صنعاء | فاضت شوارع وميادين العاصمة اليمنية، صنعاء، بعشرات الآلاف من المؤيّدين والمباركين لعمليّة «طوفان الأقصى»، بعدما دعت اللجنة المنظِّمة للفعاليات، الجماهير على عجالة، إلى المشاركة في مسيرة "تأييد واحتفاء بالنصر الفلسطيني"، مساء أول من أمس. وفي أقلّ من ساعتين، امتلأت ساحة باب اليمن التي حُدّدت مكاناً للفعالية، بالمشاركين الذين ردّدوا هتافات، مِن مِثل «يا طوفان الأقصى ثور... هدّ الحاجز هدّ السور»، رافعين أعلام فلسطين. وصدر بيان عن منظّمي الفعالية، عبّروا فيه عن اعتزازهم بنجاح العملية، ودعوا اليمنيين إلى «البقاء في حالة الاستنفار الشامل شعبيّاً وعسكريّاً، استعداداً لأيّ تطوّر ميداني يتطلّب المشاركة المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة»، مؤكدين أن عمليّة «طوفان الأقصى لا تخصّ شعب فلسطين فحسب، بل هي معركة كلّ الأمّة، ومعركة الأحرار في كلّ العالم». ووصف البيان، العمليّة بأنها «أقدس المعارك التي دَشّنت زمن إذلال إسرائيل بالصوت والصورة»، مطالباً واشنطن، باعتبارها الداعم الأول لتل أبيب، بأن «تسلّم بانقلاب المعادلات»، و«تسارع إلى تفكيك هذا الكيان الغاصب قبل أن يجرفه طوفان الأقصى وطوفان الغضب الإسلامي القادم والعارم».ومن جهته، حيّا ممثّل حركة «حماس» في اليمن، معاذ أبو شمالة، خلال مشاركته في المسيرة، تضامن الشعب اليمني، مؤكداً أن «كتائب المقاومة أعدّت العدّة لتحرير فلسطين، وأعلنت بدء العدّ التنازلي لكنس الاحتلال الصهيوني بعد تخاذل المتخاذلين وتطبيع المطبّعين»، معتبراً أن «خيار المقاومة هو خيار العزّة والرفعة لهذه الأمّة، والخيار والطريق الصحيح لمواجهة المشروع الصهيوني - الأميركي وأذنابه في المنطقة». كما هاجم ممثّل حركة «الجهاد الإسلامي» في اليمن، أحمد بركة، الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع الكيان، وقال إن «عمليّة طوفان الأقصى تؤكد للمطبّعين أن الكيان الصهيوني الذي يهرولون للسلام والتحالف معه، هو اليوم عاجز عن حماية نفسه».
دُعي اليمنيون إلى البقاء في حالة الاستنفار الشامل شعبيّاً وعسكريّاً


وفي موازاة ذلك، أعلن «المجلس السياسي الأعلى» (الحاكم) في صنعاء، تأييده عمليّة «طوفان الأقصى»، ومباركته للانتصارات التي حقّقتها، مؤكداً، في بيان، «حقّ الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في مقارعة العدو المحتلّ بكلّ الوسائل المشروعة والممكنة»، مجدّداً تأييد كل الخيارات التي تتّخذها قيادة المقاومة الفلسطينية لردع العدو الصهيوني. كما أشاد المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، بالعمليّة، معتبراً، في بيان، أن «عمليّة طوفان الأقصى كشفت ضعف وهشاشة وعجز الكيان الصهيوني المؤقّت، وأظهرت للعالم مدى قوّة وفاعلية المقاومة في فلسطين، وقدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي واقتحام المستوطنات وقتْل الصهاينة وأسْر جنودهم»، فيما دعا شعوب وأحرار الأمة العربية والإسلامية إلى «نصرة الشعب الفلسطيني ودعم حركات الجهاد والمقاومة بكلّ أشكال الدعم والمسانَدة في هذه المعركة التاريخية».
واعتبر مراقبون في صنعاء، أن نجاح العملية بهذا الشكل من التكتيك العسكري، "يعكس تطوراً كبيراً لدى المقاومة الفلسطينية التي انتصرت خلال تنفيذ العملية مرّتين: الأولى، من خلال تعريتها هشاشة ووهن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي؛ والثانية، من خلال توجيه رسالة قويّة إلى المطبّعين الجدد الذين يدفعون نحو تصفية القضية الفلسطينية". ورأوا أن الرسالة التي بعثتها هذه العمليّة "غيّرت كلّ الموازين".