سلّمت إدارة نادي النجمة المدرب دراغان مهمة التدريب رغم أنه لم ينجح في إيصال الساحل إلى سداسية الأوائل (طلال سلمان)
في سداسية الأندية الأواخر، تعادل الأهلي النبطية مع التضامن صور وفاز على طرابلس قبل أن يخسر أمام الشباب الغازية، ليقوم حجيج بالاستقالة بعد الخسارة. لم تمضِ 48 ساعة على استقالة حجيج من الأهلي النبطية حتى شاع خبر انتقاله إلى التضامن صور بعد استقالة مدربه مالك حسون. رحيل الأخير عن الفريق الصوري مفاجئ بحد ذاته. فالتضامن بقيادة حسون يحتل المركز الثاني في سداسية الأندية الأواخر وقبل استقالة حسون بساعات كان التضامن صور يقلب تأخره أمام الحكمة إلى فوز غالٍ. رغم ذلك استقال حسون وأتى حجيج الذي يحتل فريقه المركز الأخير في سداسية الأواخر بدلاً منه! قيل كلام عن وجود اعتراضات لحسون على رواتب اللاعبين المحليين وعدم زيادتها من قبل الإدارة، لكن بغضّ النظر عن السبب لا يمكن تقبّل فكرة رحيل مدرب عن فريق رغم أنه يحقّق نتائج جيدة. لكن هذا حصل في الدوري هذا الموسم.
حركة انتقال مدرب لم يحقق نتائج جيدة مع فريقه إلى فريق آخر لم تكن محصورة بحجيج والأهلي النبطية والتضامن صور. فالمدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش أيضاً كرّر المشهد عينه، سواء أُقيل أو استقال من نادي شباب الساحل بعد فشل الفريق في التأهل إلى سداسية الأندية الأوائل رغم أن إدارة النادي وتحديداً الرئيس سمير دبوق لبّت متطلباته قبل انطلاق الموسم.
لكنّ دراغان لم يبتعد كثيراً عن الملاعب اللبنانية، إذ عاد إليها من بوابة النجمة الذي تعاقد معه بعد استقالة مدربه البرتغالي باولو مينيزيس. أيضاً مشهد غريب أن يتعاقد فريق ينافس بقوة على اللقب ويحتل مركز الوصافة مع مدرب لم ينجح في الصعود إلى سداسية الأوائل. لكنه مشهد حصل في الدوري اللبناني.
استقال مالك حسون من تدريب التضامن بعد ساعات على فوزه على الحكمة واحتلال وصافة سداسية الأندية الأواخر (طلال سلمان)
المنطق الكروي يقول إن ما قامت به الأندية اللبنانية لا يركب على قوس قزح، إذ لا يمكن تقبّل فكرة استقالة أو إقالة مدرب يحقق نتائج جيدة ومن ثم التعاقد مع مدرب لا يملك في سجلّه تجربة ناجحة. والأنكى أن أحد النوادي الذي استغنى عن مدربه عاد وبدأ بالتفكير به! لكن الأخير لم يكن في وارد العودة كما كشف مصدر مقرّب من المدرب لـ«الأخبار»، ليسأل هذا المتابع الكروي: «إذا كانت إدارة النادي مقتنعة بقدرات هذا المدرب، لماذا سمحت له بالرحيل؟».
لكنّ هناك وجهة نظر أخرى تتعلّق بأن تجربة مدرب فاشلة مع نادٍ ما لا تعني أنه مدرب فاشل أو أن قرار الإدارة متسرّع أو غير مدروس، وأن بعض الأندية اللبنانية تُدار بعقلية هاوية. فهناك العديد من الأمثلة التي تشير إلى أن مدرباً ما فشل مع نادٍ ونجح مع آخر. وبالتالي فإذا أخذنا دراغان على سبيل المثال، فهو قد ينجح مع النجمة رغم فشله مع الساحل. فبرأي أحد المدربين الكبار أن كل تجربة مختلفة عن الأخرى بحيثياتها ومقوّماتها والعناصر الذين تتكوّن منهم.
ما بين الرأيين ما زال هناك الكثير من المراحل المتبقية في عمر الدوري، وبالتالي ستكشف الأيام إذا ما كانت خيارات بعض الأندية صائبة أو أنها زادت من حراجة وضع الفريق أو قضت على أماله، سواء بإحراز اللقب أو بالهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.