عندما انطلق الموسم الجديد في كرة القدم كانت الآمال عالية بإمكانية رؤية مستوى فني افضل من ذاك الذي سبقه، وذلك بعد اقرار اعتماد كل فريق على 4 لاعبين اجانب. هو أمرٌ حصل بالفعل، اذ لعبت العناصر الاجنبية ادواراً اساسية في انتصارات فرقها وتغيير صورتها حتى ان هذا التأثير الايجابي دفع انديةً عدة الى بدء العمل منذ الآن على تحسين نوعية اجانبها عبر البحث عن آخرين بغية استبدالهم قبل مرحلة السداسية.الأمر نفسه رُسم حول كرة السلة التي ينطلق موسمها خلال الاسبوع الحالي، اذ ان العودة الى الاعتماد على 3 اجانب بأشكالٍ مختلفة يحكمها النظام الفني للبطولة، لا بدّ ان يرفع من حدّة المنافسة ويزيد من شكل الاثارة والاستعراض بالنظر الى قدرة العنصر الاجنبي على تحسين صورة ووضع الفرق الضعيفة على وجه التحديد، والتي من خلاله يمكنها ان تكون ندّاً عنيداً لكبار الدوري.

اسماء مهمة غادرت
بطبيعة الحال، التأثير الحاصل في كرة القدم تجلّى بأبهى حلله على سبيل المثال في ما تركته بعض الاسماء في فرقٍ معيّنة، لكن هذه الفرق بالتحديد قد تدفع غالياً ثمن العدوان الاسرائيلي في الأراضي المحتلة، والذي لا يمكن فصل لبنان عنه بحُكم الترابط الجغرافي مع فلسطين المحتلة وايضاً بُحكم الصراع الأزلي القائم مع العدو الاسرائيلي في الجنوب.
كل هذا دفع الثنائي الهولندي لفريق الصفاء جوردي بروين ويوهان كابلهوف للانصات الى النداء التحذيري لحكومتهما ومغادرة لبنان خوفاً من ارتدادات الحرب، وهو ما يترك أثراً سلبياً كبيراً على الفريق الاصفر الذي بدأ في التحسّن اخيراً ليقف في المركز الخامس على لائحة الترتيب العام، وقد كان للاعبَيه الهولنديين دوراً في هذا التحسّن، وخصوصاً بروين الذي يتصدّر لائحة الهدافين بالتساوي مع مهاجم البرج هلال الحلوة برصيد 5 اهداف لكلٍّ منهما.
خسر دوري كرة القدم 3 من ابرز اجانبه وقلقٌ كبير على أميركيي كرة السلة


الأمر نفسه عرفه فريق النجمة، اذ رغم التشكيك بدايةً بجهوزيته البدنية، لعب المهاجم البرتغالي جوزيه إمبالو دوراً اساسياً في وقوف «النبيذي» على رأس لائحة الترتيب العام، اذ على الرغم من انه لم يشارك اساسياً في غالبية المباريات، تمكن هذا اللاعب من تسجيل 4 أهداف ليكون افضل هدافي فريقه الى جانب قاسم الزين. لكن المفاجأة غير السارّة كانت في عدم التحاق إمبالو بالفريق بعد فترة التوقف الدولي، فغاب عن البعثة التي وصلت الى العراق لمواجهة الزوراء في كأس الاتحاد الآسيوي، وأبلغ القيّمين بأنه لن يعود الى لبنان بسبب الاوضاع الأمنية.
هذه الانباء اشاعت اجواءً بأن لاعبين اجانب آخرين سيرحلون ايضاً، فحُكي عن اتخاذ البرتغالي الآخر جيلسون دا كوستا قراراً مشابهاً، لكن مصدر نجماوياً أكد لـ «الأخبار» ان اللاعب اكد التزامه بعقده وتمّ ترتيب حجز سفره لكي يعود الى بيروت مع البعثة فور نهاية مهمتها في البصرة. كذلك، أطلت شائعات تقول بأن الدولي جورج فيليكس ملكي المولود في السويد أقفل عائداً الى هناك، لكن مصدراً ادارياً في نادي العهد أوضح بأن سفر اللاعب كان لمدة يومين فقط خلال عطلة نهاية الاسبوع لأسبابٍ عائلية، وبأنه لن يرحل طالما الظروف تسمح بإقامة مباريات الدوري.

بكل الاحوال، طال هذا الكلام عن هجرة الاجانب قسراً فريقي النجمة والعهد بسبب عدد الأوروبيين الموجودين لديهم، وهي مسألة لا تنسحب على غالبية الفرق الاخرى حيث يطغى العنصر الافريقي، ولم يسجّل اي طلبٍ للرحيل، ولو ان بعض الأندية بدأت تفكر في «خطة اجلاء» في حال تأزم الوضع كونها ستكون مجبرة في هذه الحالة على تأمين طلبات لاعبيها الاجانب بترك البلاد.

غادر الهولندي جوردي بروين متصدر هدافي الدوري لبنان بعد تحذيرات سفارة بلاده (طلال سلمان)

هي مسألة لا يؤمل ان تحصل تماماً كما هو الحال بالنسبة الى بطولة لبنان لكرة السلة التي شهدت زحفاً اجنبياً كبيراً، وخصوصاً كالعادة لناحية اللاعبين الاميركيين، وكان آخرهم ماني هاريس الذي التحق بالرياضي، وجورج ويليامس الذي انضم الى الحكمة.
طبعاً تأخذ قضية الأجانب هنا منحى آخر وأهم، اذ ان فرقاً عدة، وتحديداً تلك التي لا تملك اي لاعب من لائحة النخبة او لاعباً واحداً كحدّ اقصى، قامت ببناء فريقها حول اجانبها الثلاثة، وخروج اي منهم من البلاد سيعتبر بمثابة الضربة المؤلمة لأيٍّ منها، وهو ما يحاول المدربون والاداريون تفاديه بحسب ما ورد على لسان العديد منهم بعد التحذيرات الواضحة من السفارة الاميركية لرعاياها بمغادرة لبنان.
واذ لم تُسجّل اي حالة مغادرة حتى الآن، ذكر احد المدربين بأن الموضوع المشترك الذي يعيشه وزملاؤه هو القلق الذي بدا على اللاعبين الاجانب في التمارين والمباريات التحضيرية بحيث بدا معظمهم وكأنهم فقدوا التركيز الكامل، بينما يسأل آخرون بشكلٍ متواصل عن تطوّر الأمور وتظهر لديهم نيّة بالمغادرة في حال سنحت لهم الفرصة.
لكن رغم ذلك، تقاطعت مصادر عدة عند تأكيدات بضرورة تمسّك الاندية بأجانبها لانه إن لم يكن هناك اي سبب قاهر لن يقوم اتحاد اللعبة بإيقاف البطولة والحاق الضرر بالمصلحة العامة، ما يضع الكرة في ملعب الأندية ولا أحد سواها.