قالت «لجنة تحقيق أممية» إن العقوبات تعرقل تسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا
أيضاً، التقى المقداد، نظيره الأردني، أيمن الصفدي، وبحث معه تحضيرات «القمة»، بالإضافة إلى «المبادرة العربية»، فضلاً عن عمل «لجنة الاتصال»، والتي جرى تأجيل عقدها الذي كان مقرّراً الشهر الحالي في بغداد إلى موعد يُحدد لاحقاً، ومسألة اللاجئين التي تتضمّنها «المبادرة»، فيما لم تورد وكالتا «الأنباء السورية» أو «الأردنية» أي معلومات حول التوصل إلى اتفاق يفتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين في الأردن في الوقت الحالي.
وبينما حرّك لبنان المياه الراكدة، وأعطى، عبر خطوة إعادة فتح باب العودة، دفعاً لـ«المبادرة العربية»، أعلن رئيس حزب «الشعب الجمهوري» التركي، أوزغور أوزيل، نيّة الحزب بدء مفاوضات مع الحكومة السورية بمشاركة «الاتحاد الأوروبي» و«الأمم المتحدة»، بهدف تحسين فرص العمل وتوفير الغذاء والسكن للعائدين من تركيا، وعدم الاكتفاء بتوفير المنازل التقليدية من الطوب، في المشاريع التي تبنيها تركيا بتمويل قطري على طول الشريط الحدودي بين البلدين، من الجانب السوري. غير أن التوافق بين الأحزاب التركية، وبرغم محدودية النتائج المتوقّعة منه - في ظل تمسك تركيا ببقائها العسكري غير الشرعي في الشمال السوري، وفشل المساعي الروسية - الإيرانية لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، في الوقت الحالي -، يمكن اعتباره تعبيراً مباشراً عن تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، في ظل النقص المتزايد في المساعدات التي تقدّمها المنظمات الأممية جرّاء نقص التمويل المستمر، والناجم عن انشغال الدول المانحة (على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي) بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبالإضافة إلى النقص الشديد في تمويل مشاريع الأمم المتحدة، والتي وصلت إلى حدود غير مسبوقة (لم تحصل حتى الآن سوى على 6% من التمويل المطلوب)، قالت «لجنة التحقيق الدولية» التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا، تعليقاً على منح السلطات السورية الإذن بإدخال المساعدات عبر معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا لثلاثة أشهر إضافية، إن العقوبات تعرقل تسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وأضافت اللجنة، في تغريدة نشرتها على موقع «X»، أنه «مع هذا التمديد فإن تسليم المساعدات معلق بخيط رفيع، حيث تعوقه العقوبات ونقص التمويل، على الرغم من أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا هي الأعلى على الإطلاق». ويعيد ذلك إلى الأذهان المساعي الروسية - السورية المشتركة خلال السنوات الماضية لإنهاء هذه الأزمة عبر تنشيط مشاريع «التعافي المبكر» وفتح الباب لعودة اللاجئين، وهي مساعٍ حاولت، ولا تزال تحاول، الولايات المتحدة إجهاضها، بشتى الطرق الممكنة، عبر ربط هذا الملف بما تسميه «ثمناً سياسياً»، على الرغم من تفاقم مأساة اللاجئين جراء ذلك.