يخوض العهد بطل الدوري اللبناني لكرة القدم أهم مبارياته هذا الموسم عندما يستقبل النهضة العُماني اليوم الساعة 19:00 في أولى مواجهتيهما ضمن نهائي منطقة غرب آسيا لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.المباراة التي كان يفترض أن تشكّل مهرجاناً احتفالياً للكرة اللبنانية عبر استقبال أحد ملاعبها لها، ستحلّ ضيفةً على العراق بحيث يستضيفها ملعب كربلاء الدولي الذي اعتمده العهد أرضاً لها بعدما بقيت الجمهورية اللبنانية بكامل عدادها ومسؤوليها السياسيين والاجتماعيين والإنمائيين، غير قادرة على تأمين أرضيةٍ عشبية طبيعية واحدة واستاداً واحداً مزوّداً بأضواءٍ كاشفة ومتطلبات تنظيم المباريات ونقلها تلفزيونياً.
(حسن بحسون)

من هنا، فإن هذه المأساة المستمرّة التي شرّدت الأندية والمنتخبات على مدار السنوات وحرمتها من الاستفادة من عامل الأرض والجمهور، قد ينساها المتابعون جزئياً إذا ما حقّق العهد المطلوب وعبر بعد المواجهتين مع النهضة إلى نهائي المسابقة القارية التي أحرز لقبها عام 2019 في إنجازٍ غير مسبوق على الصعيد المحلي.

إنجازٌ تحتاجه اللعبة
أضف فإن أي نتيجة إيجابية يحققها العهد ستلقى استحساناً كبيراً، إذ إنها ما تحتاجه الكرة اللبنانية في الفترة الحالية بعد تراجع نتائجها الخارجية في الآونة الاخيرة، فبقي بطل الموسم الماضي الأمل الوحيد لإعادة الثقة بها، وتالياً الثقة للاعبين الدوليين الذين تضمهم التشكيلة العهداوية، وهم يشكلون الكتلة الأكبر في منتخب لبنان، ما يعني أن نجاح فريقهم سينسحب ارتفاعاً في أسهم معنوياتهم مستقبلاً، وهو أمرٌ مهم مع بدء العدّ العكسي للنافذة الأخيرة ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة حيث يلعب «رجال الأرز» مباراتين حاسمتين مطلع شهر حزيران المقبل.
أي إنجاز للعهد في كأس الاتحاد الآسيوي سيكون مهماً جداً للكرة اللبنانية عامةً


بكل الأحوال، أظهر العهد بأنه يملك كل المقوّمات للعبور إلى النهائي الكبير، أقلّه لناحية الإصرار الذي أظهره منذ بداية مشواره في المسابقة هذا الموسم، إذ كافح للتأهل إلى الأدوار الإقصائية ثم اجتهد في نصف النهائي لتخطّي الكهرباء العراقي.
كما يبرز عامل مهم يدعو إلى التفاؤل وهو أن العهد سبق أن تقابل مع النهضة في دور المجموعات في مباراتين، انتهت الأولى لمصلحة الفريق العُماني 2-1، والثانية لمصلحة الفريق اللبناني بنفس النتيجة.
هذا الفريق الذي اعتاد على الأجواء في سلطنة عُمان التي اعتمدها أرضاً لها قبل الوصول إلى هذه المرحلة، ما يترك نقطةً إيجابية أخرى قبل لقاء الفريقين الثاني في 23 الشهر الحالي.

فرصةٌ متاحة
بالفعل تبدو الفرصة متاحة لأكثر من سبب، وعلى رأسها أن النهضة ليس أفضل فرق عُمان في الوقت الحالي، إذ بعد 16 مرحلة على انطلاق الدوري يحتل حالياً المركز الثاني على لائحة الترتيب العام وبفارق 11 نقطة عن السيب المتصدر وبطل كأس الاتحاد الآسيوي في الموسم الماضي.
لكن بغض النظر عن هذه المسألة يبقى هذا الفريق خطيراً كونه يملك مجموعةً جيّدة من اللاعبين الدوليين، على رأسهم نجم الكرة العُمانية صلاح اليحيائي، ومعه الحارس الأول في البلاد العملاق إبراهيم المخيني، وحارب السعدي، وعصام الصبحي، وعمر المالكي، وأحمد الكعبي.

(حسن بحسون)

ويعتمد النهضة بشكلٍ كبير على القدرات البدنية للاعبيه الذين يهوون الالتحامات في المواجهات الثنائية، إضافةً إلى استفادته من اللياقة البدنية العالية لعناصره، ما يعطيهم أفضليةً غالباً في الدفاع على حامل الكرة عبر انقضاض لاعبَين اثنَين عليه إن كان على طرفَي الملعب أو في منطقة الوسط، وهو ما يعوّض إلى حدٍّ كبير سوء التنظيم الذي بدا عليه الفريق في الجانب الدفاعي، وخصوصاً على الصعيد التمركز الفردي، ما تسبّب باهتزاز شباكه 15 مرة في 16 مباراة خاضها في الدوري.
وبالتأكيد فإنّ الأهم هو تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المواجهة الأولى للبناء عليها قبل المباراة الثانية الحاسمة، وهو ما يتوقّف عند الجهوزية الذهنية والبدنية للعهد، الذي بلا شك كان الأفضل لو تمكن من خوض مباراته أمام الصفاء الأسبوع الماضي قبل سفره، والتي تمّ تأجيلها قسراً بسبب الأوضاع الأمنية التي عرفتها البلاد، والتي دائماً ما تصيب كرة القدم في مقتل وتؤثّر عليها، وتخلق إرباكاً لبطولتها وأنديتها التي تكافح أكثر من أي وقتٍ مضى لإصابة أهدافها، ومنها العهد الذي دائماً ما حمل طموحاته الكبيرة إلى خارج حدود الوطن الذي ينتظر منه اليوم إنجازاً يعوّض كل ما مرّ من ظروفٍ صعبة وخيبات.