وقّع نجم البيسبول، الياباني شوهي أوهتاني، عقداً مع فريق لوس أنجلوس دودجرز مقابل 700 مليون دولار. صفقة ضخمة مدتها عشر سنوات أصبحت الأكثر ربحاً على الصعيد الفردي في عالم الرياضة، متخطيةً عقد مايك تراوت التاريخي بقيمة 426.5 مليون دولار لمدة 12 عاماً مع فريق لوس أنجلوس آنجلز لكرة القاعدة، كما عقود باهظة أخرى في عالم كرة القدم لأمثال الفرنسي كيليان مبابي مع باريس سان جيرمان، الأرجنتيني ليونيل ميسي مع إنتر ميامي والبرتغالي كريستيانو رونالدو رفقة النصر السعودي...بعيداً عن البذخ «المضخّم» في عملية الصرف، تعكس صفقة أوهتاني طموح القيّمين على نادي دودجرز، والذي تم «إنقاذه» من إدارته «السيئة» السابقة عند بيعه عام 2012 للكونسورتيوم الذي يضم جزئياً تود بولي (المالك الحالي لنادي تشيلسي لكرة القدم)، في عمليةٍ أشرفت عليها محكمة الإفلاس حينها.
ومع توالي السنوات، أسهم بولي وشركاؤه في إعادة بناء فريق دودجرز ضمن واحدة من أكثر التحولات دراماتيكيةً في رياضة أمريكا الشمالية. يعكس ذلك الأداء الثابت للفريق وحضوره شبه المعتاد على منصات الألقاب منذ إتمام عملية الاستحواذ، فيما كان التتويج ببطولة «MLB World Series» عام 2020 أبرز الإنجازات. وفي عالمٍ رياضي موازٍ، تأمل جماهير تشيلسي بأن ينسحب نجاح دودجرز على ناديها الكروي، القابع تحت ملكية كونسورتيوم بقيادة تود بوهلي منذ عام 2022.
أظهر بولي وشركاؤه منذ استلام زمام الأمور في تشيلسي رغبةً كبيرة في الاستثمار وإتمام الصفقات الضخمة، إذ صُرف قرابة المليار جنيه إسترليني ضمن أسواق الانتقالات وحدها. هكذا، حطّت مواهب شابة، لديها القدرة على أن تصل إلى المستوى «العالمي» مستقبلاً، رحالها في ملعب ستامفورد بريدج، فجاء أمثال الأرجنتيني إنزو فرنانديز، الإكوادوري مويسيس كايسيدو، الأوكراني ميخائيلو مودريك، الإنكليزي كول بالمر، الفرنسي بينوا بادياشيلي... بعقود طويلة الأجل، وصلت غالبيتها إلى ثماني سنوات.
بهذه الصفقات وغيرها، راهن بولي على أمرين: ضم كوكبة من المواهب لقيادة الفريق في المستقبل، وتخفيض فاتورة أجور اللاعبين تباعاً بقرابة الـ80 مليون جنيه إسترليني مقارنةً بالفاتورة الأخيرة تحت الملكيّة السابقة.
إضافةً إلى ذلك، اشترى الملّاك الجدد لتشيلسي نادي ستراسبورغ الفرنسي بهدف تنمية مواهب قادرة على تمثيل «البلوز» مستقبلاً.
المدة الحالية هي لبناء قوام النجاح مع المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو


ورغم كون المشروع «الشامل» واعداً على الورق، لم يرتقِ بلغة الواقع إلى التطلّعات المرتقبة. يعاني تشيلسي محلياً في منتصف جدول الدوري الإنكليزي، كما أن احتلاله المركز الثاني عشر في الموسم الماضي حال دون مشاركته ضمن أي بطولة أوروبية هذا الموسم.
لا يزال النادي يأخذ شكله النهائي، بعد عاصفة تغيير شملت رأس الهرم الإداري مروراً بالجهاز الفني واللاعبين... المدّة الحالية هي لبناء قوام النجاح مع المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو، الذي يُعرف بإمكاناته الهائلة في احتواء المواهب الشابة وتطويرها. ومع ذلك، يبدو الطريق صعباً، أقله حتى الآن، نظراً إلى ارتكاب اللاعبين أخطاء فردية متكرّرة بفعل افتقارهم إلى عنصر الخبرة (يبلغ معدّل أعمار لاعبي تشيلسي قرابة 24، وأكثر من ثلثي الفريق هم في الـ21 عاماً أو أقل).
إضافةً إلى ذلك، حالت الإصابات المتكررة دون مشاركة بعض اللاعبين، الذين كان من المفترض أن يحتلوا مركزاً أساسياً في المنظومة، أمثال الفرنسي كريستوفر نكونكو والبلجيكي روميو لافيا.
في المحصّلة، يبدو أن تشيلسي تجاوز المدة الصعبة التي عاشها عند الانتقال القسري من مالكه السابق، الروسي رومان أبراموفيتش، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، بانتظار عودة تدريجية إلى مكانته المعتادة بين فرق النخبة.
لا يزال الفريق يحتاج بعض التدعيمات، تحديداً في مركزي رأس الحربة وحراسة المرمى. في هذا الإطار، تأمل جماهير تشيلسي من مالكها بولي في أن يتّبع المسار الذي سلكه مع نادي دودجرز، تحديداً في مركز المهاجم، علّه يستقطب نجماً حاسماً أمام المرمى، مثل فيكتور أوسيمين أو كيليان مبابي، لحل مشكلة التهديف المستعصية حالياً.
المرحلة الانتقالية شارفت على الانتهاء. مع العودة المرتقبة للمصابين كما النشاط المتوقّع في سوق الانتقالات الشتوي لتعزيز بعض المراكز، يجب على تشيلسي أن يقنع بدءاً من النصف الثاني للموسم الحالي. احتلال مركز مؤهل إلى إحدى المسابقات الأوروبية توازياً مع التتويج بكأس محلية يشكّلان هدفاً واقعياً، على أن يكون الحكم النهائي بدءاً من الموسم المقبل، إذ لا «حجّة» لعدم المنافسة أقلّه على الألقاب الكبرى.