حوّل النجمة لقاءه مع الأنصار في قمة الأسبوع الأخير من المرحلة السداسية الثانية للأندية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم يوم الخميس المقبل إلى قمة نارية بكل المقاييس. ليس بسبب رمزيتها وتاريخيتها فحسب بل بعد ما آلت إليه نتيجة مباراة النجمة والعهد. خلاصة فرضها فوز النجمة 1-0 في الأسبوع التاسع من المرحلة السداسية الثانية على ملعب جونيه. فوز النجمة أعاد له الصدارة برصيد 31 نقطة بعد أن اعتلاها الأنصار لأربع وعشرين ساعة برصيد 30 نقطة بعد فوزه على الصفاء 2-0 يوم السبت. أما العهد فكان الخاسر الأكبر في هذه المرحلة بعد أن تجمّد رصيده عند 27 نقطة في المركز الثالث. حسم النجمة لقاءه المنتظر والـ"ديربي" الخاص بينه وبين العهد بهدف غال للبديل حسن مهنا في الدقيقة 81. كل الظروف كانت مهيّأة في جونيه لإقامة مباراة بمستوى قمة النجمة والعهد. الأجواء المناخية ممتازة. الجمهور حاضر بقوة خصوصاً من جانب النجمة الذي لم يكن هناك موطئ قدم في المدرج المخصص له. حتى العهد آزره جمهور قد يكون الأكبر هذا الموسم. الحكام وتقنية فيدو الحكم المساعد أيضاً كانوا جاهزين حيث كان لـVAR حضور خلال المباراة من خلال البطاقة الحمراء للاعب العهد حسن سرور.
لكن كلّ هذه الظروف المؤاتية لم تستطع التغلّب على حساسية اللقاء وتأثيراته على واقع الترتيب والمنافسة على اللقب، فجاءت المباراة متوسطة المستوى وطغى عليها الملل في بعض الفترات. فالشد العصبي لدى اللاعبين وخوفهم من أي تعثّر طغيا على فنياتهم، فظهر واضحاً أن المباراة ستتوقف على تفاصيل صغيرة.
نجح النجمة في خطف النقاط بهدف وحيد، أما العهد فطبّق مقولة حين تأتي المصائب لا تأتي فرادة. فبطل لبنان خسر لاعبه حسين الزين في الشوط الأول بعد إصابته وخروجه ليدخل علي حديد بدلاً منه. وفي الشوط الثاني خسر لاعبه حسن سرور بعد طرده بالبطاقة الحمراء المباشرة بعد عودة الحكم محمد عيسى لتقنية الـVAR حيث أثبتت الإعادات ارتكاب سرور لخطأ يستحق عليه البطاقة الحمراء. ولم تتوقف المصائب العهداوية عند هذا الحد، إذ أصيب حارسه مصطفى مطر وطلب تبديله قبل أن يدخل الجهاز الطبي ويعالجه ليكمل المباراة متحاملاً على إصابته.
حتى حين قرر المدير الفني السوري رأفت المحمد إجراء تبديلات بإشراك زين العابدين فرّان وحسين دقيق لفك الطوق النجماوي بعد طرد سرور، جاء الهدف النجماوي عبر حسن مهنا قبل أن يجري محمد تبديله.
كل الظروف لعبت ضد العهد، وعرف النجمة كيف يستفيد من هذه الظروف فسجّل وفاز وأفرح جمهوره الذي لم يكن بالإمكان خروجه خائباً بعد أن حضر بأعداد كبيرة. والأهم منذ لك أن النجمة ردّ على رسالة الأنصار التي وجّهها له السبت بفوزه على الصفاء بهدفي نجمه السنغالي الحاج مالك في الدقيقتين 6 و77، فكان الرد النجماوي بالفوز على العهد القوي واستعادة الصدارة واختصار المشهد قبل قمة الخميس بكلمتين: الأمر لي.