حملت التطورات التي شهدتها الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، أنباءً سارة للرئيس السابق، دونالد ترامب، وأخرى «مقلقة» للرئيس الحالي، جو بايدن، وداعميه، ولا سيما في ما يتعلق بتآكل الدعم الشعبي للأخير، على خلفية استمرار دعم الولايات المتحدة للجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة. في المقابل، شكّل قرار «المحكمة العليا الأميركية» منح ترامب فرصة تقديم ادّعاء أمامها، حول تمتعه «بالحصانة من الملاحقات الجنائية على أفعال ارتكبها خلال ولايته»، «انتكاسة» للديموقراطيين الذين كانوا ينتظرون أن يُحاكم الرئيس السابق، في الرابع من الشهر الجاري، بتهمة محاولة الانقلاب على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قبل أن تصدر المحكمة قرارها الجديد، الذي رأى فيه عدد من المراقبين «تساهلاً غير اعتيادي» مع المتهمين الذين يخضعون لها في العادة، علماً أنّ موعد الاستماع إلى مرافعات ترامب سيكون في 22 نيسان. بتعبير آخر، إنّ القرار المشار إليه يمكن أن يؤخّر موعد محاكمة ترامب إلى ما بعد انتخابات تشرين الثاني المقبل، وهو الهدف الذي كان محامو الرجل يدفعون في اتجاهه منذ البداية. وقضية الانتخابات الفيديرالية تلك، هي بمنزلة «قنبلة سياسية»، مقارنة بالاتهامات الجنائية الثلاثة الأخرى التي يواجهها الرئيس السابق، إذ كان من المتوقع أن تُلحق به «الضرر السياسي الأكبر» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحسب صحيفة «فاينانشال تايمز»، التي استشهدت بإحصاء نشرته شبكة «إن بي سي» الأميركية، في وقت سابق من شباط، يظهر أنّ ترامب تخلّف في استطلاعات الرأي عن بايدن، بنسبة 43% مقابل 45%، عندما سُئل المعنيون بالاستطلاع عن خياراتهم في حال أُدين ترامب بارتكاب جناية هذا العام. على أنه بعد خطوة «المحكمة العليا»، أصبح على الديموقراطيين التكيف مع فكرة أن ترامب من غير الممكن أن يتعرّض لأي إدانة قبل تشرين الثاني، ولا سيما أنّ التصويت عبر البريد يبدأ قبل أسابيع من موعد التصويت الحضوري.
على الضفة الأخرى، جاء فوز بايدن «السهل» نسبياً في ولاية ميشيغان، الثلاثاء، «مُطعماً» بنوع من الهزيمة، بعدما اصطدم بمعارضة شديدة ومنظمة من قبل الديموقراطيين المعارضين لسياساته تجاه الحرب في غزة، ولا سيما رفضه لوقف إطلاق النار. وخلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات التمهيدية لـ«الحزب الديموقراطي» في الولاية، أطلق ناشطون أميركيون من أصول عربية وليبيراليون حملة منسّقة، دعوا عبرها الديموقراطيين إلى التصويت بـ«غير ملتزم»، بدلاً من منح أصواتهم لبايدن. واللافت أنّ مجموعة «استمع إلى ميشيغان»، التي نظمت هذه الحملة، هي من بادرت إلى الاحتفال بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الولاية، بدلاً من مناصري بايدن، بعدما تجاوزت هدفها المتمثل بجمع أكثر من 100 ألف صوت «غير ملتزم». وفيما حاول المسؤولون عن حملة بايدن «التقليل» من أهمية النتائج المشار إليها، إلا أنّ القادة الديموقراطيين كانوا قد بدأوا يعربون عن قلقهم، منذ ما قبل انتخابات الثلاثاء حتى، حول إمكانية تحقيق بايدن للفوز في الولاية في تشرين الثاني، علماً أنّ ميشيغان تضمّ أكبر عدد من السكان العرب - الأميركيين والمسلمين في البلاد، وأنّ طريق بايدن إلى البيت الأبيض ستكون صعبةً، بل «مستحيلةً» حتى، في حال خسر فيها، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
من جهته، يقترب ترامب، أكثر فأكثر، من نيل بطاقة الترشح عن «الحزب الجمهوري»، بعدما فاز في ولاية كارولينا الجنوبية، وهي مسقط رأس منافسته المتبقية، نيكي هايلي، وفي ميشيغان في وقت لاحق. وفي أعقاب فوزه في الأخيرة، اعتبر ترامب أنّ ذلك «يعني الفوز بكل شيء»، مشيراً إلى أنّ النتائج التي حصدها كانت «أفضل من المتوقع».