشها. وكذلك الأمر بالنسبة إلى فينغر الذي كان «الآمر الناهي» في آرسنال، ولكن اليوم الأمور اختلفت.
هو جزء من تطور كرة القدم في تاريخها الحديث. عولمة اللعبة حوّلتها مع تعاقب السنوات إلى قطاع جذّاب بالنسبة إلى كبار المستثمرين، الذين تهافتوا على شراء الأندية لحصد عائدات النقل التلفزيوني وتذاكر المشاهدة… كما استخدامها كأداة لمضاعفة إيرادات أصول أخرى ضمن الحقيبة الاستثمارية للمالك نفسه، من خلال الترويج والدعاية.
في المحصّلة، يبدو أن مصطلح «مدير فني» وما يحمله من صلاحيات ضخمة قد شارف على الانتهاء. مع تراجع وهج مورينيو واقتراب تنحّي أنشيلوتي كما الضبابية السائدة حول مستقبل غوارديولا… من المتوقع «تحجيم» دور المدرب ليصبح مشرفاً على الأمور الفنية فقط كما الحفاظ على «رضا» اللاعبين الذين أصبحوا أصول الأندية الأكثر أهمية. ومع انتهاء حقبة، تولَد أخرى. هناك مدربين واعدين في الدوريات الأوروبية الكبرى من المنتظر أن يقودوا الطفرة الكروية المستحدثة في السنوات المقبلة، ولكن بصلاحيات أقل ودور مكبّل، يبرز منهم:

روبيرتو دي زيربي


بدأ الإيطالي مسيرته التدريبية في الأقسام الدنيا من كرة القدم الإيطالية، وصولاً إلى الدوري الإنكليزي الممتاز. لفت دي زيربي الأنظار بأسلوبه الهجومي مع ساسولو، جاعلاً الفريق «المغمور» محبوباً لجماهيره والمحايدين على حدٍ سواء. وبعد ثلاثة مواسم مثمرة في «Serie A»، انتقل دي زيربي إلى أوكرانيا لتدريب شاختار دونيتسك عام 2021، حيث فاز معه بكأس السوبر الأوكراني، قبل أن يغادر بسبب اندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية ليحط رحاله في برايتون الإنكليزي ويواصل أسلوبه الهجومي المثير للإعجاب.

ميكيل أرتيتا


بعد سنوات من التألق رفقة آرسنال الإنكليزي كلاعب، يخطف أرتيتا الأضواء مع «المدفعجية» كمدرب هذه المرة. كان هناك عنصر من عدم اليقين عندما قام آرسنال بتعيين مدرب ليس لديه خبرة سابقة، سوى تلك التي اكتسبها عندما ساعد غوارديولا في مانشستر سيتي. ومع ذلك، أثبت أرتيتا أنه المدرب الأنسب لقيادة الفريق اللندني، من خلال إنهاء الموسم الماضي وصيفاً في الدوري، ومنافسته هذا الموسم على الصدارة.

جوليان ناغلسمان


يعد ناغلسمان أحد أبرز المدربين الصاعدين في كرة القدم الأوروبية. كان الألماني الشاب مدرباً لفريق بايرن ميونيخ الألماني ورفع معه لقب الدوري 2021-2022، لكنه أقيل في النصف الثاني من الموسم الماضي. وبعد أشهرٍ من البطالة، عُيّن ناغلسمان مدرباً للمنتخب الألماني لكرة القدم حتى نهاية يوليو 2024، قبل 9 أشهر من استضافة ألمانيا نهائيات كأس أوروبا.

تشابي ألونسو


عُيّن ألونسو مدرباً لنادي باير ليفركوزن الألماني في الموسم الماضي، بعد أن بدأ مسيرته التدريبية كمدرب لشباب ريال مدريد عام 2018 ثم فريق ريال سوسيداد الرديف في الدوري الإسباني.
كانت البداية صعبة في ألمانيا، لكن سرعان ما استقر ألونسو مع ليفركوزن وقدم كرة جذابة كما نتائج لافتة جعلته ينافس هذا الموسم على صدارة الدوري.

روبن أموريم


تصاعدت أسهم المدرب البرتغالي الشاب عندما فاز مع فريق براغا موسم 2019/2020 بكأس الدوري البرتغالي على حساب بورتو، ما جذب أنظار سبورتينغ لشبونة. وفي أول موسم كامل له على رأس العارضة الفنية للشبونة، قاد أموريم فريقه إلى لقب الدوري الأول منذ ما يقرب من 20 عاماً، ليصبح بعدها مطمعاً للعديد من أندية النخبة الباحثة عن مدرب مميز.