كما كان متوقعاً، حسم الرئيس الأميركي، جو بايدن، بسهولة، نتائج الانتخابات التمهيدية الأولى لـ«الحزب الديموقراطي»، التي أُجريت، السبت، في ولاية كارولينا الجنوبية، علماً أن الرئيس الديموقراطي كان قد تعمّد أن تكون الولاية المشار إليها أولى محطاته، بهدف «حشد» دعم الناخبين «السود»، تمهيداً للانتخابات التي ستجري، اليوم، في ولاية نيفادا، حيثُ يعوّل أيضاً على إقبال الناخبين ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية، والذين كان لهم «اليد الطولى» في وصوله إلى البيت الأبيض عام 2020. وفي أعقاب فوزه الكاسح في كارولينا الجنوبية، بعدما حصد نحو 96.2% من الأصوات، أصدرت حملة بايدن الانتخابية بياناً جاء فيه أنّ الأخير يثق بأنّ ناخبي نيفادا «سيوصلونه، مرة جديدة، إلى البيت الأبيض»، «ويجعلون ترامب يخسر الانتخابات»، تماماً «كما حدث عام 2020». وفي أنباء «سارة» لبايدن، أشارت بعض الإحصاءات، التي روج لها الديموقراطيون، إلى أنّ الانتخابات الأخيرة شهدت زيادة بنسبة 13% في إقبال الناخبين السود، مقارنة بانتخابات عام 2020.
في العقود الماضية، كان المرشح الفائز في نيفادا هو من يصل، في النهاية، إلى البيت الأبيض

وبعد يوم واحد فقط من «انتصاره» في كارولينا الجنوبية، سافر بايدن إلى لاس فيغاس، جنوبي ولاية نيفادا، وألقى خطابين أمام تجمّعين من أنصاره، رفع فيهما من حدة انتقاداته لمنافسه الجمهوري المحتمل على الرئاسة، دونالد ترامب، محاولاً كذلك تعداد «إنجازاته» الخاصة في السنوات الثلاث الماضية. فيما من المتوقع أن يحقق بايدن فوزاً سهلاً في نيفادا أيضاً، حيثُ يتقدم، وفقاً لاستطلاعات الرأي، على منافسيه بهامش كبير جداً، فإن هذا لا يعني، في المقابل، أنّ المنافسة المحتملة بينه وبين ترامب لن تكون محتدمة في هذه الولاية «المتأرجحة»، في حال نيلهما بطاقة الترشح عن حزبيهما، كما هو متوقع على نطاق واسع، علماً أنّه لعقود، كان المرشح الذي ينجح في استمالة «ناخبي نيفادا» هو من يصل، في نهاية المطاف، إلى البيت الأبيض. وعام 2020، فاز بايدن على ترامب في الولاية المذكورة بفارق ضئيل، لم يتجاوز الـ35 ألف صوت. وحالياً، تشير أحدث استطلاعات الرأي في نيفادا إلى أنّ ترامب سيتقدم على بايدن بـ«نقطتين مئويتين» في مباراة الانتخابات العامة، وبـ«ثماني نقاط»، في حال كانت المنافسة محصورة بينهما فقط.

المنافسة «المحتدمة»
وينسحب هذا «الاحتدام» في المنافسة بين ترامب وبايدن على الانتخابات المحتملة التي قد تشهدها سائر الولايات أيضاً، في تشرين الثاني المقبل، رغم أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ نسبة التأييد للرئيس الحالي هي «الأدنى»، مقارنة بأي رئيس آخر في عقود، ولا سيما في ما يتعلّق بأدائه في ملف الهجرة والحرب الدائرة في غزة؛ إذ يؤيد أقل من 30 بالمئة من الأميركيين، مثلاً، طريقة تعامل بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي السياق، أظهر استطلاع نشرته شبكة «أن بي سي»، الأحد، تقدّم ترامب على بايدن بخمس نقاط مئوية (47 مقابل 42 في المئة)، بعدما كان الأخير متقدماً عليه في منتصف عام 2023، فيما تشير استطلاعات أخرى إلى تقدم بايدن عليه، إنما بفارق ضئيل جداً أيضاً. على أنّ انحسار المنافسة بين ترامب وبايدن لا يعني، بالضرورة، أنّهما الخيار «الأنسب» بالنسبة إلى غالبية الناخبين الذين عبروا، في أكثر من محطة، عن رغبتهم في أن يكون هناك خيار ثالث جديد. فحتى بعد فوز ترامب الكاسح أيضاً في ولاية نيوهامبشير في وقت سابق، أظهر استطلاع نشرته وكالة «رويترز»، عقب الانتخابات، أنّ 67% من الناخبين «سئموا من رؤية المرشحَين نفسيهما يخوضان الانتخابات الرئاسية، ويريدون مرشحاً جديداً»، ومع ذلك، قال 18% منهم فقط إنهم سيمتنعون، فعلياً، عن التصويت، في حال انحسرت المنافسة مرة جديدة بين الرجلَين.