انطلاقة هادئة اليوم للجولة الـ 11 من الدوري المنتظم، لكن ما سيليها سيكون صاخباً بحُكم أهمية عددٍ من المباريات التي ستكون مرتقبة بشكلٍ كبير.هذه الانطلاقة المبكرة للأسبوع الأخير قبل توقّف الدوري حتى عودة منتخب لبنان من كأس آسيا التي تنطلق في قطر في 12 كانون الثاني المقبل، سببها سفر كلٍّ من النجمة والعهد لخوض مباراتيهما الأخيرتين ضمن دور المجموعات لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
لذا أقرّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم أن يلعب العهد مباراته اليوم الساعة 14:15 أمام الشباب الغازية قبل سفره إلى سلطنة عُمان لمواجهة الفتوّة السوري ضمن المجموعة الأولى للبطولة القارية.
مباراة الغازية مهمة فنياً ومعنوياً لبطل الموسم الماضي الذي سيعتبرها بمثابة محطة تحضيرية أخيرة، آملاً الخروج منها من دون خسائر بعدما فقد لاعباً آخر بسبب الإصابة وهو مهاجمه كريم درويش الذي تعرّض لقطعٍ جزئي في الرباط الصليبي لركبته اليسرى.
العهد سيسعى بلا شك إلى الفوز من دون أي استسهال للّقاء كون النقاط الثلاث ستمنحه الصدارة وحيداً ولو مؤقتاً، ليترقّب لقاء النجمة وغريمه التقليدي الأنصار، غداً الساعة 16:00، قبل أن يسافر «النبيذي» أيضاً لمواجهة العربي الكويتي ضمن المجموعة الثالثة لكأس الاتحاد.

«ديربي» مختلف
طبعاً يختلف «الديربي» هذه الأيام لكنه لا يفقد نكهته، فالمغاير عن اللقاء الأخير الذي جمع الفريقين في آذار الماضي وانتهى بمهرجان أهداف ولمصلحة النجمة بنتيجة (3-2)، هو ابتعاد الأخير عن الأنصار بفارق 8 نقاط ومباراةٍ أقل، وهي المؤجلة له أمام الأهلي النبطية. كما أن المواجهة ستفتقد إلى نكهتها الأجمل وهو الجمهور المُبعد بقرارٍ أمني.
انطلاقة مبكرة للجولة الأخيرة بسبب سفر العهد والنجمة


لكن رغم كل شيء تبقى هناك الكثير من الأمور التي يمكن التوقّف عندها، والتي من المفترض أن تغذي الروح التنافسية عند كل لاعب. وهنا الحديث عن سعي نجماوي للبقاء على رأس الترتيب، وأيضاً لإبعاد الأنصار قدر الإمكان عنه، وهو يعلم أنه بعد حسم نصف النقاط والانتقال إلى السداسية قد تختلف الأوضاع، وخصوصاً أن «الأخضر» يملك أسماء قادرة على إعادته إلى سابق عهده، ووضعه في موقفٍ قوي، وذلك في موازاة التغيير الفني الذي حمل المدرب يوسف الجوهري لتدريب الفريق خلفاً للمغربي إدريس المرابط.
وانطلاقاً من هذا الكلام، فإن للأنصار حساباته أيضاً، والرغبة باستعادة الزعامة البيروتية، وتأكيد جديّته بالمنافسة على اللقب، وهو أمرٌ لن يحصل إلا عبر فوزه بالـ «ديربي» الذي سيخوضه من دون نجمه حسن معتوق الذي تعرّض لإصابةٍ عضلية يتوقّع أن تُبعده لمدة 10 أيام عن الملاعب، بينما سيلعب النجمة من دون محمد صادق الذي عاودته الإصابة رغم عودته منها حديثاً.

صراع سداسية الأوائل
توازياً، سيكون يوم الأحد بنفس أهمية يوم «الديربي»، إذ إن مباراتيه ستحددان الصورة النهائية لسداسية الأوائل، وذلك عندما يلعب شباب الساحل مع الأهلي النبطية الساعة 14:15، والراسينغ مع الصفاء الساعة 16:00.
ويبدو الساحل أمام المهمة الأصعب كونه مطالب بالفوز على فريقٍ جريح سيضع كل ما لديه لتفادي خسارة جديدة. لكن عليه أيضاً أن ينتظر هديةً من الصفاء لكي يحجز مكاناً في سداسية الأوائل، فالأخير يملك 16 نقطة مقابل 14 للراسينغ و13 للساحليين الذين سيتعرّضون لنكسةٍ حقيقية في حال غابوا عن دورة التصفية النهائية، إذ اعتادوا أن يتواجدوا بين أندية المقدّمة.
كما يبدو الفوز مطلباً أساسياً للراسينغ الذي سيكون قد حقق إنجازاً فعلياً في حال حجز مكاناً في النصف الأول من الترتيب على اعتبار أنه عاد حديثاً إلى الدرجة الأولى، ولم يكن بين المرشحين للعب الأدوار الأولى.
الأكيد أن هاتين المواجهتين ستكونان عصيبتين على الفرق المعنيّة، ومن يدخلها بهدوء وبأقل قدرٍ من الضغوط سيصل إلى مبتغاه. أما من سيفوّت قطار سداسية الأوائل، فسيجد نفسه في خضم حربٍ شعواء في النصف الثاني من الترتيب، إذ تُشير الأرقام إلى معارك مريرة مرتقبة للهروب من الهبوط بين مجموعةٍ من الفرق التي لم تقدّم مستوى ثابتاً، فغلبت لعبة الكراسي الموسيقية على الجولات الماضية، لتقف الفرق الجنوبية حالياً في الموقف الأصعب، بينها التضامن صور الذي يلتقي البرج غداً الساعة 14:15، ساعياً لاستعادة مركزه من الحكمة الذي يقابل طرابلس الأحد في نفس التوقيت.