حقّقت اليابان خلال ثلاثة عقود ما عجزت عنه بقية المنتخبات الآسيوية تاريخياً. 4 ألقاب للبطولة الأهم في القارة الصفراء حصدها «محاربو الساموراي الأزرق»، في نجاحٍ يحاكي «المانغا» اليابانية نفسها.تمثّلت البداية عند البطولة العاشرة من كأس آسيا، 1992. شارك المنتخب الياباني حينها بوصفه بلداً مستضيفاً، وخرج، رغم حظوظه المتواضعة، حاملاً للقب. ابتسمت هيروشيما، المدينة التي دُمرت تماماً قبل سنوات بقنبلة نووية أميركية، لأهلها، وكانت بمثابة الشعلة التي أطلقت مجد المنتخب الياباني في عالم كرة القدم بعد سنوات من الغياب والحضور الضعيف.
ومع توالي العقود، تعاظمت قوة المنتخب الياباني ليصبح زعيماً للقارة الصفراء بأربعة ألقاب (1992 و2000 و2004 و2011).
تألقٌ انسحب إلى النسخة القطرية المرتقبة، حيث يدخل المنتخب الياباني العام الجديد متصدراً تصنيفات المنتخبات الآسيوية (17 عالمياً). وخسر الساموراي مرة واحدة عام 2023 منذ الخروج المشرف من الدور الستة عشر في كأس العالم السابقة أمام كرواتيا (تغلبت اليابان على ألمانيا وإسبانيا في المجموعات حينها)، مقابل تحقيقه انتصارات مقنعة على حساب منتخبات قوية مثل ألمانيا (مرة أخرى) وكندا وتركيا.
المنتخب الياباني هو أبرز المرشحين للفوز بكأس آسيا. يكفي الإشارة إلى زخم النجوم ضمن منظومة الساموراي، الذين يزيّنون سماء الكرة الأوروبية، تحديداً في الدوري الألماني الممتاز.
تمتلئ صفوف المنتخب الياباني بالأسماء اللامعة، أمثال لاعب آرسنال تاكيهيرو تومياسو ولاعب ليفربول واتارو إندو كما صانع ألعاب ريال سوسيداد تاكيفوسا كوبو، فيما يبقى الاسم الأبرز، والأكثر موهبة، هو كاورو ميتوما، جناح برايتون الذي استدعي إلى المنتخب رغم إصابته. تجدر الإشارة إلى أن مشاركة هؤلاء اللاعبين وغيرهم مع المنتخب جعلت العديد من مدربي الأندية الأوروبية يصرّحون علناً بمدى التأثير السلبي لغيابهم المؤقت، مثل مدرب ليفربول يورغن كلوب ومدرب برايتون روبيرتو دي زيربي.
يدخل منتخب اليابان البطولة بـ9 انتصارات متتالية


سوف يشكّل اليابانيون علامة فارقة في قطر، إثر تميّزهم باتباع التسلسل الهرمي داخل الفريق وهو ما يساعدهم على العمل كشخصٍ واحد.
هم يتصفون باللعب الجماعي الشامل والسرعة في الأداء بقيادة المدير الفني هاجيمي مورياسو، الذي قاد المنتخب إلى المباراة النهائية في الإمارات العربية المتحدة عام 2019، حين هُزمَ أمام قطر في المباراة النهائية (3-1).
خسارة قاسية استذكرها المدرب قبل أيام، مؤكداً أن «نهجه الأساسي لم يتغير» خلال السنوات الخمس الماضية لكنه مصمم على رفع الكأس هذه المرة.
وفي السعي إلى ذلك، استعدت اليابان للبطولة بفوزها الودي على تايلاند 5-0 في طوكيو يوم رأس السنة الجديدة، ليصل مجموع انتصارات الساموراي إلى 9 مباريات متتالية.
سلسلة مميزة يدخل بها منتخب اليابان كأس آسيا من بوابة المجموعة الرابعة التي تضم إندونيسيا والعراق وفيتنام، وهي عقبات سهلة نسبياً على الورق أمام المنتخب الأول في القارة الصفراء.