كان ليفربول يعاني الأمرّين قبل مجيء المدرب الألماني يورغن كلوب عام 2015. طموح "الريدز" انحصر حينها بالوصول إلى المقاعد الأوروبية من بوابة الدوري، لكنّ هذا الطموح أصبح بمثابة معيار يدل على فشل موسم الفريق تحت قيادة كلوب. أثر المدرب الألماني كان واضحاً منذ البداية. قام كلوب ببيع اللاعبين الذين لا يخدمون منظومته واستبدلهم بآخرين قادرين على جعل الفريق منافساً. ولم تبخل إدارة النادي بدورها، حيث فتحت خزائنها لإبرام بعض من أغلى صفقات الدوري الإنكليزي الممتاز تاريخياً.

نتيجة ذلك، عاد ليفربول إلى الواجهة ورفع سلسلة ألقاب أبرزها الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. نجاح شبه ثابت على امتداد حقبة كلوب لم ينسحب إلى الموسم الماضي، حيث أنهى الفريق موسمه في المركز الخامس في الدوري. ورغم عدم ثقل الأسماء المستقدمة ضمن سوق الانتقالات الصيفي، تمكّن المدرب الألماني من إعادة ليفربول إلى السكة الصحيحة مرة أخرى، ليتصدّر جدول الدوري هذا الموسم حتى الجولة 21. وفي وقتٍ تأمّلت فيه جماهير الفريق تحقيق موسم استثنائي، نظراً إلى تصدّر الدوري والوصول إلى نهائي كأس الرابطة كما الاستمرار في كأس الاتحاد والدوري الأوروبي، فجّر المدرب يورغن كلوب مفاجأة غير سارّة لأنصار "الريدز" حيث أعلن رحيله عن أسوار ملعب الآنفيلد مع نهاية الموسم، مبرّراً القرار بـ"نفاد طاقته".
لم يفز ليفربول على تشيلسي في المواجهات الست الأخيرة التي جمعتهما ضمن بطولة الدوري


خبرٌ هزَّ جماهير ليفربول التي تأمّلت استمرار المدرب الألماني موسماً آخرَ على أقل تقدير، أي إلى نهاية عقده، لكنها تفهّمت قراره. ظهر ذلك جلياً من خلال الأهازيج واللافتات التي رُفعت في مباراة الفريق الأخيرة أمام نورويتش سيتي ضمن كأس الاتحاد قبل أيام.
الأكيد، أن اللاعبين بدورهم سوف يقدّمون كل ما لديهم للمنافسة على جميع الألقاب المتاحة، تقديراً لجهود كلوب الجبّارة في بناء هذا الفريق الذي يضم أسماء جاءت وتطوّر أغلبها على يد المدرب الألماني.
وفي السعي للحفاظ على الصدارة، يصطدم ليفربول بتشيلسي غداً، في مباراةٍ معقّدة أمام مدرب قد يلقى مصير كلوب نفسه، لكن بشكل قسري.
اتصفت بداية الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو بالتخبّط مع تشيلسي نظراً إلى عدّة عوامل، يتحمّل المدرب جزءاً منها فيما تتحمّل الإدارة الجزء الأكبر. رغم ذلك، ورغم سوء الحظ المتمثل بكمية الإصابات "الضخمة"، تمكّن تشيلسي من العودة إلى الطريق الصحيح أخيراً، فحصد 5 انتصارات في آخر 7 مباريات ضمن مختلف المسابقات مقابل خسارة وتعادل، كما أنه وصل إلى نهائي كأس الرابطة ليواجه ليفربول في النهائي.


نتائج لافتة "للبلوز" قد تذهب مع الريح إذا لم يفز الفريق بأحد الكأسين المحليتين، (لديه مباراة معادة مع أستون فيلا في كأس الاتحاد)، كما المشاركة في إحدى البطولات الأوروبية من بوابة الدوري، ما قد يعرّض مستقبل المدرب للخطر، خاصةً مع امتلاء سوق المدربين بأسماء لافتة، أمثال البرتغالي جوزيه مورينيو، الإيطالي أنطونيو كونتي، الفرنسي زين الدين زيدان... بعيداً عن كلوب الذي صرّح أنه لن يدرب أي فريق إنكليزي بعد ليفربول.
هي مباراة مرتقبة بين الطرفين. ليفربول للحفاظ على الصدارة وتشيلسي لاستمرار التحسن كما الاقتراب أكثر من المقاعد الأوروبية.
لم يفز ليفربول على تشيلسي في المواجهات الست الأخيرة التي جمعتهما ضمن بطولة الدوري، حيث خسر أمام "البلوز" على أرضه 0-1 في آذار/مارس 2021 قبل أن يتعادل في المباريات الخمس السابقة.
ويعود الانتصار الأخير لليفربول على تشيلسي في "أنفيلد" إلى 22 تموز/يوليو 2020. إحصائية لن يتوقف عليها كثيراً لاعبو "الريدز"، الذين سوف "يستشرسون" لاختتام موسم كلوب بأفضل صورة ممكنة، لكن ذلك لن يضمن بالضرورة الفوز في مباراة الغد، نظراً إلى تحسن فريق المدرب ماوريتسيو بوكيتينو.