8 فرق من أصل 12 في الدوري اللبناني لكرة القدم استبدلت مدرّبيها حتى الآن، فتعدّدت أسباب الإقالات والاستقالات، ولكن بقي الهدف واحداً، وهو البحث عن نتائج أو أداءٍ أفضل.طبعاً انقسمت الآراء لدى الجماهير حول إقالة هذا المدرب أو تعيين ذاك بدلاً منه، فأصبح المدراء الفنيون محور الحديث أكثر من اللاعبين تماماً كما حدث خلال الأسبوع الماضي مع تغييرٍ عرفه فريقا التضامن صور والبرج على وجه التحديد، وخصوصاً أنّ اسمين للاعبين سابقين من أبرز الأسماء التي عرفتها كرة القدم اللبنانية كانا في قلب الكلام، وهما موسى حجيج الذي وقّع على عقدٍ مع التضامن صور بعد أقل من 48 ساعة على استقالته من الأهلي النبطية، بينما ذهب سلفه مالك حسون إلى البرج مباشرةً بعد فكّ ارتباط «سفير الجنوب» به، وذلك إثر استقالة حسين طحان من تدريب فريق منطقة برج البراجنة.
تعيين حجيج وحسون في منصبيهما الجديدين عزّزا الثقة مجدداً بالمدرب اللبناني، وخصوصاً بعد التجارب الناجحة لبعضهم هذا الموسم، ما دفع الفرق إلى عدم السير على نهج فرقٍ أخرى فضّلت الأجنبي إن كان عبر تثبيته في منصبه أو استقدام بديلٍ له من الخارج في حال أرادت التغيير. لكن توازياً، ذهبت الفرق التي أرادت التغيير وأصرّت على المدرّب المحلي انطلاقاً من أمثلة اعتبرتها ناجحةً كتطوير باسم مرمر للصفاء، أو النقلة النوعية التي عرفها الأنصار بعد وصول يوسف الجوهري للإشراف عليه. واللافت أن الاثنين أخذا مكان مدربٍ أجنبي.

الودّ المفقود في صور
وعند قصة حسون وحجيج نتوقّف، إذ كان أكثر لفتاً المسار الذي أخذته مسيرتهما بعدما ساد شعورٌ مثلاً في حالة الأول بأنه سيبقى مع التضامن صور لمدةٍ أطول إثر العمل الجيّد الذي قام به منذ الموسم الماضي، حيث استلم فريقاً بلا لاعبين أجانب ويعاني مادياً وفنياً، ولكنّه تمكّن من إبقائه بين أندية الدرجة الأولى، مواجهاً التحديات بجرأة بإشراكه عدداً كبيراً من اللاعبين الشبان.
وبعد هذه المرحلة بدا نجم خط وسط الأنصار السابق سعيداً بالبقاء في صور رغم انشغالاته العدّة والتزاماته المختلفة، فمدّد لموسمٍ جديد، ولكن ما لم يكن في الحسبان ربما أنّ للإدارة الجديدة فكرة أخرى تماماً.
هي المسألة التي قالها رئيس النادي حسن فواز علناً في اتصالٍ تلفزيوني، مشيراً بوضوح إلى أنّ قرار التغيير اتُّخذ قبل المباراة الأخيرة التي قلب فيها الصوريون تأخّرهم أمام الحكمة إلى فوزٍ بنتيجة 2-1.
عادت الأندية اللبنانية لتثق بالمدرب المحلي استناداً إلى تجارب الموسم الحالي


بالفعل قرار التغيير سبق هذه المباراة، ولكن بحسب معلومات «الأخبار»، فهو يعود إلى ما قبل شهرٍ على أقل تقدير، إذ إنّ المقرّبين من النادي شعروا بأن الرئيس يريد تغيير المدرب ويبحث عن خيارٍ آخر، فالودّ فُقد باكراً بين الرجلين، ليكون حجيج الرجل المنشود بالنسبة إلى الرئيس الشاب الذي قال إنه يرى فيه أكثر من اسمٍ كرويّ، بل «ماركة» يمكنها أن تكون في واجهة النادي.
لكن التضامن صور كاد لا يكون النادي التاسع في مسيرة موسى حجيج التدريبية، التي بدأت مع النجمة في عام 2012، ليتنقّل بعدها بين النبي شيت، الراسينغ، شباب الساحل، العهد، طرابلس، الصفاء، وأخيراً الأهلي النبطية.

حجيج فاوض البرج
بالفعل دخل «المايسترو» في مفاوضات مع البرج الذي قيل إنه أراده أيضاً منذ مدةٍ ليست بقصيرة، ولكن ما أجّل ارتباط الطرفين كان إيمان رئيس النادي فادي ناصر بالمدرب الشاب حسين طحان، الذي بدوره أراد الاستقالة في أكثر من مناسبة، ولكن ناصر طلب إليه البقاء، مانحاً إيّاه المجال للعمل وتطوير الفريق.
المهم أنّ حجيج، وبحسب معلوماتٍ خاصة، صارح البرج بأنه يريد عقداً لمدة سنة ونصف، ما كان سيدفعه إلى التوقيع معه بدلاً من التضامن صور، ولكنّ ظروفاً إدارية ترتبط بالمرحلة المقبلة حالت دون تحقيق طلبه، بل عرضُ عقدٍ حتى نهاية الموسم التي ستكشف الخطة المستقبلية للنادي. وهذه المسألة دفعته إلى قبول عرض التضامن صور الذي يمتدّ لمدة سنتين ونصف يكون خلالها مديراً تقنياً للأكاديميات أيضاً، ما سيسمح له بإرساء مرحلة تأسيس للمستقبل.
هنا، سارع مدير فريق البرج عباس عطوي «أونيكا» إلى التواصل مع حسون الذي وافق على العرض، وهو ما يمكن اعتباره مكسباً للفريق الذي سجّل تراجعاً في الأداء والنتائج في المدة الأخيرة بشكلٍ مستغرب، والذي يملك مجموعةً من الأسماء المحلية والأجنبية التي يمكن القول إنها أفضل فنياً من تلك الموجودة في التضامن صور، ما يعني أنّ فرص نجاح المدرب الجديد أكبر بكثير.