لم يفوّت اي فريقٍ من فرق الدرجة الأولى في بطولة لبنان لكرة السلة فرصة تعزيز تشكيلته بقدر ما يملك من امكانات مادية، وهي مسألةٌ تشي بموسمٍ قوي تغيب فيه المباريات غير المتكافئة الى حدٍّ كبير، وخصوصاً بعد اقرار النظام الفني الجديد للبطولة الذي اعطى دفعاً فنياً اضافياً للفرق التي ستتمركز خارج دائرة الصراع على اللقب عبر السماح لها بالاعتماد على اجنبي ثالث اساسياً حتى مرحلة «الفاينال 4»، وتحديداً الفرق التي تملك لاعباً واحداً من لائحة النخبة كحدٍّ اقصى.
الحكمة عاد وبيروت أقوى
طبعاً تقلّص عدد الفرق بعد انسحاب ناديي ليدرز ودينامو لبنان، لكن هذا الامر لن يترك اثراً سلبياً على البطولة، وخصوصاً ان خروج الاخير من اللعبة حوّل مركز القوة الى مكانٍ آخر واكثر شعبية، وهو نادي الحكمة الذي تمكن من الحصول على توقيع مدربه جاد الحاج، ونجومه كريم عز الدين، عمر جمال الدين، ومارك خويري «بوبو» الذي عاد الى الفريق الأخضر، ليتحوّل الاخير الى مرشحٍ حقيقي للعب الادوار الاولى، وخصوصاً انه يملك عناصر خبرة مؤثرة كالقائد روريغ عقل واحمد ابراهيم. ويضاف اليهم حيوية الشباب التي يمثّلها رودي الحاج موسى وعزيز عبد المسيح، اضافةً الى الدور الذي يمكن ان يلعبه الياس السبعلي من مقعد البدلاء.
صحيح ان الحكمة خسر «وحشاً» تحت السلة وهو الاميركي كليف الكسندر المنتقل الى بيروت، لكن وجود فريقٍ قوي لديه هو امر مهم للبطولة عامةً لان منافسته على اللقب تعطي رونقاً لها وتزيد من شعبيتها وترفع من نسبة متابعتها.
هذا الامر تمناه حتى النادي الرياضي على لسان رموزٍ مهمين فيه، وهو الذي يكون دائماً المرشح الاقوى للتتويج باللقب. وهذه النقطة لا تغيب هذه المرة ايضاً، وخصوصاً بعدما تمكن الفريق البيروتي من الحفاظ على اعمدته المحلية كلّها ولم يخسر اي منها بعدما نجح في تجديد عقود الجميع، ما يجعل الكيميائية لديه اقوى من اي فريقٍ آخر. لكن يبقى الامر منوطاً بالدور الذي يمكن ان يلعبه العنصر الاجنبي وما سيفرزه الثنائي الجديد النجم الفلسطيني ساني سكاكيني والاميركي ماني هاريس، الى جانب البونسي علم الدين كيكانوفيتش الذي دافع عن الوان الفريق في الموسم الماضي.
تقام أولى مباريات بطولة كرة السلة اليوم بين الحكمة والمعهد الأنطوني


موسمٌ لم يكن سهلاً على رجال المنارة، وخصوصاً في السلسلة النهائية، وقد يكون اصعب هذه المرّة في ظل التعزيزات التي قام بها بيروت واهدته لقب بطل الاندية العربية أخيراً.
الفريق الذي كان قد توّج باللقب للمرة الأولى في تاريخه الموسم قبل الماضي يبدو اقوى بكثير بعد الاضافات التي قام بها، اذ يكاد يخلو الآن من نقاط الضعف إن كان محلياً بعد ضمّه ثلاثي الحكمة سيرجيو الدرويش، علي مزهر، وجان مارك جروج، أو اجنبياً مع ثلاثي اجنبي رهيب ومتعدد القدرات، اذ الى جانب كليف الكسندر سيكون مواطنه الهداف المميّز طوني ميتشل موجوداً، ومعه دار تاكر الذي سبق ان سحر الجمهور اللبناني عندما أطلّ كمجنّس مع المنتخب الاردني.

طموحات مختلفة الأهداف
وما يعطي افضلية للفرق الثلاثة المذكورة هو العمق الموجود في تشكيلاتها بحيث تملك الاسماء البديلة القادرة على الاستعانة بها بحسب مجريات المباريات او عند الحاجة خلال موسمٍ طويل وصعب، وهي نقطة مفصلية لا بدّ ان تمنحها الفارق في مواجهة فرقٍ طموحة تريد العودة لحجز مكانٍ في المربع الذهبي على الاقل، أمثال هومنتمن والمريميين ديك المحدي.
هذان الفريقان عملا على استقطاب اسماءٍ جيّدة ضمن امكاناتهما، والأهم انهما استعانا بإسمين اثبتا قدراتهما المميّزة على الصعيد التدريبي، اذ يشرف على الاول مدرب منتخب لبنان سابقاً جو مجاعص، وعلى الثاني الدولي السابق صباح خوري.
هومنتمن تمكن من ضمّ لاعبي نخبة امثال جيمي سالم، جاد خليل، وجيرار حديديان، وقد عزّزهما بلاعبَين اجنبيين سبق ان صنعا الافراح في «سنتر ديميرجيان»، وهما الاميركيين دواين جاكسون ووالتر هودج اللذين يعدّان من افضل الاجانب الذين مروا في لبنان في الاعوام العشرة الاخيرة.
اما المريميين فهو يعتمد على اسماءٍ شابة سبق ان اكدت قدراتها في دوري الاضواء، يقودها العائد الى الفريق غابريال صليبي، ومعه باتريك بو عبود الذي برز مع الحكمة في الموسم الماضي، وجو أبي خرس الساعي الى اعادة اثبات وجوده بعد فترةٍ صعُب فيها عليه الحصول على دقائق لعبٍ كثيرة مع الرياضي.
وتبقى طموحات الفرق الاخرى مختلفة بحسب ما ضمّته اليها او اهدافها خلال الموسم، لكن مبارياتها ايضاً ستكون مرتقبة بالنظر الى توقّع تقارب مستواها، وهي فرق أنترانيك، هوبس، ميروبا، المعهد الأنطوني، وNSA، والاخير هو الوحيد الذي ضمّ مدرباً اجنبياً لقيادته بشخص الصربي سيردان يوفانوفيتش.