ينتظر جمهور كرة القدم في لبنان ما ستؤول إليه المبادرة التي قام بها وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي تجاه لبنان على صعيد تأهيل أرضية ملعب المدينة الرياضية. طال صبر جمهور كرة القدم منذ توقّف الملعب عن الخدمة فتحوّلت المبادرة إلى بارقة أمل و"قارب نجاة" لحل معضلة الملعب الذي يشكّل منفساً كبيراً للعبة في حال عودته إلى استضافة المباريات.منذ أقل من شهر تقريباً ولدت المبادرة المصرية، ومنذ ذلك التاريخ يتساءل الجمهور اللبناني: متى سيبدأ العمل وأين أصبحت المبادرة؟
(طلال سلمان)

مدير مكتب وزير الشباب والرياضة اللبناني حسين عمر تحدّث لـ"الأخبار" عن المبادرة كاشفاً عن اتصال حصل بين الوزير اللبناني الدكتور جورج كلّاس ونظيره المصري أشرف صبحي، حيث أشار الأخير إلى أن الفريق المصري بدأ العمل على المشروع هذا الأسبوع وهو سيأتي إلى بيروت للكشف على الملعب. "وبهدف كسب الوقت قام رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر بإرسال فريق من المهندسين الزراعيين إلى ملعب المدينة الرياضية، حيث من المفترض أن يبدؤوا العمل لأجل توفيرهم على الفريق المصري الوقت والجهد وكي تُختصر مراحل العمل سريعاً" يقول عمر لـ"الأخبار".
(طلال سلمان)

ويقسّم مدير مكتب الوزير العمل إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يتعلّق بالأرضية وهو القسم الأكبر والذي يحتاج إلى الوقت، كون الأمور تتعلق بحرق العشب الحالي وإزالة التربة القديمة وتمديد شبكة ري جديدة قبل وضع البذور للعشب الجديد. ويتوقّع الفريق المصري أن يستغرق العمل على الأرضية ما بين ثلاثة وأربعة أشهر.
أما القسم الثاني فيتعلّق بالمرافق. ويشير عمر إلى أن الحديث عن المرافق محصور بغرف اللاعبين وغرف الحكّام وغرفة مراقب المباراة وأماكن جلوس الإعلاميين، وليس جميع مرافق الملعب. "فالهدف هو تأهيل كل ما نحتاج إليه لإقامة مباريات نهارية ووضع الملعب حيّز الاستعمال لاستضافة المباريات المحلية والدولية" يقول عمر.
حسين عمر: تأهيل الملعب ينقسم إلى ثلاثة أقسام أكبرها الأرضية


ويكشف مدير مكتب الوزير أن هناك بنداً في موازنة وزارة الشباب والرياضة يقارب الخمسين ألف دولار سيتم استخدامه لتأهيل المرافق، مشيراً إلى أن رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر أبلغ المسؤولين في الوزارة بأن الاتحاد مستعد لتأمين مبلغ إضافي في حال لم تكن الخمسون ألف دولار المخصّصة في بند الموازنة كافية لتأهيل المرافق. ويشرح عمر لـ"الأخبار" الآلية التي سيتم اعتمادها لتأهيل المرافق وهي ستكون عن طريق مناقصة عمومية قانونية وفق قانون الشراء العام منعاً لأي هدر أو محسوبيات في تلزيم العمل.
القسم الثالث، يصنّفه عمر بأنه يتعلّق بالكهرباء، لافتاً إلى أن شركة مراد للخدمات الكهربائية تكفّلت بوضع دراسة لمتطلبات الملعب على الصعيد الكهربائي لإقامة مباريات نهارية فقط.

(طلال سلمان

في هذا الإطار يتحدث المدير العام للشركة علي مراد لـ"الأخبار" عن متطلبات الملعب على الصعيد الكهربائي، حيث يشير إلى أن الحديث عن تأمين الكهرباء يتعلّق بالمضخّات لري الملعب والغرف الداخلية والممرات، سواء داخل الملعب أو في مواقف السيارات السفلية فقط وليس إنارة الملعب بالكامل. ويتحدّث مراد عن أن المشكلة الأساسية في أن البنى التحتية الأساسية للكهرباء في الملعب غير موجودة، وهذا ما يجعل الكلفة عالية دون القدرة على تحديد رقم تقريبي بانتظار إجراء الكشف الميداني على الكابلات وغرف الكهرباء التي تحوّلت إلى مجرد غرف من باطون خاوية دون وجود أي معدات أو كابلات فيها.
(طلال سلمان)

وعن الفترة التي يحتاج إليها العمل، فقد أشار مراد إلى أنها تراوح بين شهر وشهرين في حال تم تأمين الاعتمادات المالية.
ورغم أن شركة مراد ما زالت غير قادرة على وضع كلفة مبدئية للعمل على صعيد الكهرباء، إلا أن "الأخبار" علمت من مصدر من داخل المدينة أن الكلفة عالية والحديث ليس عن عشرات الآلاف بل أكثر من ذلك بكثير.
(طلال سلمان)

لا شك أن الآمال كبيرة والمهمة صعبة، لكن يمكن استشراف وجود إصرار عند المسؤولين سواء في وزارة الشباب والرياضة أو في الاتحاد اللبناني لكرة القدم على إنجاز المشروع بشرط أن تساعد الظروف على ذلك.