يديعوت أحرونوت ـ إيتان هابرما كاد السيد نصر الله ينهي خطابه في لبنان حتى انبرى أفضل زعمائنا وسياسيينا ومحللينا ليقدموا شرحاً عن الرجل ولغته. ما الذي قصده الشاعروكما هو دارج لدينا، أوائل المعقبين هم الذين يقررون النبرة. بعد خطابه هذا الأسبوع، في ذكرى الأربعين لاغتيال حبيب أمة حزب الله، عماد مغنية، سارع متحدّثون إسرائيليون كثر إلى الإشارة إلى الضعف البارز للعين (أيّ عين؟) لزعيم حزب الله.
وجدوا في أقواله وصوته ولغة جسده كل المؤشرات على الصدمة التي ألمّت به منذ حرب لبنان الثانية، والتي لم يتشافَ منها بعد. باختصار: الرجل انتهى.
حبذا لو كان هذا صحيحاً. اسمحوا لي بأن اذكركم بأنه عام 1973 امتلأت البلاد بمنشورات عن السلاح الصدئ في مخازن السوريين، وعن الطُرُز القديمة للطائرات والدبابات الموجودة لدى المصريين. وطاب لنا، والويل لنا كم طاب لنا، أن نروي عن الصور الجوية للطيارين الشجعان في سماء مصر، ممن جلبوا البراهين على بناء مقابر مصرية جديدة لجنودهم.
في ظهيرة يوم الغفران 1973، انطلق، على ما يبدو، الجنود الموتى من قبورهم، وتحركت الدبابات الصدئة بسرعة، فيما قصفت الطائرات، التي لم يكن لها قطع غيار، قواتنا.
ظننا أننا شُفينا من هذا الداء، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك. مرة أخرى نكرر قصص الأساطير.
في الواقع، أيها الرفاق الأعزاء، نصر الله لم ينتهِ. يقال إن لديه من السلاح أكثر بكثير مما كان لديه في حرب لبنان الثانية، وإنه لا ينتظر سوى الفرصة لكي يُرينا من أين تؤكل الكتف. ولديه على ما يبدو صواريخ أكثر عدداً وتطوّراً مما كان عليه الأمر في السابق. فرضية العمل بالنسبة إلينا نحن الإسرائيليين يجب أن تكون كالآتي: إذا كان يملك هذه الصواريخ، فإنه سيطلقها.
بالفعل، نصر الله قال ما لديه، ونحن نأمل أن يقوم المسؤولون عن التحليل والتقدير عندنا بأداء مهمتهم بإخلاص حيال صناع القرار. ولينتبهوا أولاً، وقبل كل شيء، إلى أن هذا «المنتهي»، كما أسلفنا، لا يزال حياً جداً.