ما قبل حقبة المدرّب أليكس فيرغسون ليس كما بعدها. كان السير أهم ركيزة في تاريخ النادي، حيث إنه كتب وحده أغلب الإنجازات المحلية والقارية. تتجلّى قوة فيرغسون بالعقلية الانتصارية التي زرعها في مانشستر، والتي حسم من خلالها العديد من المباريات قبل أن تبدأ حتى. كان مانشستر يونايتد أقوى فريق إنكليزي مع فيرغسون (درّبه بين عامَي 1986 و2013)، لدرجة أن موسمه كان يتّصف بالفشل إذا أنهى الدوري في المركز الثاني. اليوم، تحتفل جماهير مانشستر في حال بلوغ دوري أبطال أوروبا وتعتبره «إنجازاً» بحد ذاته، ما يعكس مرارة الواقع.لم يخسر مانشستر يونايتد بتنحّي السير أليكس مدرّباً فقط. لقد خسر مديراً فنياً كاملاً كان يشكّل صلة الوصل بين الملّاك واللاعبين. هذا الجسر انهار مع اعتزاله التدريب، وظهرت المشاكل تباعاً. تواتر مدرّبون بأفكار لا تشبه فلسفة النادي، ما جعل الإدارة تفتح خزائنها بأسلوب لم تعتده. هكذا، حطّ العديد من اللاعبين بمبالغ باهظة في «مسرح الأحلام» دون تحقيقهم النجاح المطلوب، وبقوا سنوات طويلة مع مدرّبين مختلفين، الأمر الذي خلق طفرة في لاعبين ذوي أجور عالية غير مرغوب بهم، كلّفوا النادي سنوات «كفاح» للتخلص منهم.
من جهتها، فشلت عائلة «غلايزرز» المالكة للنادي بإطفاء غضب الجماهير، خاصةً أن الصفقات «الضخمة» لم تنجح.
خسر مانشستر يونايتد باعتزال فيرغسون صلة الوصل بين الملّاك واللاعبين


جاء المدرّب الهولندي إريك تن هاغ بعدها وتأمّلت الجماهير الفرج، غير أن الواقع كان مغايراً تماماً. عملية التشحيل التي حاول تن هاغ إجراءها لم تعرف نجاحاً كبيراً، كما أن الأسماء التي طلبها حالت دون رفع الفريق لتطلعات الجماهير.
وفتح تن هاغ النار على نفسه بتخليه عن النجم كريستيانو رونالدو ـ خاصةً مع كل خسارة أو إهدار فرصة ـ كما خلق اعتماده مبدأ التهميش تجاه بعض اللاعبين، أمثال الإنكليزيين جايدن سانشو وهاري ماغواير، أجواء متوترة في غرف الملابس، حتى إن البعض شبّه مرحلة تن هاغ بمرحلة ما قبل فيرغسون.

(أ ف ب )

يحتل مانشستر يونايتد المركز العاشر في الدوري هذا الموسم بثلاثة انتصارات وأربع هزائم، مبتعداً عن المتصدّر مانشستر سيتي بتسع نقاط حتى الجولة السابعة. وفي دوري أبطال أوروبا، يحتل «الشياطين الحمر» المركز الرابع في المجموعة الأولى، على خلفية خسارتين في أول مباراتين أمام بايرن ميونيخ وغلطة سراي. وبعد الهزيمة الأوروبية الأخيرة، بقي عدد من جماهير مانشستر يونايتد في الملعب للاحتجاج على عائلة غلايزرز، في موقف تكرّر أكثر من مرة هذا الموسم.
يبقى هناك عرضان لافتان على طاولة عائلة غلايزرز لشراء النادي، جاءا من الشيخ جاسم والسير جيم راتكليف، بانتظار ما ستحمله الفترة المقبلة. الأكيد هو حاجة النادي إلى إعادة هيكلة من رأس الهرم، إذا ما أراد العودة لأمجاده التي اعتادها في تسعينيات القرن الماضي حتى أوائل العقد المنصرم.