انتظر الإعلام الرياضي اللبناني اللقاء مع المدير الفني الجديد لمنتخب لبنان لكرة القدم الكرواتي نيكولا يورسيفتش لأسباب عديدة. أولاً، للتعرّف إلى المدرب الذي فجأة حضر اسمه في الشارع الكروي اللبناني بعد مرحلة سرية من المفاوضات معه من قبل الاتحاد اللبناني للعبة. لم يسمع الشارع الكروي وإعلامه باسم يورسيفتش قبل يوم الإثنين الماضي حين أعلن الاتحاد عن تعاقده مع يورسيفتش لقيادة منتخب لبنان خلفاً للصربي ألكسندر إيليتش الذي فُسخ العقد معه بالتراضي.سبب ثانٍ لانتظار الإعلام الرياضي للمدرب الكرواتي هو الاستماع إلى ما سيقوله وما يحمله لكرة القدم اللبنانية من جهة، وما سيقدّمه من أجوبة على الأسئلة الكثيرة التي في جعبة الإعلاميين.
سبب ثالث، توثيق ما سيقوله يوسيفتش اليوم (أمس) ومقارنته مع سيقوله في المرحلة المقبلة، سواء نجح في مهمته أو لم ينجح.
في هذه النقطة كان المدرب الجديد واضحاً وصريحاً ومنطقياً. لم يقدّم الوعود أو «يفرش الأرض بالورود». بدا متفائلاً ومتحمّساً وإيجابياً عن المرحلة المقبلة. المدرب الكرواتي الذي يمتد عقده لسنة واحدة (إلى ما بعد المرحلة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهّلة إلى كأس العالم) وضع عنوانين لمهمته. الأول، عنوان «رفيع» وهو كأس آسيا التي ستقام العام المقبل في قطر، والثاني، «عريض» وهو تصفيات كأس العالم 2026 ومباريات لبنان في المجموعة التي تضمّه مع أستراليا وفلسطين وبنغلادش أو المالديف.
لا يميّز يروسيفتش بين الاستحقاقين، لكنك تشعر خلال حديثه تركيزه على تصفيات كأس العالم. فهو يتحدث مراراً عن المباريات الأربع المهمة مع فلسطين والمالديف أو بنغلادش ومدى ضرورة تحقيق نتائج جيدة فيها أكثر من الحديث عن استحقاق آسيا. ليس تقليلاً من أهمية الحدث الآسيوي الذي سيبدأ في 12 كانون الثاني 2024، لكن كون تصفيات كأس العالم تنطلق في تشرين الثاني المقبل حيث سيلعب لبنان أولى مبارياته مع منتخب فلسطين في الإمارات نظراً إلى عدم إمكانية اللعب في لبنان لعدم وجود ملعب.
يمتدّ عقد يورسيفتش لفترة سنة قابلة للتجديد بحسب النتائج في تصفيات كأس العالم


بالنسبة إلى يورسيفتش فالمباراتان مع أستراليا في تصفيات كأس العالم صعبتان كون الكفة تميل بشكل كبير إلى مصلحة الأستراليين، وعليه فإن التركيز سيكون على المباريات الأربع الأخرى لحجز المقعد الثاني المؤهّل إلى التصفيات النهائية عن القارة الآسيوية.
لا يمكن أن يلتقي يروسيفتش الإعلام الرياضي من دون أن تكون «أمّ الأزمات» حاضرة: الملاعب. يشير المدرب الكرواتي إلى أنه على علم بمشكلة الملاعب التي هي بمعظمها اصطناعية وهو ما يؤثّر على التحضيرات كون اللاعبين سيخوضون المنافسات، سواء في تصفيات كأس العالم أو في كأس آسيا على ملعب عشب طبيعي. يشدّد مدرب منتخب لبنان الجديد على أن المشكلة رئيسية، لكنه يرفض أن يستعملها كحجّة لتغطية النتائج في المستقبل. «لا أريد أن أفكّر في أمور لا أستطيع حلّها وهي خارج إرادتي. تركيزي مع فريق عملي هو على بذل كل جهد لتحقيق النتائج الجيدة» يقول يورسيفتش خلال المؤتمر الصحافي.
وبالحديث عن فريق العمل، يكشف مدرب منتخب لبنان عن جهاز فنّي أجنبي سيتم الإعلان عن أسماء أعضائه لاحقاً مع وجود مدرّب مساعدٍ هو يوسف محمد »دودو». ويتحدث يروسيفتش عن «دودو» وتجربته في فرايبورغ حيث سبق أن لعب المدرب الكرواتي، كاشفاً عن أصداء إيجابية نقلها إليه صديقه المدرب سولدو الذي سبق أن درّب «دودو» خلال فترة احترافه في ألمانيا.
مشكلة أخرى، تحدّث عنها يروسيفتش رداً على أحد الأسئلة وهي مركز خط الهجوم وافتقار المنتخب اللبناني إلى هدّاف في هذا المركز. ويأتي السؤال انطلاقاً من كون يورسيفتش كان يلعب في خط الهجوم وسجّل عشرات الأهداف في مسيرته. ويعترف المدرب الكرواتي أن عدم وجود مهاجمين في أي فريق هو مشكلة، وأن المهاجم الجيد لا يُصنع في التمارين حيث يجب أن تكون هناك موهبة. وكشف عن نيته منح الفرصة لمهاجمي لبنان على أمل أن ينجحوا في التسجيل.



أول لقاء مع اللاعبين

(طلال سلمان)

عُقد اجتماع تعارف بين المدرب يورسيفتش ولاعبي منتخب لبنان بحضور رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف والمدير الفني في الاتحاد باسم محمد ومدير المنتخب رشيد نصار، حيث كانت هناك كلمة هامة وحازمة لحيدر أمام اللاعبين حول المرحلة المقبلة وعناوينها والأمور المطلوبة من اللاعبين ورؤية الاتحاد للمرحلة المقبلة. ومن ثم غادر حيدر والشحف ليبقى يورسيفتش مع اللاعبين في أول لقاء بينهم.