طغت الأجواء الباردة على الأجواء الكروية مع انطلاق سداسية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم، والتي اختُتمت بفوزٍ وحيد مقابل تعادلين شهدتهما، فكان الصفاء الفائز والمستفيد الوحيد في هذه الجولة.الواقع أن فرق السداسية بدت كأنها في عملية إحماء بعد تجميد الدوري قسرياً بسبب مشاركة المنتخب في نهائيات كأس آسيا، فعادت لتنطلق من جديد لكن بصورة مختلفة عن تلك التي شهدتها معظم جولات المرحلة الأولى من الدوري التي أصابت أرقاماً عالية بالأهداف.
وهذه المسألة المستجدّة مردّها الى إعادة لمّ الشمل والتموضع الذي قامت به الفرق بعد فترة توقّف ليست ببسيطة، تخلّلها دخول عناصر جديدة الى تشكيلاتها، وهي تحتاج الى وقتٍ للتأقلم مع أجواء الفريق والكرة اللبنانية عامةً. أضف أن الأجواء المناخية لم تساعد في مكانٍ ما، فاشتكى لاعبون كثر من البرد والأمطار الغزيرة التي تركت تأثيرها على أرضية الميدان الوحيد الذي استضاف المباريات الثلاث، وهو ملعب مجمّع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية.
استفاد الصفاء من هدف لاعبه خالد تكه جي ليدخل صراع المنافسة على اللقب (طلال سلمان)

هذا الملعب الذي شهد بعد ظهر الجمعة تعادلاً بين العهد حامل اللقب والأنصار 1-1، عرف تعادلاً سلبياً بين النجمة والبرج يوم السبت، وذلك في مباراةٍ جماهيرية حيث كان مشجعو الفريقين على الموعد بعد غيابٍ عن المدرجات، فدخلوا وخرجوا إليها بسلاسة ومن دون أي مشكلات وبانضباطٍ تام بمواكبة القوى الأمنية التي لم تغب عن الحدث.
جمهور النجمة بالأخص كان ينتظر الفوز والقبض على الصدارة، لكن الفريق لم ينجح في التسجيل رغم الفرص التي لاحت له وعودة لاعب الوسط البرتغالي فيتور باراتا إليه، ليكون المحرّك الأساسي في خط الوسط الى جانب أحمد خير الدين الذي لفت الأنظار إليه أكثر من أي وقتٍ مضى بقدراته القيادية التي تثبت أحقيّته في حجز مكانٍ أساسي في تشكيلة المدير الفني البرتغالي باولو مينيزيس.
بطبيعة الحال، عانى الفريقان من نقصٍ ومن غيابات أثّرت بلا شك على ما كان يطمحان إليه، فكانت النتيجة السلبية التي لم تكن مفيدة لأيٍّ منهما.
لكن الاستفادة القصوى كانت من نصيب الصفاء الذي أطلّ مدعّماً بأسماءٍ محلية وأجنبية جديدة، ليواجه فريقاً منقوصاً ومختلفاً بالتالي عن ذاك الذي تعادل معه بصعوبة 2-2 قبل شهرين.
لكن رغم ذلك، كان بإمكان الراسينغ إنهاء المباراة ببساطة ومن دون تعقيدات، أقلّه في مناسبتين، لكن الأقدام الأجنبية المفترض أن تصنع الفارق وتفرض الحسم خيّبته بشكلٍ كبير، أقلّه في مناسبة واحدة في الشوط الأول حيث سدّد الصربي لازار أرسيتش الكرة عالية فوق المرمى المشرّع بعد خروج الحارس العائد الى الصفاء، معاراًَ، مهدي خليل. وكذا في مناسبة أخرى في الشوط الثاني عبر المهاجم الكونغولي الجديد رولان أوكوري الذي لم يستفد من خروج خليل من مرماه ولعب الكرة من فوقه في مرحلة أولى، فأرسلها في مرحلة ثانية فوق المرمى!
وإذا كان من لا يسجّل يتلقّى عادةً، فهو ما حصل، وقد جاء الهدف الوحيد للصفاويين قبل 20 دقيقة على النهاية بعدما استخدم المدرب باسم مرمر ورقة الخبرة المتمثّلة بلاعب الوسط خالد تكه جي الذي حسم الأمر بتسديدة قوية من مسافة قريبة بعد كرةٍ هيّأها له المهاجم المونتينغري دانين تالوفيتش الوافد حديثاً الى الفريق.
وبهذه النتيجة تساوى الصفاء مع البرج بـ 12 نقطة، ليدخل بقوة الى خط المنافسة على اللقب، بحيث أصبح يقف على مسافة 3 نقاط فقط من ثنائي الصدارة العهد والنجمة، وأمام الأنصار الذي يملك 11 نقطة، مقابل 8 نقاط للراسينغ صاحب المركز السادس.
وقد أقيمت في نهاية الأسبوع المرحلة الأولى لسداسية الأواخر، فحقق طرابلس الرياضي الفوز على الحكمة 2-0، على ملعب الصفاء، بفضل لاعبَيه الأجنبيين اللذين سجّلا الهدفين، وهما الأردني سليمان أبو زمع، والبرازيلي جيرونيمو دا سيلفا، ليرفع الفريق الشمالي رصيده الى 9 نقاط مقابل 4 نقاط للأخضر، وهو نفس رصيد التضامن صور والأهلي النبطية اللذين تعادلا من دون أهداف في كفرجوز.
وعلى ملعب العهد، حقق شباب الساحل النتيجة الأبرز بفوزه على الشباب الغازية 4-0، تقاسمها علي الفضل والنيجيري صمد قادري الذي سبق أن دافع عن ألوان العهد.
هذا الفوز أبقى الساحل على رأس ترتيب هذه السداسية برصيد 10 نقاط، بينما تجمّد رصيد الفريق الجنوبي عند 3 نقاط في المركز الأخير.