أصبح الشغب جزءاً لا يتجزأ من مدرجات «الليغ 1». هتافات عنصرية وبذيئة من المشجعين كما مقذوفات نارية وغيرها... تحتلّ العناوين العريضة في كل جولة.في الشهر الماضي، أُلغيت مباراة نادي أولمبيك مرسيليا وضيفه أولمبيك ليون بعد أن تعرضت حافلة الأخير للهجوم من أنصار أصحاب الأرض في طريقها إلى الملعب. قُذفت الحجارة على نوافذ الحافلة، ما أدى إلى إصابة مدرب ليون آنذاك، فابيو غروسو، بجروحٍ في الوجه تطلّبت العلاج في المستشفى، وتأجّلَ «الديربي» تباعاً.
هجومٌ معيب ترافقَ مع تبادل الإهانات بين مشجعي الفريقين حينها، كما قيام بعضهم بإيماءاتٍ نازية وتقليد صوت القرود.
ورغم قباحة المشهد، لم يفرض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أي عقوبات تأديبية على مرسيليا، باعتبار أن الأحداث وقعت خارج ملعب فيلودروم.
وسط هذه الأجواء المتوترة، يعود ليون إلى مرسيليا للعب المباراة المؤجلة اليوم، (22:00 بتوقيت بيروت)، ضمن إجراءات أمنية مشددة.
قُتل أحد مشجّعي نانت في شجار قبل مواجهة نيس


وفقاً لصحيفة «Le Progrès» المحلية في ليون، سيغادر اللاعبون والموظفون إلى مرسيليا صباحاً، على أن يقيموا في فندق حُجِز بالتشاور مع سلطات مرسيليا المحلية بعيداً عن ملعب المباراة.
وبمجرد وصول الفريق، لن يستخدم حافلته المعتادة التي تحمل ألوان ليون. بدلاً من ذلك، سيستخدم حافلةً تابعة لشركة نقل محلية لا تحمل أيّ علامات ومزوّدة بنوافذ معززة، وسط حراسة مشددة.
تجدر الإشارة إلى عدم السماح لجماهير ليون بالسفر لحضور المباراة المؤجلة والتي تقام في أعقاب حادثٍ جماهيري آخر وقع غرب البلاد، حيث قُتل أحد مشجعي نانت قبل أيام في شجار بالقرب من الملعب الحاضن للمباراة التي أُقيمت ضد نيس.
وأكدت تقارير فرنسية أنّ حوالى 300 مشجع لنادي نانت قطعوا طريق «قافلة» مشجعي نيس المتوجّهة إلى المباراة بنية الاعتداء على الضيوف بالأسلحة البيضاء، ولكنّ الردّ كان عنيفاً وتحوّل إلى جريمة قتل أفسدت اللقاء. من جهته، أعلن النائب العام لمدينة نانت عن إلقاء القبض على الجاني وتوجيه تهم عدّة إليه.

حلول مطروحة
العنف المستشري أخيراً كثّف مناقشات المعنيّين للحؤول دون احتمال وقوع حوادث مستقبلية.
في هذا الإطار، أعربت وزيرة الرياضة الفرنسية، أَميلي أوديا-كاستيرا، في حديثها لإذاعة «فرانس إنتر» عن مخاوفها بشأن العنف المستمر، مشيرةً إلى أنه من المستحيل الاستمرار بهذه الطريقة. واقترحت الوزيرة على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والأندية في أعقاب الحادث الذي قُتل فيه أحد المشجعين قبل مباراة نانت ونيس، منع المشجعين الزائرين من الحضور لضمان السلامة عندما تنطوي المباراة على مستوى معيّن من المخاطر، داعيةً إلى «ردّ عالمي حازم جداً» على تصاعد أعمال العنف في كرة القدم الفرنسية.
اقتراحٌ قد يلقى تأييد العديد من الجهات الفاعلة، منها وزير الداخلية جيرالد دارمانين، الذي أعلن في وقتٍ سابق عن إصابة أكثر من 100 ضابط شرطة في حوادث مرتبطة بكرة القدم الموسم الماضي، مع اعتقال حوالى 870 شخصاً، لافتاً إلى أنه «لا توجد رياضة أخرى بهذا المستوى من العنف».
مباراة اليوم بين مرسيليا وليون تشكّل ضغطاً مضاعفاً على السلطات المحلية لتقديم خطة أمنية فعّالة، نظراً إلى الفشل المتصاعد منذ عودة الجماهير إلى الملاعب بعد كورونا. وفي حال استمرار «الفلتان» الأمني، قد يتعرّض الدوري الذي فقد مكانته أخيراً بين «الخمسة الكبار» في أوروبا لعقوباتٍ شديدة من الهيئات الحاكمة.