هو درسٌ بكل ما للكلمة من معنى يمكن أخذه وتوزيعه على الأندية من الرياضات المختلفة الهادفة الى إصابة النجاح. النادي الرياضي خلق حالةً بالفعل على مستوى الرياضة العربية لا اللبنانية فقط، والدليل رفعه للكؤوس المحلية والخارجية بشكلٍ مستمر، وكان آخرها دورة دبي الدولية التي أضافها الى لقبَي «وصل» وبطولة لبنان.
الأمر ليس صدفةً أبداً، تماماً كما كانت الطريقة «الهيتشكوكية» التي منحته اللقب في دبي للمرة التاسعة في تاريخه، فهو بطل متميّز لا يعرف طعم الخسارة. والسبب ليس واحداً، بل إن أسباباً مجتمعة جعلت من هذا الفريق مثالاً للمنافسين حتى.
الموضوع الرئيسيّ لهذه النجاحات ينطلق من المسار الصحيح الذي يجمع بين الشق الإداري والجانب الفني، فالكيميائية التي ظهرت على أرض الملعب بين اللاعبين أفرزها عمل إداري للحفاظ على المفاتيح الأساسية والمدرب أحمد فران، وهو ما أبقى على الأسلحة الثقيلة القادرة على صناعة الفارق، أمثال: وائل عرقجي، أمير سعود، كريم زينون، إسماعيل أحمد، علي منصور.
وهذه النقطة ترافقت موسمياً مع تعديلاتٍ بسيطة على التشكيلة، الأمر الذي لم يؤثّر على نظام اللعب، وذلك في موازاة انغماس العناصر التي بقيت لسنواتٍ عدة مع الفريق في ثقافة النادي، ما جعلهم يقاتلون بكل ما يملكون من أجل القميص الذي أصبح يشكّل حلماً للطامحين بحمل الكؤوس.
وإذا ما أردنا الغوص أكثر في هذا الجانب، فإن أبرز النقاط في الحفاظ على لاعبين أصحاب نوعية عالية تركت آثارها الدائمة، فالرياضي يملك أفضل لاعب لبناني من دون منازع، أي عرقجي، والدليل قدرته في المناسبات الكبرى على حمل الفريق على أكتافه في اللحظات الحاسمة، تماماً كما فعل في نهائي دبي وحتى قبل التمريرة السحرية التي سجّل منها «السمعة» سلّة الفوز المدهشة.
وارتباطاً، هناك مسألة قد لا تجدها في كل الفرق وهي قبول اللاعبين النجوم بأدوارهم والتضحية من أجل الفريق، فلاعب مثل «البرنس» يمكن أن يكون أساسياً وقائداً في أيّ فريقٍ آخر، ويُعدّ بنظر الكثيرين بين أفضل ثلاثة لاعبين في لبنان، لكنه يعلم مدى أهمية دوره كلاعب قادمٍ من مقاعد البدلاء، حيث بإمكانه صناعة الفارق. والأمر نفسه بالنسبة الى إسماعيل أحمد وعلي منصور الذي يكمل حلقة متماسكة فنياً.
إذاً، بين الاستقرار الذي غاب وضرب مسيرات فرقٍ منافسة أو قضى حتى على فرقٍ أخرى، كان الرياضي حاضراً مجدداً لتحقيق الإنجاز في دبي، الذي وصفه المدرب والمحلل جاد مبارك بالمثالي بالنظر الى العمل الذي قام به الفريق، انطلاقاً من المدرب ومروراً باللاعبين.
مبارك الذي أطل لتحليل النهائي بين الرياضي وسترونغ غروب الفيليبيني عبر القناة الناقلة في الإمارات، قال لـ«الأخبار»: «كان هناك استراتيجية رائعة من المدرب أحمد فران، الذي لم يكثّف دفاعه الفردي على نجم الـ«أن بي آي» السابق دوايت هاورد، بل سمح له بالقيام بمحاولاته، فكانت نسبته متدنّية في النصف الأول من اللقاء استناداً الى فريقٍ يعتمد بشكلٍ كبير على التصويب من خارج القوس».
ومن أهم نقاط الفوز بالنسبة الى مبارك «كانت أداء عرقجي والأميركي ماني هاريس في الشوط الأول، حيث نجحا في 14 من أصل 19 محاولة، إضافةً الى إتقانهما نسق التحكّم بالمباراة». وتابع: «رأينا في النصف الثاني أن الفريق الفيليبيني تحسّن بعد إخراج هاورد وإقحام ماكينزي مور، لكن إصابة الأخير وعودة هاورد الى أرض الملعب كانت نقطة التحوّل لمصلحة الرياضي».
تحوّل الى الأفضل قام به هذا النادي مراراً حتى قارب المستحيل وبدا أنه لا يقهر، تماماً كما كانت عليه الحال في دورة دبي حيث أكد أنه «البطل الدائم» لكرة السلة في لبنان والمنطقة التي خضعت له مرةً جديدة.