وضع منتخب لبنان لكرة القدم نفسه في مأزق ضمن المجموعة التاسعة للتصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأسَي العالم 2026 وآسيا 2027 حين تعادل أمام مضيفه منتخب بنغلادش 1-1. تعادل مخيّب بكل المقاييس نتيجة وأداءً، حيث كان الجميع ينتظر من لاعبي المنتخب تحقيق الفوز وتسجيل عدد كبير من الأهداف قد يحتاج إليه في معركته مع منتخب فلسطين على بطاقة التأهّل الثانية عن المجموعة، إذ إن الأولى شبه محسومة لمنتخب أستراليا.لكن لاعبي منتخب لبنان فشلوا في تحقيق نقاط المباراة كاملة، رغم كل ما قام به اتحاد اللعبة لتأمين كل متطلبات اللاعبين، بهدف إراحتهم لتحقيق الفوز على بنغلادش. لم ينجح لاعبو لبنان في الحفاظ على تقدمهم في الدقيقة 68 بهدف البديل ماجد عثمان بعد كرة من كريم درويش أخطأ الحارس البنغلادشي ودفاعه في التعامل معها. لم يصمد التقدم اللبناني أكثر من أربع دقائق حين سجّل البنغلادشي شيخ المرسلين هدفاً رائعاً صدم اللبنانيين وحرمهم من نقطتين كانوا في أمسّ الحاجة إليهما.
ليست النتيجة وحدها المقلقة، بل أداء لاعبي المنتخب بالدرجة الأولى وخيارات المدير الفني الكرواتي نيكولا يوريسيفيتش بالدرجة الثانية. فالمنتخب اللبناني الذي من المفترض أن يسجل الأهداف لم ينجح في تهديد مرمى بنغلادش في أي فرصة في الشوط الأول، باستثناء بعض التسديدات البعيدة خارج المرمى. بل على العكس، كان منتخب بنغلادش أخطر على صعيد التحركات السريعة وقدرته على الوصول إلى المرمى اللبناني.
في الشوط الثاني، تحسّن الأداء اللبناني بعض الشيء وأثمر الهدف الوحيد، قبل أن تتلقى الشباك اللبنانية هدف التعادل. من هذه اللحظة «ضاع» لاعبو المنتخب و«ضاع» معه المدرب يورسيفيتش فبدا التباعد واضحاً بين الخطوط وغابت الفعالية في ظل إصرار المدرب الكرواتي على اللعب بمهاجم واحد، حتى في عزّ حاجته إلى تسجيل هدف الفوز.
انتهت الجولة الأولى كاشفة عن ضعف لبناني أمام أخصام يتفوّقون عليه، إذ إن المنتخب الفلسطيني المنافس على بطاقة التأهّل تجنّب خسارة قاسية من أستراليا في الكويت، حيث فاز الأستراليون بهدف وحيد محققين فوزاً صعباً رفع رصيدهم إلى ست نقاط أمام لبنان الثاني صاحب النقطتين والمتقدم على منتخب فلسطين بنقطة، فيما يحتل منتخب بنغلادش المركز الأخير بنقطة وحيدة وبفارق الأهداف عن فلسطين بعد خسارته في الجولة الأولى أمام أستراليا 0-7.
في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء، قال المدير الفني الكرواتي نيكولا يورسيفيتش «لديّ خيبة لأننا طبعاً كنا نصبو الى أكثر من التعادل، لكنّ أخطاءً بسيطة صنعت الفارق وقد دفعنا ثمن أحدها أمام منتخبٍ سريع يجيد الهجمات المرتدة ويلعب بروحٍ قتالية عالية. لقد حذرت اللاعبين قبل المواجهة بأن فوزهم على بنغلادش في حزيران الماضي لا يعني شيئاً لأن هذه المباراة لها أهمية أكبر. لم أكن راضياً عن الجانب الهجومي للفريق، إذ كان علينا الاستفادة من تقدّمنا وتسجيل المزيد من الأهداف لكي نحصل على أكثر من هذه النقطة الثانية في التصفيات».
وختم «هناك وقت طويل حتى مباراتنا المقبلة ضمن هذه المجموعة عندما نقابل أستراليا في شهر آذار من السنة الجديدة، لذا علينا الاستفادة من كل فترةٍ تحضيرية للارتقاء بمستوانا وتحقيق نتائج أفضل».
مثّل لبنان في المباراة: الحارس مصطفى مطر، واللاعبون: نصار نصار، قاسم الزين، وليد شور (فيليكس ملكي 46)، محمد الحايك، جهاد أيوب، علي طنيش (ماجد عثمان 64)، نادر مطر، كريم درويش (محمد قدوح 82)، حسن معتوق (محمد حيدر 64)، هلال الحلوة (علي الحاج 75).