مرحلة متقدمة وصل إليها الإعلام الإلكتروني، وتحديداً موقع «ليبانون ديبايت». ملف النزوح السوري تعدى هذه الأيام دائرة تعاطي الإعلام معه، بخفة وتمييز وبث للعنصرية والكراهية، ليضحي تعاملاً يمسّ الكرامة الإنسانية، ويشي بإنحدار واضح لهذه المواقع نحو الهاوية.
فقد نشر الموقع المذكور أخيراً، خبراً من 5 أسطر، بعنوان : «النازحون السوريون يقتحمون الحديقة العامة في جونية»، مع صور فوتوغرافية لمجموعة نساء وأطفال أرادوا دخول الحديقة العامة في جونية، بعد إقفالها، من قبل البلدية «منعاً لدخول أياً كان». وصف «ليبنانون ديبايت» تسلق هؤلاء سور الحديقة بـ «الوقاحة»، ناعتاً إياهم بالمثل القائل: «اللي استحوا ماتوا». تعامل الموقع وغيره على رأسهم صفحة «جرس سكوب»، على أن لهو النازحين وعائلاتهم في الحديقة يعدّ جرماً، وأن نشر هذه الصور كمن فاجأهم «بالجرم المشهود». حديقة جونية التي أقفلت ووجد فيها هؤلاء متنفساً لهم، سيما الأطفال منهم، باتت محرّمة عليهم. هذه المساحات العامة التي تعدّ ملكاً للجميع دون إستثناء. يجد هذا الإعلام وسواه لذة في تظهير هذه الصورة البشعة غير الإنسانية، ويعتبر أن إيجاد فسحة للترفيه ولو بهذه الطريقة يعدّ جرماً فاحشة يجب التشهير بهما!