عند الحديث عن الكرة الآسيوية والعربية، تفرض السعودية مركزاً لها. المنتخب الذي رفع لقب كأس آسيا في ثلاث مناسبات (1984 و1988 و1996) كثاني أكثر المنتخبات تتويجاً بعد اليابان (4)، يثبت مراراً وتكراراً إمكاناته الكبيرة في عالم المستديرة، إن كان على الصعيد الفني أو الإداري.يمتلك «الأخضر» أسماءً لامعةً أسهمت في تألّق المنتخب ضمن مختلف الاستحقاقات، آخرها كأس العالم 2022. ورغم الخروج المبكر من دور المجموعات حينها، كان السعوديون مقنعون في جميع مبارياتهم، تحديداً عند تجاوزهم بطلة العالم الأرجنتين في المباراة الافتتاحية بهدفين لواحد.

من مباراة لبنان والسعودية الودية قبل يومين (طلال سلمان)


من مباراة لبنان والسعودية الودية قبل يومين (طلال سلمان)

ترافقَ تألّق المنتخب مع طفرة تاريخية في الدوري المحلي، حيث قامت المملكة باستثمارات هائلة في السنوات الأخيرة للارتقاء في اللعبة التي يشاهدها أو يمارسها 80% من السعوديين، تبعاً لإحصاءات السلطات المحلية.
عشرات الملايين صُرفت لاستقدام أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسيَّين كريم بنزيما وأنغولو كانتي، البرازيلي نيمار، الجزائري رياض محرز، والسنغالي ساديو ماني... الذين أسهموا رفقة لاعبين آخرين برفع نسق الدوري السعودي، ما أدّى إلى تحسين جودة اللاعبين المحليين تباعاً.
تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ 56 ضمن التصنيف الكروي العالمي، ومن المرتقب تحسُّن المركز أكثر تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم روبرتو مانشيني، الذي عُيّن على رأس العارضة الفنية منذ أواخر أغسطس/آب.
ومنذ تركه منصب المدرب لمنتخب إيطاليا وتوليه تدريب «الصقور الخضراء»، أشرف مدرب مانشستر سيتي وإنتر ميلانو السابق على خمس مباريات ودية كما مباراتين رسميّتين ضمن تصفيات كأس العالم.

من مباراة لبنان والسعودية الودية قبل يومين (طلال سلمان)

وحقّق الأخضر نتائج ودية سيئة في البداية (3 هزائم وتعادل) أمام كوستاريكا وكوريا الجنوبية ونيجيريا ومالي، قبل أن يحصد انتصارين مهمين ضد باكستان (4-0) والأردن (2-0) ضمن تصفيات كأس العالم، ثم فوز شاق على لبنان في مباراته الودية السابقة (سيلعب الأخضر مباراتين وديتين أمام فلسطين وهونغ كونغ في 9 و10 من الشهر الحالي).
سوف تشكّل البطولة المرتقبة فرصةً لإبراز صورة المنتخب والبلاد بشكل عام


يقيم المنتخب السعودي معسكراً في منطقة سيلين القطرية ضمن المرحلة الأخيرة من البرنامج الإعدادي، استعداداً لمنافسات كأس آسيا. وفي اليوم الثاني من عام 2024، أعلن المدرب الإيطالي تشكيلته المكوّنة من 26 لاعباً للمشاركة في البطولة المرتقبة، التي سوف تدشّنها «الصقور الخضراء» من بوابة المجموعة السادسة ضد عمان (في 16 يناير/كانون الثاني) قبل مواجهة قيرغيزستان (21) و تايلاند (25).
سوف تشكّل البطولة المرتقبة فرصةً لإبراز صورة المنتخب والبلاد بشكل عام، في ظل سعي السعودية المستمر إلى الفوز بحقوق استضافة كأس العالم 2034. ورغم الطريق السهل نسبياً لبلوغ الدور الثاني من كأس آسيا، فإن احتمال التتويج يصطدم بعوائق مختلفة، إذ تشهد البطولة مشاركة منتخبات قوية أخرى تتفوق على السعودية ضمن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.