أنهى منتخب لبنان لكرة القدم معسكره الإعدادي قبل لقاء فلسطين في افتتاح تصفيات كأس العالم 2026 بخسارة غير مستحقة أمام مضيفه الإماراتي ودياً 1-2. خسارة «ظالمة» بالشكل والمضمون. بالشكل، حيث جاء هدف الفوز الإماراتي في الدقيقة 94 عبر سلطان العامري من كرة ركنية. أما في المضمون، فما قدّمه اللبنانيون من أداء استحقوا عليه التعادل على أقلّ تقدير. مجموعة أمور يمكن التوقف عندها بعد مباراة الإمارات.
لم يستحق منتخب لبنان الخسارة أمام الإمارات والتي جاءت في الوقت القاتل (الأخبار)

أوّلها، أن ما قدّمه اللبنانيون من أداء جيد أمام مونتينيغرو ظهر أنه لم يكن «فلتة شوط» أو صدفة. فما حضر في مونتينيغرو، عاد وتكرر في دبي. أمرٌ آخر يتعلّق بالثقة والجرأة التي تمتّع بها لاعبو المنتخب اللبناني. ليس هذا فقط، بل القدرة على العودة رغم التأخّر بهدف في الدقيقة 26 عبر الإماراتي المجنّس كايو كاييدو، إذ نجح منتخب الأرز في تعديل النتيجة بعد أقل من عشر دقائق، وتحديداً في الدقيقة 34 عبر هدف جميل لكريم درويش. هدفٌ أثبت تطوّر المهاجم اللبناني في الفترة الأخيرة وارتفاع مستواه من جهة، وحرر لاعبي المنتخب من الحذر الذي لازم أداءهم ونزعتهم الهجومية في نصف الساعة الأول من اللقاء.

هذه الجرأة لم تكن أمام منتخب عادي، فالإماراتي الآتي من فوزَين على كوستاريكو والكويت بقيادة المدير الفني البرتغالي الشهير باولو بينتو يعدّ من المنتخبات القوية والتي تملك عدداً من اللاعبين، بينهم المجنّس كايدو والقائد علي مبخوت وغيره من اللاعبين كطحنون الزعابي. وبالتالي، فإن تقديم أداء جيد في مباراتين قويتين يسجّل للاعبي المنتخب اللبناني والجهاز الفني للمنتخب.
تشكيلة المنتخب اللبناني في لقاء الإمارات جاءت مشابهة لتلك في لقاء مونتينيغرو مع تغيير في حراسة المرمى، في ظل مشاركة الحارس مهدي خليل بدلاً من علي السبع. هذا المركز شهد أيضاً مشاركة مصطفى مطر للمرة الأولى تحت إدارة المدير الفني الجديد الكرواتي نيكولا يورسيفتش بعد إصابة خليل في ثلث الساعة الأخير من اللقاء وخروجه من المباراة.

شهد لقاء الإمارات أيضاً مشاركة باسل جرادي من البداية، ودخول نصار نصار في الشوط الثاني وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها يورسيفتش اللاعبين.
انتهى معسكر منتخب لبنان، تاركاً انطباعاً مريحاً عند قسم كبير من متابعي اللعبة إن كان على صعيد أداء اللاعبين أو على صعيد المدير الفني الجديد. صحيح أنها فترة قصيرة لا يمكن الحكم فيها على يورسيفتش، لكن ما ظهر في اللقاءين الودّيين يبشّر بالخير في اللقاء المهم مع فلسطين في 16 تشرين الثاني في الامارات.