أمّا في فرنسا، فقد وثّقت «سلطات حماية الجاليات اليهودية»، بالتعاون مع وزارة الداخلية، وقوع 589 حادثاً مرتبطاً بـ«العداء للسامية» في عام 2021، ما يعني ارتفاعاً بنسبة 74% بالمقارنة مع عام 2020. وفي كندا، سجّلت منظمة «بني بريت»، التي تُعتبر واحدة من أقدم منظّمات الخدمات اليهودية في العالم، رقماً قياسياً هو الأعلى منذ عام 1982، حيث أحصت في شهر أيار 2021 وقوع 266 حادثاً، بزيادة بنسبة 54% بالمقارنة مع 2020. وبالانتقال إلى ألمانيا، فقد وثّقت الشرطة في عام 2021 وقوع 3028 حادثة مرتبطة بـ«اللاسامية»، بارتفاع بنسبة 28.8% عن عام 2020، و49% عن عام 2015. وفي المملكة المتحدة، أعلنت «منظّمة الخدمات الجماهيرية» (CST) وقوع 2255 حادثة، بارتفاع بنسبة 34% عن عام 2020، و24% عن عام 2019. وفي أستراليا، سُجّلت في الفترة ذاتها 447 واقعة، ما يعني ارتفاعاً بنسبة 35% بالمقارنة مع عام 2020، و21.5% عن عام 2019. كذلك، تحدّثت الدراسة عن ظاهرة «مقلقة» تعاظمت في سنة 2021، وهي أن الألمان الذين رفضوا تلقّي تطعيمات «كورونا»، شبّهوا أنفسهم بـ«اليهود خلال المحرقة». وطبقاً لادّعاء الباحثين، فإن هذا التشبيه يُعتبر «Holocaust trivialization»، أي إنكاراً أو تقليلاً من شأن «الكارثة التي حلّت باليهود خلال الحربَين العالميتَين».
سُجّل ارتفاع بنسبة 74% في الحوادث المرتكَبة في فرنسا على خلفية «اللاسامية»
إزاء ذلك، رأى رئيس «مركز البحوث اليهودية الأوروبية»، أرييه شبيط، في مقابلة له مع صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «تعاظم الهجمات المرتبطة بالعداء للسامية في السنوات الأخيرة، بالرغم من الاستثمار الهائل للموارد والميزانية والتشريعات في الحرب على هذا العداء، يدلّ على أن هذه المعركة لم تؤتِ أكُلها». وأضاف أنه «من السهل القول إنه يتوجّب سنّ مزيد من التشريعات والميزانيات، ولكن المطلوب فعلياً هو مراجعة وتقييم الاستراتيجيات القائمة حالياً، والجدوى منها». واعتبر شبيط أن «جرائم الحرب الروسية، والتي يرافقها استهزاء بذكرى المحرقة (في إشارة إلى استخدام روسيا عبارة «النازيون الجدد» في توصيف أعدائها الأوكران)، تشير إلى أن مَن عبّر عن التزامه بالصراع ضدّ العداء للسامية، ليس جدّياً بما يكفي، ولم يدرك بعد دروس وعِبَر الحرب العالمية الثانية». وخلص إلى أنه «يتوجّب على الشعب اليهودي أن يفهم أن الصراع ضدّ اللاسامية، والحرب من أجل إرساء الديموقراطية - الليبرالية هما وجهان لعملة واحدة».
من جهتها، رأت مؤسِّسة المركز، دانا فورت، أنه «في فترة تفشّي الوباء، وفرض الحجر الصحي، والتزام الناس بيوتهم أمام شاشات الحواسيب والهواتف، انكشف هؤلاء على نظريات المؤامرة المنتشرة في الشبكة العنكبوتية، ومن ضمنها نظريات تتّهم اليهود وإسرائيل بالوقوف وراء ابتكار ونشر الفيروس في أرجاء العالم». وبحسبها، فإن «جزءاً من الذين سمّمتهم هذه النظريات طوال فترات الحجر الطويلة، خرجوا بمجرّد إزالة الحجر إلى الشوارع، لينفّذوا اعتداءات وهجمات ضدّ اليهود، في الوقت الذي ما زالوا فيه متأثرين بهذه الأكاذيب».