حاولت اتحادات كرة القدم الأوروبية التعتيم على المجازر الصهيونية في فلسطين، من خلال قمع أي دعم جماهيري للشعب الفلسطيني على المدرجات. ومع ذلك، رفض الجمهور السياسات الموضوعة، وناصر أصحاب الأرض بوجه الجلّاد.اختار اتحاد الدوري الإنكليزي الممتاز أن يكون محايداً مع بداية عملية «طوفان الأقصى» وما تبعها من مجازر «إسرائيلية» بحق الفلسطينيين. «رمادية» انعكست من خلال التغاضي عن نشر أي بيان في أيام العدوان الأولى، لتتجلّى بدعوة الفرق للاكتفاء بـ«الوقوف دقيقة صمت على أرواح المدنيين من الطرفين»، مع منع الجماهير من رفع أي علم أو لافتة. صمَتَ اللاعبون قبل المباريات، لكن جماهير ليفربول أعلنت موقفها الصارخ برفعها أعلام فلسطين في مدرجات ملعب آنفيلد بشمال غرب إنكلترا خلال مواجهة إيفرتون قبل يومين، كما حملت لافتة مكتوب عليها «من أجل الله أنقذوا غزة»، في موقف واضح رافض لقرار السلطات المحلية التي ارتأت دفن رأسها في التراب.
غلبت جماهير «الريدز» بهذا الموقف المشرّف التطبّع والتطبيع، وتمسّكت بمبادئ مدينتها ذات الأفكار اليسارية. فمنذ عقودٍ مضت، كانت مدينة ليفربول معقلاً لحزب العمال بتوجهاته اليسارية الداعية إلى شعار «خرق القانون أفضل من كسر الفقراء». يبدو أن هذا الشعار انسحب إلى المستطيل الأخضر، حيث خرقت جماهير «الريدز» القانون الظالم أساساً، كي لا تُكسر فلسطين.

جماهير ليفربول الإنكليزي ترفع علم فلسطين

وعلى خطى الجماهير الحمراء في شمال إنكلترا، سارت أندية أوروبية عدة، فأدانت المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وفي الدوري الإسباني الممتاز، رفع المئات من مشجعي أوساسونا أعلاماً فلسطينية في مباراة الفريق الأخيرة أمام ضيفه غرناطة. من جهتها، حملت جماهير ريال سوسيداد أعلام فلسطين أيضاً خلال مباراة الفريق، يوم السبت الفائت ضد ريال مايوركا، وسط تأكيد تقارير صحافية إسبانية أن الفريقين «قد يواجهان مشاكل» بسبب تصرف جماهيرهما. ولكن من يعرف جماهير وأندية إقليم الباسك جيداً، يدرك أن ما حصل هو أمر طبيعي جداً، وخاصة أن أفكار الباسكيين تتشابه كثيراً مع الفلسطينيين التوّاقين إلى الحرية والاستقلال.
وفي ألمانيا، رفعت جماهير ماينز لافتة تطالب بالسلام لشعب غزة خلال مباراة فريقها أمام بايرن ميونيخ، في تحدٍّ واضح للدولة التي أعلنت عن عقوبات مشددة تجاه المتضامنين مع فلسطين قد تصل إلى حد السجن. وكان واضحاً القمع الذي مارسته الأندية الألمانية، ومن خلفها السلطات، بحقّ كل من يتضامن مع فلسطين، حيث أجبر أكثر من لاعب على الاعتذار، بعد وضعهم تدوينات على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي تدين العدوان على غزة، بينهم نصير مزراوي لاعب البايرن.
وفي تركيا، تضامنت الأندية مع القضية الفلسطينية من خلال رفع لافتات تدين العدوان الصهيوني على المدنيين في قطاع غزة. كذلك فعل اللاعبون العرب في فرنسا، عبر الأردني موسى التعمري لاعب مونبولييه، كما الجزائري، لاعب نادي نيس الفرنسي أيضاً يوسف عطال الذي تعرض لعقوبات ليست بالسهلة نتيجة دعمه لفلسطين بوجه العدوان.
وبخلاف كل هذا، حاولت جماهير نادي توتنهام الإنكليزي ـ الذي يرتبط بالجالية اليهودية في شمال لندن ـ الضغط على الاتحاد المحلي لكرة القدم لدعم «إسرائيل»، وسط تهديدات جماهيرية بمقاطعة مباريات الفريق.