أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم في نهاية الأسبوع الماضي عن استضافة مباريات منتخب فلسطين ضمن تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، مع التكفّل بكل التكاليف المتعلقة بهذه الأحداث الرياضية. جاء القرار «تنفيذاً لتوجيهات السلطات العليا للجزائر وبناءً على طلب من رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم»، كما أوضح الاتحاد، في لفتة مستجدّة تدل على مدى «الأخوّة» بين شعبين عانيا دمار الاستيطان.
بلد «المليون ونصف المليون شهيد» الذي استُعمر لمدة 132 عاماً من فرنسا يجدّد البيعة في كل مناسبة، عبر لاعبين وكوادر رياضيين وجماهير، حيث ترتفع الحناجر الجزائرية باستمرار مردّدةً: «فلسطين أرض الشهداء»، وهي ترنيمة شعبية ترافق المدرجات طوال المباريات التي يلعب فيها المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم.

ولعلّ أبرز أشكال المناصرة الجزائرية لفلسطين من بوابة الرياضة تجلّى عام 2016، عندما ملأت جماهير «الخضر» ملعب «5 جويّيه» بالأعلام الفلسطينية هاتفةً لمنتخب «الفدائي» الأولمبي بعد فوزه على «أبنائهم» الجزائريين بنتيجة (1-0).
أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن استضافة الجزائر لمباريات منتخب فلسطين ضمن تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027


هزيمة «مشرّفة» جعلت المشجعين الجزائريين يردّدون بعد نهاية المباراة: «الأمر لا يتعلق اليوم بكرة القدم، الأمر كله من أجل فلسطين»، وقابل الفلسطينيون تلك اللفتة بمواقف مشابهة، برز منها الاحتشاد في شوارع غزة والضفة الغربية عام 2019 احتفالاً بفوز الجزائر في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019 أمام السنغال.

تجدر الإشارة إلى أن الدعم الجزائري لفلسطين لم يقتصر على القاعدة الجماهيرية فحسب، بل امتدّ ليشمل منتخب «الخضر» وحدةً وأفراداً.

العديد من اللاعبين الجزائريين أظهروا في أكثر من مناسبة دعمهم للقضية الفلسطينية واستنكارهم لجرائم الاحتلال، برز منهم لاعب الأهلي السعودي، رياض محرز، برفعه العلم الفلسطيني أثناء احتفالات فريقه السابق مانشستر سيتي عند تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز عام 2021، كما نشره منشورات متفرّقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعم في أحدها أهالي حي «الشيخ جراح» الذي تعرّض لانتهاكات صهيونية، وفي أخرى أحداث «طوفان الأقصى».


وعلى ضوء الأحداث الحاصلة أخيراً، دعم لاعب نادي نيس الفرنسي، الجزائري يوسف عطال، فلسطين أيضاً من خلال نشره عبر حسابه على «إنستغرام» صورة له بالوشاح الفلسطيني مرفقةً بعبارة «حرّروا فلسطين»، ما أثار غضب عمدة مدينة نيس الفرنسية، كريستيان إستروسي، الذي طالب اللاعب بأن «يعتذر ويدين حركة حماس»، مضيفاً: «إذا لم يفعل ذلك فلن يكون له مكان في نادينا». تهديد من «مدّعي» حرية الرأي والتعبير لم يمنع عطال وغيره من أحرار الجزائر من دعم فلسطين، بعكس لاعبين آخرين فضّلوا عقود الملايين على القضية.

وتطول قائمة اللاعبين الجزائريين المناصرين لفلسطين، فيما تتلخّص الصورة بدخول نجوم المنتخب الجزائري للمواجهة الودية أمام منتخب الرأس الأخضر منتصف الأسبوع الماضي مرتدين الكوفية الفلسطينية. ومن الشخصيات الرياضية الجزائرية الداعمة للقضية، يبرز أيضاً المعلق حفيظ الدراجي، الذي يدافع دائماً عن فلسطين ويذكرها في كل حدث وفرصة متاحة.