يبدو أن إدارات الأندية الإنكليزية، ومن خلفها اتحاد الكرة ورابطة الدوري في بريطانيا ليست راضية عن تضامن الجماهير مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان جيش الاحتلال منذ أكثر من 20 يوماً. الجماهير الإنكليزية التي ترفع أعلام فلسطين، واللافتات المندّدة بالعدوان، أغضبت الإدارات التي تفضل الوقوف إلى جانب القاتل وليس الضحية. وفي آخر مباراتين لنادي ليفربول الإنكليزي، رفع عدد من المشجعين الأعلام الفلسطينية، وارتدوا القمصان التي تدعو إلى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ولكن الإدارة طالبت المسؤولين عن الأمن بتوقيف هؤلاء المشجعين ودفعهم إلى خلع هذه القمصان، كما صادرت الأعلام الفلسطينية التي كانت بحوزتهم.
وعبّر أحد مشجعي ليفربول الذي رفع علم فلسطين أثناء مباراة النادي أمام تولوز الفرنسي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا عن غضبه من تصرف الإدارة معه بعد أن صادرت العلم، وهددته بمنعه من مشاهدة المباريات في ملعب آنفيلد في المدينة، إذ كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «حطّمني النادي الذي عشقته منذ أن كنت في الخامسة من عمري، كل شيء ظننت أننا ندافع عنه بدا وكأنه مهزلة بالنسبة إلى شعار لن تسير وحدك أبداً وحرية التعبير». وأضاف: «أسافر مدة 3 ساعات في كل مباراة على أرضي حتى عندما لا أتمكن من الحصول على تذكرة لأكون في المدينة لحضور المباراة. في هذه اللحظة أشعر بأنني لن أعود أبداً، كل ما فعلته هو إظهار التضامن مع شعب يُقتل كل يوم منذ عقود عدة، ولا يمثّل العلم الفلسطيني بأي حال من الأحوال ما فعلته «حماس» في الأسبوع الماضي ولا أنا أشيد به». وأتبع: «لقد وجدت أنه من الغريب حقاً السماح لجماهيرنا بدعم أوكرانيا وإحضار تلك الأعلام، بالإضافة إلى قيام النادي نفسه ببيع بضائع LFC X أوكرانيا في متجر النادي، ولكن عندما رفعت علم فلسطين في ملعب الآنفيلد، هرع ناحيتي مجموعة من المسؤولين، كما لو كان معي سلاح، فاصطُحبت إلى الخارج، انتُزِع العلم من يدي، وطُلب مني خلع السترة أو مغادرة النادي».
عبّر أحد مشجعي ليفربول عن خيبة أمله جراء تصرفات النادي وأكد أنه لن يعود إلى ملعب آنفيلد


وقال مشجع نادي شمال غرب بريطانيا، إن الشرطة حققت معه بعد المباراة، وصودِرت الأشياء كلها التي تتعلق بفلسطين التي كان يحملها.

حادثة مشجع نادي ليفربول انسحبت إلى مدينة مانشستر المجاورة، حيث منعت إدارة نادي «الشياطين الحمر» أحد مشجعي الفريق من رفع العلم الفلسطيني على المدرجات، وذهب أبعد من ذلك، إذ طردته من الملعب. وكان لافتاً أن هذا المشجع يحمل بطاقة حضور سنوية لجميع مباريات مانشستر يونايتد منذ 15 عاماً، ولكن هذا الأمر لم يشفع له.

ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تحاول الأندية الإنكليزية والفرنسية والألمانية فرض قيود صارمة على حركة المشجعين الذين يسعون إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة الحرب الصهيونية على القطاع المحاصر، في أمر أقل ما يمكن أن يُقال فيه إنه معارض لحرية التعبير. كما أن هذه الأندية ومن خلفها الاتحادات تمارس سياسة الكيل بمكيالين بعد أن دفعت الجميع سابقاً للتضامن مع أوكرانيا، ولكنها اليوم تمنع أي تضامن مع فلسطين.