محطات صعود وهبوط عرفتها الفرق الـ 12 للدوري اللبناني منذ الجولة الافتتاحية وحتى الجولة الـ 11 خلال المرحلة الأولى من الدوري اللبناني. وكل الفرق عرفت أنه في مكانٍ ما عليها أن تعمل من أجل تحسين أوضاعها بعدما أدركت مشكلاتها، وغالبيتها ارتبطت بمدى عطاءات العناصر الأجنبية وقدرتها على صناعة الفارق، وهو ما يحتّم العمل أوّلاً لدى الفرق على البحث عن أجانب أفضل في الأسابيع المقبلة.هذا الأمر يُحكى عنه كثيراً في محيط نادي النجمة، إذ رغم تصدّر الأخير الترتيب العام بفارق المواجهة مع العهد حامل اللقب، يدرك «النبيذي» جيّداً بأن مسألة استعادة اللقب تمرّ من سوق الانتقالات، إذ لم يكن هناك رضى تامّاً عن مستوى الأجانب الذين ضمّهم الفريق في الصيف، فكان أول الخارجين اللاعب الأفغاني أوميت بوبالزاي، بينما ينادي مشجعون بأسماء أفضل من تلك التي اعتمدها الفريق في المرحلة الأولى بعيداً من تقديم الثلاثي البرتغالي جوزيه إمبالو، جيلسون، والأوكراني دميتر بيلونو أداءً جيّداً في بعض الأحيان، وخصوصاً الأول الذي يقف في مركزٍ متقدّم على لائحة ترتيب الهدّافين، لا بل تمكّن من حسم عددٍ من المباريات لمصلحة فريقه بأهدافه، وكان آخرها في المباراة المؤجّلة أمام الأهلي النبطية في نهاية الأسبوع الماضي.
وإذ كان النجمة يتمتع بعناصر محلية قادرة على إبقائه في دائرة المنافسة على اللقب، فإن العهد ينطبق عليه هذا الموضوع بشكلٍ أكبر كونه يمتلك مجموعةً تُعتبر من الأفضل وتشكّل عماد المنتخب الوطني حتى، ولكنّ العمل الدؤوب قد يتمحور في المدّة المقبلة عند نقطة إخراج الأفضل من العناصر الأجنبية بالنظر إلى أهمية دورها، وهذا الأمر ثبُت عبر المباراة الحاسمة التي لعبها ضمن مجموعته في كأس الاتحاد الآسيوي حيث حمل له السوري محمد الحلاق الانتصار.
هذه النقطة كانت حاضرةً بقوة عند العهد في المواسم القريبة الماضية وآخرها الموسم الماضي بعد انضمام الهدّاف الإسكوتلندي لي إروين اليه، وهو الذي سجّل بدايةً متذبذبة في الموسم الحالي قبل أن يعود إلى المنافسة على لقب الهدّاف.

مع وضد التغيير
وفي هذا الإطار، أي في الشقّ الهجومي لا يجد الأنصار أيّ مشكلة في ما خصّ الخيار الأجنبي، إذ تبدو الأمور مستقرة بوجود الهدّاف السنغالي الحاج مالك تال، ولكن بقي ملف التغيير الأجنبي مفتوحاً بحُكم عدم توفيق الأنصار في صفقاته التي يبدو تعويض بعضٍ منها غير محسوم بحسب ما ذكره المدير الفني يوسف الجوهري، وخصوصاً وسط ثقته بما يمكن أن يقدّمه من إضافة الثنائي الفلسطيني محمد حبوس وحمزة الحسين على حدّ قوله.
«الأخضر» قوي بلا شك، وبعض التعديلات على تشكيلته يُعرف أنّها ضرورية، فكان أن أنهى مبكراً ملف التعاقد مع لاعب الوسط الدولي محمد الدهيني الذي سيخوض تجربته الأولى في الدوري اللبناني قادماً من السويد.
أما في برج البراجنة، فتختلف الصورة إلى حدٍّ ما، إذ قبل الجولة الأخيرة لم يكن الجهاز الفنّي الخاص بفريق البرج بوارد تغيير أيّ لاعبٍ أجنبي، معيداً السبب إلى الاستقرار الذي عرفه الفريق على صعيد التشكيلة. لكن لا يخفى أن الأهداف النهائية للبرج ستتحدّد نسبةً إلى ما سيقوم به أثناء مدّة التوقف.
هذه المدّة التي قد تغيّر من صورة فريق الصفاء وسط الحديث عن تغيير أجنبي مرتقب بقرارٍ فني أو لأسبابٍ أخرى، وهي مسألة ستحدّد بالتأكيد وجهة الصفاويين على صعيد المنافسة، وذلك بعدما كان عطاء الرباعي الأجنبي متفاوتاً، حيث بدا واضحاً أن الثنائي الألماني أرنولد سو وماركو راينهارت لا يرتقيان إلى المستوى المطلوب، وخصوصاً الأخير الذي لعب مهاجماً، ولكنّه انتظر حتى الثواني الأخيرة من الجولة الختامية للمرحلة من أجل تسجيل أوّل أهدافه في الدوري في مرمى الراسينغ الذي عانى أصلاً من نقصٍ أجنبي في تشكيلته، ما يترك ضغطاً عليه لإيجاد إضافاتٍ إيجابية لكي يجاري كبار السداسية التي اقتحمها عن جدارة واستحقاق.
وتبقى مشكلات فرق سداسية الأواخر متفاوتة بين صعبة وأصعب، ولكنّ الحلول بأيدي كلٍّ من الفرق الستة المعنيّة، إذ إنّ التغيير الأجنبي هو الوحيد الكفيل بتبديل صورتها وإبعاد شبح الهبوط عنها، وخصوصاً بالنسبة إلى الفرق الجنوبية الثلاثة، وأيضاً الحكمة الذي تقف مشكلات بعيدة عن الجانب الفني عائقاً أمام شعور لاعبيه وجهازه الفني بالاستقرار لكي يحقّقوا المأمول منهم قبل فوات الأوان.